أكدت نشرة " أخبار الساعة " أن الإتفاق الذي تم بين شركة مبادلة للتنمية " مبادلة " الإماراتية و" الصندوق الروسي للاستثمار المباشر" القاضي بإنشاء صندوق استثماري مشترك بين الطرفين تبلغ قيمته ملياري دولار وتم إعلانه في " ملتقى سان بطرسبرج الاقتصادي الدولي" مؤخرا .. يمثل خطوة جديدة تقطعها دولة الإمارات العربية المتحدة عبر مؤسساتها الاستثمارية على طريق الانفتاح على القوى الاقتصادية الكبرى في العالم وترسيخ حضورها في الأسواق العالمية الرئيسية.
وتحت عنوان " اتفاق استثماري استراتيجي " أوضحت أن هذا الاتفاق هو خطوة ذات أهمية كبيرة في المرحلة الراهنة فهي وإن كانت تساعد على تحقيق هدف تنويع حافظة الاستثمارات الخارجية الإماراتية وتزيد من اتساعها الجغرافي من ناحية فإنها من ناحية أخرى تسمح لهذه الاستثمارات بالابتعاد تدريجيا عن الأسواق الأوروبية تلك الأسواق التي تعاني حاليا النمو البطيء وارتفاع معدلات البطالة والعجز المالي والمديونية الحكومية الأمر الذي يقلص الفرص الاستثمارية الآمنة فيها.
وقالت النشرة التي يصدرها " مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية ".. أن دولة الإمارات ترتبط بعلاقات اقتصادية جيدة مع روسيا فعلى صعيد الاستثمار فإن استثماراتها المتبادلة تبلغ حتى الآن نحو 5.9 مليار دولار أي 22 مليار درهم وقيام صندوق الاستثمار المشترك بين الطرفين سيؤثر بشكل مباشر في هذه الاستثمارات فهي ستزداد بنحو 33.4 في المائة مقارنة بمستواها السابق ما سينعكس إيجابيا على حجم العائدات الاستثمارية للحافظتين ويجعل هذه العوائد أكثر استقرارا خصوصا أن الجزء الأكبر من استثمارات الصندوق سيتجه إلى المشروعات والفرص الاستثمارية طويلة الأمد.
وأضافت أنه على صعيد التجارة البينية بين الإمارات وروسيا فإن الطرفين يتبادلان حاليا ما قيمته 1.8 مليار دولار أي 6.1 مليار درهم من السلع والخدمات سنويا وهي قيمة كبيرة إذا قورنت بحجم التبادل التجاري الروسي مع دول المنطقة فعلى مدى السنوات العشر الماضية استحوذت الإمارات بمفردها على نحو 57.1 في المائة من إجمالي التجارة الروسية مع دول "مجلس التعاون لدول الخليج العربية" كلها .
وأشارت إلى أن الاتفاق الأخير سينعكس إيجابيا على حجم التبادل التجاري بين الطرفين من خلال تبادل مستلزمات إنشاء المشروعات المشتركة ومدخلات إنتاجها ومن ثم تبادل منتجات تلك المشروعات في مراحل التشغيل خصوصا إذا تم توجيه جزء من هذه الاستثمارات إلى إنشاء مصانع أو تنفيذ مشروعات زراعية مشتركة في روسيا ولن تتوقف آثار ذلك على حجم التبادل التجاري بين الطرفين فقط بل ستكون لها أبعاد تنموية أخرى كتحسين مستويات الأمن الغذائي الإماراتي وتقليص انكشافه على الأسواق الخارجية.
وأكدت " أخبار الساعة " في ختام مقالها الإفتتاحي أن إنشاء صناديق استثمارية مشتركة بين دولة الإمارات وروسيا أو دول أخرى في آسيا أو أمريكا الجنوبية هو خطوة ذات أهمية خاصة في المرحلة الراهنة في ظل حساسية المرحلة التي يمر بها الاقتصاد العالمي بشكل عام والاقتصادات المتقدمة التقليدية بشكل خاص وهي خطوة لا تقتصر أبعادها الإيجابية على الجانب الاقتصادي في صورته الكمية والآنية بل إنها ذات أبعاد تنموية أكثر شمولا وأكثر استدامة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}