استحوذت مؤسسة الإمارات لأنظمة التبريد المركزي "إمباور" على شركة «بالم ديتستريكت كولينغ» في صفقة استثمارية جديدة بقيمة 1.8 مليار درهم سوف تعلن تفاصيلها خلال أيام، لتؤسس بذلك عملاقا عالميا متخصصا في التبريد المركزي بطاقة إجمالية تصل إلى 800 ألف طن، وذلك بعد أن نجحت خلال العام 2013 في بناء أنظمة بنية تحتية خاصة بتزويد خدمات تبريد المناطق ذات مواصفات عالمية، والتي تعد حلاً بيئياً واقتصادياُ نموذجياً للاستخدام في الأبنية السكنية والمكتبية والتجارية.
وتم اتفاق الاستحواذ بين "إمباور"، وهي شركة عامة تمتلك هيئة كهرباء ومياه دبي 70 % منها وتبلغ حصة سلطة دبي الحرة للتكنولوجيا والإعلام "تيكوم" فيها نسبة 30 %، وبين "استثمار العالمية"، شركة الاستثمار القابضة والمنضوية تحت مظلة مجموعة دبي العالمية.
تحت مظلة واحدة
وتسعى "إمباور" حاليا لتحقيق هدفها الأسمى بأن يتم وضع شركات التبريد المركزي الحكومية وشبه الحكومية العاملة في الإمارة تحت مظلة واحدة لتقوية مركزها من حيث السيطرة على السوق وتقديم الخدمات المميزة وتوحيد أوامر الشراء من الخارج والحصول على أفضل الأسعار للخامات والمعدات، وبالتالي تخفيض سعر الإنتاج، بحيث تستفيد شركات التبريد المركزي ويستفيد المستهلكون النهائيون من خدماتها بأسعار مخفضة عن الأسعار الحالية.
التوسع المستقبلي
وتأتي هذه الصفقة في توقيت مهم نظرا للنمو العمراني والتوسع المستقبلي في التنمية المستدامة في إمارة دبي إثر فوزها مؤخرا باستضافة معرض اكسبو 2020، بالإضافة إلى أن "إمباور" توفر حلول تبريد المناطق في خفض استهلاك الطاقة الكهربائية بمقدار النصف، بالمقارنة مع أنظمة التبريد التقليدية التي تتطلب في العادة مقداراً أكبر من الطاقة..
وفي ذات الوقت شرعت في تنفيذ مشاريع جديدة لمواكبة وتنفيذ اتفاقيتها مع مجموعة الحبتور، والتي سوف تقوم بموجبها بضخ نحو 5 .17 ألف طن تبريد لمشروع "الحبتور سيتي" متعدد الاستخدامات، الذي تصل تكلفته الإجمالية إلى 3 مليارات درهم، حيث ستقوم "إمباور" بتوفير خدمة تبريد المناطق للمشروع على ثلاث مراحل، بدءاً من شهر مايو 2015، ليكون أحد أكثر المشاريع متعددة الاستخدامات جذباً للاهتمام في دبي.
الحبتور سيتي
وسوف يقام مشروع "الحبتور سيتي" على قطعة أرض تبلغ مساحتها 10 ملايين قدم مربعة، تقع على شارع الشيخ زايد بدبي، وسوف يكون فور اكتماله في عام 2016 أكبر مجمع فندقي متكامل في الشرق الأوسط، وأكبر مجمع للضيافة والترفيه على مستوى العالم .
ويضم المشروع ثلاثة فنادق توفر 1675 غرفة فندقية، وتشمل قائمة الفنادق كلا من "سانتريجيس" المملوك من قبل ستاروود، إضافة إلى فندقي دبليو دبي و"ويستن دبي" .
كما يضم ثلاثة أبراج سكنية فاخرة ومطاعم ومقاهي، إلى جانب حديقة على الطراز الفرنسي ومسرح مائي على نمط المسارح المائية في مدينة لاس فيجاس الأميركية، وأول مقهى بنتلي في العالم، و11 شقة بنتهاوس.
نمو الإيرادات
وحققت "إمباور" إيرادات بلغت 701 مليون درهم في عام 2012 بزيادة نسبتها 5 % عن العام 2011، وزاد حجم إنتاجها في 2012 إلى 400 ألف طن تبريد بنسبة 8 % عن السنة السابقة، وشهد العام 2012 تشغيل محطات عمل جديدة وإطلاق مراكز خدمة عملاء وتعزيز توجه الشركة نحو الحفاظ على المياه بتوفير خدماتها من خلال استهلاك المياه المعالجة بدلاً من المياه العذبة.
وسددت "إمباور" في عام 2012 قرضاً قيمته 235 مليون درهم متبعة استراتيجية واضحة المعالم قوامها الاستثمار بناءً للطلبات الفعلية لخدمات تبريد المناطق في المشاريع التي تخدمها، واستثمرت خلال العام 2012 في تعزيز بنيتها التحتية في المشاريع العقارية التي تخدمها ولاسيما في مشاريع الخليج التجاري وتيكوم سي والمرحلة الثانية من مدينة دبي الطبية ومردف.
سياسات مدروسة
وتمكنت "إمباور" من اجتياز تداعيات الأزمة المالية العالمية ولم تنه خدمات أيّاً من موظفيها بفضل اتباع سياسات اقتصادية لإنتاج وتوزيع خدماتها على الزبائن وبالتالي تمكنت من تحقيق الربحية وشمل ذلك دراسة تنظيم عمليات الإنتاج والتوزيع بما يتناسب مع الطلب خلال شهور الشتاء التي يقل خلالها الطلب على التبريد وشهور الصيف التي تشهد العكس ومعرفة توقيتات تخفيضه وزيادته لتلبية الطلب دون أي هدر للإقلال من مصاريف الصيانة والتشغيل واستهلاك المياه.
كما نجحت "إمباور" في تطبيق نظام جديد لإعادة تكرير المياه المستخدمة في التبريد لإعادة استخدامها أكثر من مرة مما وفر ما يتراوح بين 7 % إلى 9 % من استهلاك وتكلفة المياه.
كما تم وقف استخدام مياه الشرب واستخدام المياه المعالجة بدلاً منها في أربع محطات تابعة للشركة وهي محطات مدينة دبي الطبية وجميرا بيتش ريزدنس والمركز المالي العالمي والخليج التجاري مما أدى إلى تحقيق وفر مالي ملحوظ.
حيث تصل تكلفة استخدام جالون المياه المعالجة إلى فلس واحد أي أقل من ثلث تكلفة استخدام مياه الشرب المحلاة.
أنظمة «إمباور»
وتتفوق أنظمة "إمباور" بنسبة 50 % عن حلول التبريد التقليدية الأخرى، وتساهم بدرجة كبيرة في تقليل الأحمال الثقيلة عن شبكة الكهرباء عندما يبلغ الطلب على التبريد مستويات مرتفعة.
وتوفر أنظمة تبريد المناطق إمكانية تقليص حجم إنتاج الكهرباء من خلال تحويل الحرارة الفائضة للاستفادة منها في أنظمة تبريد فعالة وقليلة التكاليف.
وتعد أنظمة تبريد المناطق من أكثر التكنولوجيات الصديقة للبيئة والتي تساهم في تقليل حجم انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون. وتمكنت "إمباور" في عام 2012 من توفير نحو 320 ميغاواط من الطاقة التي تكفي لإنارة 65 مبنى، فضلاً عن زيادة إجمالي طاقة التبريد إلى 400 ألف طن تبريد في العام ذاته.
قفزات للأرباح
حققت "إمباور" نحو 12 مليون درهم أرباحاً في عام 2008. وقفزت أرباح الشركة إلى 65 مليون درهم في عام 2009. كما حققت نجاحا ملحوظا خلال العامين مما أدى إلى التخطيط للتوسع وزيادة عدد الموظفين مع زيادة الطاقة الإنتاجية وعدد الزبائن حيث تم رفع العدد الإجمالي للموظفين من 250 إلى 310 موظفين.
وحققت المؤسسة أرباحاً صافية خلال عام 2011 بلغت 162 مليون درهم، بنمو نسبته 25 % مقارنة بعام 2010.
واعتمدت الشركة على استراتيجية مالية واضحة المعالم في عام 2011، أتت استكمالاً لاستراتيجيات أعوام سابقة، والتي توسع رقعة عمليات الشركة بخطى ثابتة ومدروسة، تعتمد على ترشيد الإنفاق، وتطوير العمليات اعتماداً على الطلب الفعلي لخدمات تبريد المناطق التي توفرها الشركة، في وقت زادت فيه الشركة العدد الإجمالي لقواها الوظيفية بنسبة جاوزت 12 % خلال عام 2011.
وشهدت أرباح المؤسسة قفزة كبيرة في عام 2012، حيث وصل صافي أرباحها إلى 190 مليون درهم بنمو 17 % مقارنة بالعام الذي سبقه.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}