شركات الاتصالات تعرض «إغراءات» لزيادة حصَّتها في سوق البحرين

أرسلت شركة اتصالات رئيسية في البحرين رسائل نصية قصيرة على الهاتف الجوَّال تعرض «إغراءات» على المشتركين للاشتراك في خدمات الجيل الرابع؛ بعد طرح 3 شركات رئيسية الخدمة في المملكة إثر حصولها على التردُّدات اللازمة من هيئة تنظيم الاتصالات.

يأتي ذلك في وقت اشتعلت فيه المنافسة بين الشركات الرئيسية الثلاث وهي: شركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية (بتلكو)، وهي الشركة الوطنية، وشركة زين البحرين، والشركة السعودية «فيفا» للحصول على حصة أكبر في سوق متشبِّعة.

وقالت إحدى الرسائل المرسلة إلى جميع مشتركي الشركة المعنية «اشترك مع شبكة LTE 4G واحصل على خدمة LTE 4G مجاناً لمدة شهرين. العرض متوافر على جميع خطوط الموبايل». لكنها ذكرت أنه سيتم تطبيق الشروط والأحكام على العرض بدون إعطاء تفصيلات أخرى.

وجاءت الرسالة بعد أن عرضت شركة اتصالات ثانية على الزبائن فرصة مماثلة بحيث تستطيع الشركات الحصول على الخدمة مجاناً لمدة شهرين تقريباً تنتهي في نهاية فبراير/ شباط 2014، قبل احتساب رسوم منخفضة؛ إذ قالت: «ما عليك إلاَّ الاشتراك في إحدى باقات ... لتستمتع باشتراك مجاني حتى نهاية فبراير 2014».

وقد أطلقت شركة الاتصالات السعودية «فيفا» خدمات الجيل الرابع في البحرين هذا الأسبوع، وقال الرئيس التنفيذي عليان الوتيد إن الخطوة جاءت تماشياً مع استراتيجية تقديم أفضل الخدمات لزبائن الشركة التي ستستثمر ملايين الدولارات في العام 2014 لتطوير وتحديث شبكاتها.

وكانت شركة «بتلكو»، وشركة «زين البحرين» قد أطلقتا الجيل الرابع في مطلع العام 2013 مستخدمة تردُّدات الجيلين الثاني والثالث قبل حصولهما على التردُّدات التي تشغِّل الجيل الرابع من «الهيئة»، ولكن نظراً إلى أن الخدمة لم تكتمل، في وقت استمرت فيه الشركتان استثمار ملايين الدنانير لتطوير شبكتهما.

وتعد سوق البحرين من أصغر الأسواق وتخدم نحو 1,2 مليون نسمة، ولهذا فإن الحفاظ على حصَّة الشركة في السوق تتطلب بذل جهود جبَّارة في ظل توافر خيارات كثيرة للخدمات؛ بعد فتح قطاع الاتصالات للمنافسة في مملكة البحرين في العام 2003، والتي أنهت احتكار «بتلكو» للخدمة دامت أكثر من عقدين.

ولجأت بعض شركات الاتصالات في البحرين إلى التوسُّع خارج المنطقة، ولكن ثبت صعوبة تحقيق معظم الآمال التي كانت معلقة على صفقات بلغت قيمتها مئات الملايين من الدولارات سواء في الهند أو منطقة الشرق الأوسط والمناطق الأخرى.

وفي ظل عدم إمكانية اندماج شركات الاتصالات لتكوين شركة قوية تنافس الشركات الإقليمية والتي تبلغ رؤوس أموالها عشرة أضعاف أكثر شركة اتصالات في البحرين، فإن الآمال تتركَّز في «الاستئثار» بحصص من شركات منافسة» في سوق بلغت فيه نسبة الاختراق 180 في المئة.
وأبلغ أحد المسئولين في القطاع «الوسط»، أن شركات الاتصالات تكافح «للاستئثار» بحصص من زميلاتها لأن سوق البحرين صغيرة لا تتحمَّل هذا الكم الهائل من الشركات، وأن مثلها مثل البنوك التي هي كذلك تحاول زيادة حصصها».

وقد أوضحت أرقام رسمية أن عدد الاشتراكات في خدمات الهواتف المتنقلة في سوق البحرين المتشبِّعة في النصف الأول من العام 2013 بلغ نحو 2,2 مليون اشتراك، وهو ما يمثل معدل انتشار لهذه الخدمات بنسبة 182 في المئة.

وفي نهاية الربع الثاني من العام 2013، بلغ عدد الاشتراكات النشطة في خدمات البرودباند عبر الخطوط المتنقلة المضافة لخدمة الصوت ما يقرب من مليون مشترك، وهو ما يمثل نحو 45 في المئة من إجمالي عدد الاشتراكات في خدمات الهواتف المتنقلة الصوتية.

وساهم قطاع الاتصالات بنحو 4 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في العام 2012؛ أي نحو 410 ملايين دينار.

وأفاد مسئول، بإن سوق الاتصالات في البحرين «سوق ناضجة، والتنافس سيكون معظمه في البرودباند وتقديم الخدمات - البرودباند سيكون التركيز عليه أكثر من قبل الشركات الثلاث، وخصوصاً أن الإنترنت على الموبايل - أو ما يسمَّى برودباند - سيكون التنافس عليها لأنه حتى الآن لا تتعدّى 20 في المئة من الهواتف النقالة التي تستقبل الإنترنت على الموبايل أو ما يسمى smart phones».