مواقع حجوزات وهمية تخدع المسافرين

أكد مراقبون سياحيون ضرورة توخي الحذر والحيطة عند القيام بالحجز عبر المواقع الإلكترونية التي باتت تعتبر الوسيلة الأكثر رواجاً لحجز التذاكر على متن الطائرات، مشددين على ضرورة البحث والتأكد من مصداقية المواقع وخصوصاً أن هناك بعض المواقع غير المعروفة التي تقدم عروضاً ترويجية مذهلة وخصومات على تذاكر السفر تصل إلى 35% لتستدرج العملاء ومن ثم تستولي على بياناتهم ومعلوماتهم الائتمانية.

وشدد المراقبون، عبر الوطن الاقتصادي، على أهمية أن تكون الحجوزات الإلكترونية آمنة تماماً ومن خلال مواقع معروفة مثل BOOKING عند حجز الفنادق أو SKYSCANNER أو FLYIN.COM مشيرين إلى أن هناك عدداً من المسافرين سال لعابهم على عروض وخصومات على فنادق وتذاكر سفر تصل إلى 35% ولإكمال عملية الحجز ادخلوا بيانات بطاقاتهم الائتمانية فتعرضوا لسرقة بياناتهم ومن ثم لسرقة مبالغ كبيرة منهم مشددين على ضرورة التأكد من جميع التفاصيل المتعلقة بالموقع والاطلاع على كل الشروط الخاصة بالحجز قبل دفع أي مبلغ عبر بطاقات الائتمان.

وفي التفاصيل قال عادل فتحي، مدير مكاتب بون فوياج السياحية،: إن هناك بالفعل مواقع مزيفة بدأت تنشط في الآونة الأخيرة عبر الإنترنت ولكنها محدودة وقليلة الانتشار في السوق القطرية وحتى عالمياً، مبيناً أن مواقع الحجز هذه إذا انتشرت بصورة أكبر فستسبب ضرراً كبيراً للمسافرين وتلحق بهم الخسائر لأنها قادرة أن تستولي على بيانات المستخدمين وحساباتهم من خلال بطاقات الائتمان الخاصة بهم، مؤكداً أن انتشار هذه المواقع يرجع إلى وقوع المسافرين تحت ضغط الخصومات الكبرى وقلة وعيهم وعدم تمييزهم بين الموقع المزيف والحقيقي، ولذا يمكن التأكيد على أهمية الاعتماد على مواقع الحجز الإلكتروني العالمية عند الحجز الإلكتروني لتذاكر السفر.

وأشار فتحي إلى أن ظاهرة المواقع الإلكترونية المزيفة انتشرت في السابق بوتيرة متسارعة غير أن المشهد بات حالياً مختلفاً؛ حيث قل مدى انتشارها نتيجة كشفها بسرعة بعد عملية أو عمليتين فقط مما يحد من أهدافها التوسعية ويجعلها تفشل في تحقيق مرادها، داعياً جميع المستخدمين إلى توخي الحذر الشديد لدى القيام بالحجز وخصوصاً عند الدفع؛ حيث إن البيانات والشروط الموجودة قبل القيام بعملية الدفع يمكن أن تظهر مصداقية الموقع من عدمها.

وقال فتحي إن ما يحد من انتشار هذه الظاهرة هو ضرورة أن يتم تسجيل أي موقع حجز بشكل رسمي مثل مواقع عالمية شهيرة ك «اكسبيديا، بوكينغ، فلاي ان، ترافل. كوم، وغيرها» والمواقع غير المسجلة غير آمنة ولابد من تحري الدقة عند القيام بعملية الدفع عبر البطاقة الائتمانية كي لا تتعرض للسرقة.

ولفت فتحي إلى أن الحجوزات الإلكترونية منتشرة لدرجة أنها «خطفت» الأرباح من مكاتب السياحة والسفر وجعلتها أقل، موضحاً أن هناك مزايا فعلية للحجز الإلكتروني ولكن لو تحدثنا عن السوق العربية فإن الحجز عبر المكاتب السياحية يبقى الأفضل، لأننا غالباً ما نضطر إلى التأجيل أو إلغاء الرحلات فنحن لا نسير وفقاً لبرامج محددة مسبقة ونلتزم بها، بينما المسافر الأوروبي يحدد برنامجه ولا يغيره أبداً لذلك فإن الحجز الإلكتروني يلائمه أكثر، مقدماً أمثلة عديدة على حالات جرى خلالها تغيير الحجز في اللحظات الأخيرة وذلك لمجرد تبديل الرأي وتغيير الوجهة أو الفندق المقصود قبل الموعد بوقت قصير مما يسبب له خسارة ماله.

وأشار أيضاً إلى أن هناك بعض المستخدمين لا يقرؤون كل الشروط عند القيام بالحجز وقبل عملية الدفع ليطلع على شروط التأجيل والإلغاء وعندما يؤجل يفاجأ بأنه دفع غرامة، وبما أنه يتعامل مع الإنترنت فلن يفيده أي تواصل مع موقع الحجز، وهنا يكمن الفارق الأهم بين الحجز الإلكتروني والحجز عبر مكاتب السياحة، فالأخيرة توفر خدمة التواصل الدائم طوال مدة الرحلة، حيث يمكن عبر اتصال سريع أن يجري موظف المكتب التعديلات اللازمة بسهولة وبساطة.

ولفت فتحي إلى نقطة أخرى تميز الحجز الإلكتروني عن الحجز المباشر، حيث إن اختيار الغرف في الحجز الإلكتروني يكون غالباً من النوعية الرديئة وذلك بهدف الحصول على خصومات أعلى، بينما في المكتب يضع الموظف كل الخيارات أمام المسافر ويظهر له نوعية الغرف ليختار بشكل أكثر وضوحاً.

غياب الرقابة

بدوره قال عادل الهيل، مدير عام مكاتب آسيا للسياحة،: إن هذه المواقع الإلكترونية المتخصصة بالحجز الوهمي سببها غياب الرقابة التي تضبط أي جهة تحاول أن تخدم المسافرين ولابد للمختصين في الاتصالات أن يراقبوا بشكل دائم ليمنعوا من تفاقم هذه الآفة عالمياً ولابد أيضاً من إصدار تحذيرات وتعليمات ترشد المستخدم إلى كيفية تمييز المواقع الحقيقية من المزيفة، علماً أنه حالياً وفي عصر سرعة تبادل المعلومات يسهل كشف أي جهة متلاعبة وذلك بعد بدء عملها بوقت قصير فالمعلومة تنتشر بسرعة وتنبه إلى أي موقع حجز مشبوه.

وأضاف الهيل: إنه عند الحجز الإلكتروني لابد من المسافر أن يختار مواقع معروفة عالمياً كي لا يقع ضحية ويخسر ماله، لافتاً إلى أن الكثيرين من المسافرين ما زالوا يختارون الحجز عبر المكاتب السياحية لأنها أكثر أمناً ولأسباب مختلفة أخرى، وذلك لتفادي الوقوع في أي مأزق أو حتى أي خطأ عند الحجز يعجز الموقع حتى لو كان يتمتع بالمصداقية بإيجاد حل له فيخسر ثمن التذكرة ويخسر وقته أيضاً.

وأشار الهيل إلى أن المسافرين غالباً ما يواجهون مشاكل عديدة خلال الحجز الإلكتروني، وبعضهم يحاولون ثم في النهاية يلوذون بالمكاتب السياحية بوصفها منقذاً وحلاً أخيراً قادراً على مواجهة مشاكلهم مع الحجز الإلكتروني مضيفاً أن أكثر المشاكل التي يواجهها الناس مع الحجز الإلكتروني تتمثل في إلغاء الحجز؛ حيث يرفض بعض الفنادق ذلك، أو في حال القبول فإنها تتأخر في إرجاع المبلغ الذي تم سحبه من البطاقة الإلكترونية لمدة تصل إلى شهر أو حتى 45 يوماً مما يسبب مشاكل وقلقاً لدى المسافرين.

سرقات متنوعة

من جانبه، أكد زهير حبراق، مدير عام سفريات «عبر الشرق»، أن احتيال بعض مواقع الحجز الإلكتروني الوهمية قد يعتبر أحد مساوئ الحجز الإلكتروني بعيداً عن مكاتب السياحة، لافتاً إلى وجود حالات يتعرض خلالها المستخدمون للخداع من قبل شبكات على الإنترنت تدعي أنها متخصصة بحجوزات التذاكر والفنادق وتقدم خصومات «خيالية» غير أن الحقيقة هي أن هذه الخصومات سراب وأن مصدرها شبكات تعمل على سرقة البيانات الائتمانية للمستخدمين من خلال استخدام البطاقة الإلكترونية، متابعاً: «ثمة أنواع أخرى من المشاكل يواجهها عملاء عند الحجز الإلكتروني وتتمثل غالباً في خسارة المبالغ المدفوعة إذا حدث أي خطأ خلال الحجز أو إذا أراد إلغاء الحجز أو تأجيله عندئذ يخسر المبالغ التي دفعها..

فهو لا يتعامل هنا مع شخص معروف وإنما مع نظام إلكتروني لن يجده عندما يحتاجه مما يعني أنه هو وحده يتحمل مسؤولية ذلك، بينما إذا كان التعامل مع مكتب سياحي فإن المسؤولية تقع على المكتب وهو يقوم بخدمة المسافر عبر الاتصال به بشكل مباشر مما يجعل الأمور أكثر وضوحاً وأماناً.

وبين حبراق أن الحل لا يكون عبر التوقف عن الحجز إلكترونياً فلهذه الطريقة إيجابيات كثيرة؛ حيث توفر الوقت والجهد كما تقدم خيارات واسعة أمام المسافر وخاصة أن بعض شركات الطيران العالمية أصبحت تتواصل مع عملائها مباشرة بشكل إلكتروني. لكنه دعا إلى توخي الكثير من الحذر خلال الحجز والتعامل مع المواقع العالمية الكبرى التي تتمتع بالموثوقية والمصداقية العالية كما ينبغي على المسافرين التأكد من انهم لن يغيروا مواعيد طائراتهم ولن يلغوها كي لا يخسروا أموالهم وفي حال كان المسافر غير متأكد فالأفضل التعامل مع مكتب سياحة.

تغريدات تحذر

في السياق نفسه، انتشرت عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» تغريدات عديدة من مواطنين وخليجيين تحذر من شركات الحجوزات الإلكترونية الوهمية التي تنتشر عبر الإنترنت والتي تدعي أنها متخصصة بالحجوزات للطيران والفنادق بينما هدفها هو الاستيلاء على بيانات المستخدمين البنطية والائتمانية.

وقد غرد أحدهم بالقول إن هناك الكثير من مواقع الحجوزات المزيفة التي تعرف عن نفسها بأنها وكيل لخطوط الطيران الفلانية وعندما يتم ادخال الفيزا الخاصة بالشخص المستخدم تبدأ سرقته.

وغرد آخر بالقول: هناك مواقع وهمية توهمك بأنها شركة حجز وهي فقط موقع يسحب المال وما يوفر أي حجوزات.