نجاح البنوك الكويتية في تعزيز بنيتها التكنولوجية

قال المدير العام لمجموعة الخدمات المصرفية الشخصية في بنك الكويت الوطني محمد العثمان إن البنوك الكويتية بدأت تحولها الرقمي منذ سنوات عدة ونجحت في تعزيز وتراكم الخبرات لديها والكوادر البشرية المتميزة، ما انعكس على حجم المنافسة في السوق على تقديم الخدمات والمنتجات المصرفية الرقمية، وجعل القطاع المصرفي الكويتي رائداً في ذلك المجال على مستوى المنطقة.

واضاف العثمان خلال اعمال مؤتمر «تقنية الاموال» الذي اجتمع تحت مظلته رواد اعمال واصحاب شركات كبيرة وناشئة ومستثمرين: «مستعدين لجيل قادم من التكنولوجيا المالية بفضل قدراتنا الهائلة، وفي ذلك الصدد قمنا بتأسيس مختبرنا الرقمي الذي يمثل جسر التواصل مع المبدعين والمبتكرين في مجال التكنولوجيا المالية بما يساعدنا على تحسين طريقة عملنا وتقديم خدمات أفضل إضافة إلى إثراء تجربة عملائنا».

وأكد العثمان أن الجائحة جاءت لتسرع من وتيرة تقديم الخدمات الرقمية واستفاد من تلك التغيرات من كان أكثر استعداداً ببنية تحتية تكنولوجية قادرة على تعزيز التطوير والتحسينات والخدمات الرقمية المطلوبة لتلبية احتياجات العملاء وحفزت المتأخرين قليلاً للإسراع بالإنفاق على الاستثمار في تطوير قدراتها بشكل أكبر.

وتابع: كما أحدثت الجائحة نقلة نوعية على صعيد الجهود الحكومية في تطوير الخدمات الرقمية، حيث أصبح إتمام المعاملات إلكترونياً مساراً إجبارياً وقد استفاد القطاع المصرفي وكل مقدمي خدمات التكنولوجيا المالية من ذلك التطور الهائل.

وتابع: «لم يكن لذلك التطور أن يتم دون التطور الكبير والجهود المتميزة من بنك الكويت المركزي الذي سارع إلى توفير بيئة تنظيمية ورقابية تساهم في الدفع بمسار التحول الرقمي، حيث أطلق في 2018 الإطار العام للبيئة الرقابية التجريبية بما يسمح بتعزيز طرح منتجات وخدمات ونماذج أعمال رقمية متطورة مع الحفاظ على سلامة الصناعة المصرفية واستمر بمواكبة كل ما هو جديد ووافق المركزي أخيراً على اختبار منتجات جديدة ضمن البيئة الرقابية التجريبية من بينها اختبار منتج جديد بشأن الخدمات المصرفية المفتوحة في أغسطس الماضي.

وأوضح العثمان أن تلك التطورات كان لها تأثير واضح ودفعت العملاء إلى زيادة الاعتماد على القنوات الرقمية في إتمام كل المعاملات، وأصبحت هناك ثقافة رقمية تتسع وتترسخ لدى شرائح أكبر من العملاء ولا تقتصر فقط على الشباب.

وأضاف أن التطور قد انعكس على طبيعة إتمام المعاملات المصرفية لدى كل العاملين في الصناعة بالكويت، ولدينا في الوطني، زاد ذلك الاعتماد بشكل أكبر في ظل الحجم الهائل من الخدمات والتحسينات التي طبقناها وقدمناها لعملائنا، خاصة على صعيد خدمة الوطني عبر الموبايل ما ساهم في استحواذ القنوات الرقمية على 98% من إجمالي المعاملات المصرفية بنهاية العام الماضي.

صناعة المحتوى

من ناحيته، قال رئيس تحرير جريدة الجريدة خالد هلال المطيري ان القمة تهدف الى تحقيق معادلة جديدة تجمع ما بين صناعة المحتوى وتعزيز المعرفة وخلق شبكة تواصل تضع نتائجها في اطار يخدم قطاعات الدولة، مشيرأ الى ان قمة تقنية الاموال تحمل تفاصيل متشعبة ومنتجات متعددة تشكل احد اهم المسارات الجديدة التي يسير فيها الاقتصاد الحديث ودعم المبادرين وكفاءاتهم وخبراتهم الذين يشكلون قيمة حقيقية تسهم في انجاح المبادرات.

دعم الشركات

من جانبة، قال نائب المدير العام للخدمات المصرفية للأعمال وتمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة في بيت التمويل الكويتي (بيتك) يوسف المطوع، ان بيتك يحرص على التركيز على دعم وتمويل الشركات والاستجابة للديناميكيات المتغيرة لطلب العميل والمنافسة، موضحا أهمية هذا القطاع في الاقتصاد والتنمية.

واضاف ان «بيتك» يقدم مجموعة واسعة من الحلول المصرفية والتمويلية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، التي تلبي مختلف احتياجات قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتشمل الخدمات التمويلية النقدية مثل المرابحة والتورق والإجارة والتمويلات غير النقدية، مثل الاعتمادات المستندية وخطابات الضمان بأنواعها.

واشار الى ان «بيتك» يوفر خدمات أخرى، مثل نقاط البيع وكل الخدمات المصرفية الإلكترونية المتنوعة التي تساهم بشكل كبير بتسهيل إدارة حسابات الشركة، مثل الاستعلام عن الأرصدة وإجراء التحويلات البنكية وتحويل رواتب الموظفين والاطلاع على تقارير نقاط البيع، بالإضافة إلى خدمات مصرفية إلكترونية متنوعة.

واضاف ان أهمية قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة تكمن بأنه يشكل نواة محتملة لولادة شركات كبيرة كما يساهم في توفير فرص عمل متنوعة للشباب الكويتي، فضلا عن دوره باستخدام الموارد المحلية بدرجة كبيرة ودعم الموردين والتجار والدورة الاقتصادية المحلية كما يساهم بدعم سياسات الاكتفاء الذاتي في بعض السلع والخدمات، وكذلك له دور في دعم الناتج القومي.

«أوبن بنك»

من جهتها، قالت رئيسة وحدة البيانات والتحليلات والابتكار في بنك الخليج مي العويش، أن ابرز واهم مشروع منتظر إطلاقه حاليا هو «أوبن بنك»، الذي يتم اختبارة حاليا ووضع الضوابط والنظم النهائية من جانب الجهات الرقابية المعنية.

واضافت العويش ان اطلاق نظام «أوبن بنك» سيكون اكبر نقلة نوعية في عمليات الدفع الالكتروني، حيث يسهل عمليات الدفع الالكتروني عبر قنوات متعددة.

وسيوسع من التعاون مع شركات الدفع الالكتروني ويعزز من الخدمات التي ستفيد العملاء.

وكشفت العويش ان هناك تجارب واختبارات تتم حاليا بالتعاون مع شركة قطاع خاص، هي سبير، والجهات الرقابية والبنوك، لافتة الى ان اهم ما في المشروع انه يحفظ حقوق العميل وخصوصية بياناته.

وذكرت العويش أن بنك الخليح يشهد ثورة تحول رقمي غير مسبوقة ويركز على الأمن والخصوصية بدرجة كبيرة، مشيرة الى ان من مميزات التحول الرقمي في الخليج تمكين العميل من فتح حساب خلال دقيقة عبر اون لاين وانجاز كل المعاملات.

جيل جديد

أكد العثمان أن «الوطني» دائماً ما يقدم للسوق أحدث الخدمات الرقمية، فهو كالقاطرة بصدارة قطار التحول الرقمي، وقد كان لنا السبق في تقديم كل ما يشهده السوق من خدمات ومنتجات رقمية وحلول دفع متطورة، وقد ترسخ ذلك بشكل كبير خلال العامين الأخيرين منذ بدء جائحة كورونا، قائلاً: «كنا الأكثر استعداداً بما نمتلك من مقومات عززت من قدرتنا على تلبية قنواتنا الرقمية كافة احتياجات عملائنا».

وأضاف: «لكن جيل الشباب، خاصة الفئة العمرية بين 15 – 24 عاماً لديهم احتياجات مختلفة، ورغم التطور الذي حققناه رقمياً لكننا لمسنا احتياجات مختلفة تحتاج إلى تقديم المنتجات المصرفية بطريقة تشبه شخصيتهم المستقلة والعصرية، فكان تأسيسنا «وياي» أول بنك رقمي في الكويت.

التقنية المالية

قال الرئيس التنفيذي في شركة أوريدو عبدالعزيز البابطين ان التقنية المالية لا حدود لها، حيث تشمل العديد من الحلول بشكل يوفر التنوع في الامكانيات والفرص في كل ما يخص امكانية تقديم خدمات مطورة وجديدة لتحسين وتطوير تجربة العملاء.

واشار البابطين الى ان «اوريدو» تعد من الشركات الرائدة والسباقة في قطاع الاتصالات لتوفير هذه الخدمات المالية بالتعاون مع قطاع القطاع المصرفي والمالي في الدولة.

واضاف أن القمة ساهمت في توضيح الفرص المتاحة التي يحملها المستقبل لاوريدو الكويت والكشف عن توجهاتنا الإستراتيجية في توفير تجربة مميزة مع علامة تجارية مطورة تقنياً بخدماتها ومنتجاتها.