السندات التي كان ينظر إليها في يوم من الأيام على أنها مجرد وسيلة لكسب الفائدة مع الحفاظ على رأس المال، تطورت من الناحيتين الفنية والهيكلية لتصبح سوقا عالميا تقترب قيمته من 100 تريليون دولار، يمكنه أن يوفر العديد من الفوائد المحتملة للمحافظ الاستثمارية.
ولفهم تعقيدات هذا السوق الضخم والمتنوع، من المهم فهم الأساسيات، وربما أفضل من يقوم بشرح ما هي السندات وكيف يمكن أن تساعد في تحقيق الأهداف الاستثمارية، هي أكبر شركة في العالم لإدارة صناديق السندات "بيمكو"، وذلك خلال جزأين لهذا التقرير.
حقائق وأساسيات عن السندات "الجزء الأول" |
||
النقطة |
|
الإيضاح |
ما هي السندات؟
|
- السندات هي عبارة عن قرض يقدمه مشتري السند (أو حامل السند) إلى الجهة المُصدِرة لتلك الورقة المالية. وتصدر الشركات أو الحكومات أو البلديات هذه السندات عندما تحتاج إلى توفير رأس المال.
- المستثمر الذي يشتري السند الحكومي، يعتبر دائنا للحكومة، والأمر نفسه بالنسبة للشركات. لذلك مثل الكيفية التي تعمل بها القروض، يدفع مُصدِر السند فائدة دورية لحامله إلى أن يأتي موعد الاستحقاق ويسدد قيمة ذلك السند.
- ببساطة، بافتراض الآتي: ترغب شركة في بناء مصنع جديد تكلفته مليون ريال، وقررت الإدارة إصدار سندات من أجل تأمين التمويل اللازم لذلك المصنع، وقررت الشركة بيع ألف سند للمستثمرين القيمة الاسمية للواحد ألف ريال.
- تحدد الشركة – وهي هنا مُصدِر السند – سعر الفائدة السنوي والمعروف باسم الكوبون، والإطار الزمني الذي يجب أن يُسدد خلاله أصل المبلغ (المليون ريال).
- من أجل تحديد قيمة الكوبون، يأخذ المُصدِر في اعتباره أسعار الفائدة السائدة وقت الإصدار، وذلك بغرض ضمان أن يكون الكوبون تنافسياً مع نظرائه على سندات مماثلة، وإلا لن يكون جذاباً للمستثمرين.
- الشركة ربما قررت بيع السندات لمدة استحقاق قدرها 5 سنوات، وكوبون نسبته 5% سنوياً. مع انتهاء فترة الخمس سنوات يصل السند إلى موعد الاستحقاق، ويجب على المُصدِر تسديد القيمة الاسمية للسند وهي ألف ريال لكل حامل لتلك الورقة المالية.
|
|
كيفية قياس المخاطرة |
- يلعب طول فترة الاستحقاق دوراً مهماً في تحديد مقدار المخاطر وكذلك العائد المحتمل الذي يمكن للمستثمر توقعه، فعادة ما يعتبر السند الذي تبلغ قيمته ألف ريال لمدة استحقاق قدرها 5 سنوات أقل خطورة من سند بنفس القيمة ولكن لديه مدة استحقاق طولها 30 عاماً.
- المخاطر الإضافية التي ترافق السندات صاحبة مدد الاستحقاق الطويلة، لها علاقة مباشرة بمعدل الفائدة أو حجم الكوبون، بمعنى أن المُصدِر يدفع سعر فائدة أعلى على السندات الأطول أجلاً، وبالتالي يحصل حامل السند على عائد أعلى، ولكن في مقابل ذلك العائد يتحمل مخاطر إضافية.
- من الناحية النظرية، يحمل أي سند على وجه الأرض مخاطرة "التخلف عن السداد" أو فشل المُصدِر في تسديد القرض بالكامل. ولكن تختلف نسبة هذه المخاطرة على حسب الجدارة الائتمانية للمُصدِر.
- تقوم مؤسسات التصنيف الائتماني المستقلة بتقييم الجدارة الائتمانية لمُصدِري السندات، وتنشر تلك التصنيفات، وهو ما لا يساعد المستثمرين على تقييم المخاطر فحسب، وإنما يساعدهم أيضاً على تحديد أسعار الفائدة على السندات.
- يدفع المُصدِر ذو التصنيف الائتماني المرتفع سعر فائدة أقل، والعكس صحيح. ومرة أخرى، يمكن للمستثمر الذي يشتري سندات ذات تصنيف ائتماني منخفض تحقيق عوائد أعلى، ولكن عليه أن يتحمل مخاطر إضافية تتمثل في احتمال عدم تمكن الجهة المُصدِرة من السداد.
|
|
ما العوامل التي تحدد سعرالسندات في السوق المفتوحة؟ |
- يمكن أن يتم شراء السندات وإعادة بيعها في "السوق الثانوية" بعد إصدارها في السوق الأولية. وعلى الرغم من أن بعض السندات يتم تداولها علناً خلال البورصات، إلا أن معظمها يتم التجارة بها من خلال شركات الوساطة الكبيرة التي تعمل لصالح عملاء أو لحسابها الخاص.
- سعر السند والعائد عليه يحددان قيمته في السوق الثانوية. وهنا تجدر الإشارة إلى أن قيمة السند (سعر البيع والشراء في السوق) تختلف عن القيمة الاسمية المدونة على السند نفسه.
- قبل الانتقال إلى النقطة التالية يلزم توضيح معنى واحد من أهم العوامل التي تسهم في تحديد سعر السند بالسوق الثانوية وهو العائد أو (Yield)، والذي يساوي العائد السنوي الفعلي الذي يُمكن للمستثمر توقعه إذا ظل محتفظاً بالسند حتى تاريخ الاستحقاق.
- سعر السند يتحرك دائماً في الاتجاه المعاكس للعائد، وفي الواقع مفتاح فهم هذه العلاقة العكسية هو إدراك حقيقة أن سعر السند يعكس قيمة الدخل الذي يوفره من خلال مدفوعات الكوبون الدورية.
- عندما تنخفض أسعار الفائدة السائدة – ولا سيما على السندات الحكومية – تصبح السندات الأقدم أكثر قيمة، وذلك لأنها بيعت في وقت كانت فيه أسعار الفائدة أعلى، وبالتالي تمتلك كوبونات أعلى، وفي هذه الحالة يمكن للمستثمرين الذين يحملون السندات الأقدم بيعها "بعلاوة" في السوق الثانوية.
- لكن في المقابل، إذا ارتفعت أسعار الفائدة، تصبح السندات القديمة أقل قيمة، لأن كوبوناتها منخفضة نسبياً، وبالتالي يتم تدوال تلك السندات بخصم سعري.
|
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}