عاد خام "برنت" القياسي أعلى 55 دولارًا للبرميل للمرة الأولى منذ فبراير/ شباط الماضي، وارتفع سعر "نايمكس" الأمريكي أعلى 50 دولارًا، ما ينبغي أن يشكل خبرًا مبهجًا لمنتجي النفط وعلى رأسهم "أوبك".
وأثبتت البيانات الأخيرة حول إمدادات النفط العالمية أن أعضاء "أوبك" والمنتجين المستقلين المشاركين في اتفاق خفض الإنتاج قطعوا شوطًا لا بأس به في سبيل تحقيق التوازن للسوق عبر تقليص معروضهم النفطي، بحسب تقرير لـ"أويل بريس".
"أوبك" لا تقود السوق وحدها
- ربما انخفضت الإمدادات النفطية بشكل مؤثر حقًا لكن ذلك لن يدوم طويلًا، رغم أن تقرير وكالة الطاقة الدولية الأخير خلص إلى أن إمدادات الخام العالمي تراجعت بمقدار 720 ألف برميل يوميًا خلال أغسطس/ آب.
- لم تكن هذه الكمية نتيجة الخفض المتعمد للمنتجين فحسب، بل أيضًا بسبب الأعطال وأعمال الصيانة التي يقوم بها منتجون من خارج منظمة "أوبك" غالبًا.
- انخفض إنتاج "أوبك" النفطي في أغسطس/ آب للمرة الأولى منذ مارس/ آذار في حين تحسن امتثال المنتجين الشهري لاتفاق كبح الإمدادات إلى 82 %، ليصل بمعدل الامتثال العام منذ تفعيل الاتفاق إلى 86%.
- قد يكون لدى البعض أسباب كافية لعدم اتخاذ أي إجراء خلال الاجتماع الأخير للمنتجين الذي عقد في فيينا، فالأسعار في ارتفاع والمخزونات في تراجع مستمر.
- لكن هذا النهج ربما لن يستمر كثيرًا، فارتفاع الطلب خلال الصيف في الجزء الشمالي من العالم لعب دوره في هبوط المعروض، كما ساعد ارتباك الإنتاج في ليبيا على تقليص الإمدادات بشكل أكبر.
مخاطر محتملة
- بما أن موسم الصيف قد انتهى سيبدأ الطلب الموسمي بالتراجع، وفي ظل عدم استقرار الأوضاع في ليبيا، لا يمكن التنبؤ بشكل دقيق بمدى تأثر إنتاج النفط هناك بالاضطرابات الداخلية.
- رغم ارتفاع الأسعار بفضل اضطراب الإمدادات الليبية إلا أن ذلك ربما يشجع المنتجين الأمريكيين على زيادة منصات التنقيب، علاوة على رغبة بعض المنتجين الآخرين، على سبيل المثال في بحر الشمال في زيادة إنتاجهم مستقبلًا.
- كل هذه الأنباء سيئة لمنظمة "أوبك" وشركائها خاصة في ظل توقعات تجاوز هذه الزيادات معدل نمو الطلب خلال العام المقبل.
- في الوقت نفسه، يبدو أن "أوبك" تميل أكثر نحو تمديد العمل باتفاق خفض الإنتاج وهو ما ينبغي ألا تفعله بالضبط وفقًا لما قاله محللون بعدما كشفت بغداد عن احتمال تعميق الخفض بنسبة 1%.
- من المفهوم أن بدء نجاح الشيء بعد تركيز الكثير من الجهود عليه، يشكل حافزًا إضافيًا لمواصلة القيام به، لكن في حالة "أوبك" فإن هذا الشيء قد يجعلها تصطدم بالحائط حال واصلت خفض إنتاجها.
عودة الخلافات
- كلما مر الوقت زاد احتمال تمديد العمل بالاتفاق، ومع تضاؤل الطلب على النفط الخام خلال أشهر الشتاء إلى جانب غياب الاضطرابات الرئيسية بالإمدادات، ستهبط الأسعار.
- للسيطرة على الأسعار ستضطر "أوبك" لتعميق الخفض أو تمديد العمل بالاتفاق لما بعد مارس/ آذار، أو حتى كليهما، وهو ما قد يشكل خلافًا بين المنتجين.
- السعودية تستعد لطرح جزء من أسهم "أرامكو"، ويعتبر الحفاظ على استقرار أسعار النفط قرب مستوياتها الحالية أمرًا حاسمًا بالنسبة لتقييم الشركة، في نفس الوقت تشهد فنزويلا اضطرابات واسعة وترغب في إبقاء الأسعار مرتفعة.
- لا يزال العراق يفقد موارده النقدية ويحتاج للمزيد في ظل صراعه مع التنظيمات الإرهابية، وتزامنًا مع احتمالات استقلال إقليم كردستان الذي يعد موطنًا لكثير من النفط، علاوة على رغبة إيران في تعزيز إنتاجها أيضًا.
- حذر المحللون بالفعل من أن فشل تمديد اتفاق خفض الإنتاج إلى ما بعد مارس/ آذار 2018، ستكون له آثار هبوطية المتوقعة على الأسعار، وهو ما يعني أن يد "أوبك" باتت مقيدة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}