احتكر الرجال مهنة قيادة الرافعات في الموانئ البحرية على مدار العقود الماضية، باعتبارها من المهن الشاقة التي تتطلب مجهوداً بدنياً.
لكن تبني «موانئ دبي العالمية» الحلول التكنولوجية الحديثة، وشروعها في تركيب رافعات آلية يتم تشغيلها عن بعد بالمحطة الثالثة سيفتح المجال للإناث المواطنات لقيادة الرافعات.
وبالفعل، فتحت الشركة العالمية باب التوطين بمهنة قيادة الرافعات البحرية للإناث المواطنات للمرة الأولى منذ تدشين العمليات البحرية في ميناء جبل علي قبل نحو 35 عاماً، بحسب محمد شرف المدير التنفيذي للمجموعة.
وقال شرف لـ «الاتحاد» إن عدداً من المواطنات العاملات بوظائف إدارية بالشركة طلبن نقلهن لوظيفة قيادة الرافعات الجسرية ورافعات الرصيف التي تعمل بتقنية التحكم عن بعد بالمحطة الثالثة التي دشنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، لتكون أكبر منشأة مؤتمتة بشكل شبه كامل في العالم.
وأضاف أن الشركة أجرت أكثر من 100 مقابلة شخصية مع طلاب وخريجين مواطنين من الذكور والإناث، تمهيداً لاختيار الكوادر التي تتمتع بالاستعداد النفسي لشغل هذه الوظيفة المهمة، والتي تتطلب دراية عالية بأنظمة الحاسب الآلي مع إدراك وتحمل كاملين للمسؤولية.
وأضاف أن الشركة تخطط لأن يكون 30% من مشغلي رافعات الرصيف من مواطني الدولة، فيما من المتوقع أن يكون للمواطنات حصة الثلث منهم.
وتبلغ نسبة المواطنين الذين تم تعيينهم لتشغيل الرافعات الجسرية 70%، 70% منهم مواطنات.
وقال شرف إن محطة الحاويات الجديدة تساهم في توفير نحو 1000 فرصة عمل، منها نحو 400 فرصة عمل للمواطنين، مشيراً إلى أن تبني التقنيات الحديثة سيساهم على نحو واضح في دعم خطط التوطين بالميناء.
وتصنف قيادة الرافعات العملاقة على أنها من أكثر المهن الشاقة داخل الموانئ البحرية، إذ تتطلب وجود قائد الرافعة على ارتفاع 55 متراً، كما تتطلب منه النظر بصفة دائمة للأسفل، مع التركيز خلال رفع الحاوية التي يتراوح وزنها بين 30 و 40 طناً، وهو الأمر الذي يؤدي إلى اهتزاز الرافعة العملاقة، بحسب شرف.
ولفت إلى أنه يتم تبديل قائد الرافعة كل ثلاث ساعات على التوالي، للحفاظ على لياقته الذهنية والبدنية، وفق أرقى المعايير العالمية المعمول بها في هذا المجال، والتي تطبقها «موانئ دبي العالمية» على نحو صارم في جميع المحطات التابعة لها. ومع المتطلبات الشاقة لمهنة قيادة الرافعات الجسرية ورافعات الرصيف، عزف المواطنون لعقود طويلة عن اقتحام هذا المجال الذي يغلب عليه العمالة الأجنبية في الوقت الراهن.
وأشار شرف إلى أنه مع افتتاح محطة الحاويات الجديدة رقم 3 في ميناء جبل علي، التي تم تجهيزها بـ 19 رافعة رصيف، و50 رافعة جسرية على سكك حديدية، والتي يتم تشغيلها وقيادتها بتقنية التحكم عن بعد، أصبح بإمكان الشركة المضي قدماً في مجال توطين المهنة، وإشراك الإناث المواطنات في المهمة.
ومع تبني تقنية التحكم عن بعد، سيتم قيادة الرافعات الجسرية ورافعات الرصيف في المحطة الثالثة بميناء جبل على من خلال غرفة تحكم تبعد نحو 15 كيلو متراً عن مكان الرافعة، إذ يتم إدارة الرافعة من خلال التحكم في زراع إلكترونية بكل سهولة ويسر، على نحو يضمن السلامة المهنية لقائد المركبة على نحو تام.
وأضاف أن هذه التقنيات تمكن الشركة من توفير فرص عمل لذوي الإعاقة أيضاً، إذ تم تصميم المقصورات والمعدات في غرفة العمليات بصورة تلائم مستخدمي الكراسي المتحركة.
افتتاح المرحلة الثانية من «المحطة 3» بميناء جبل علي الربع الثالث
تفتتح شركة موانئ دبي العالمية المرحلة الثانية من المحطة الثالثة للحاويات بميناء جبل علي بطاقة استيعابية تبلغ مليوني حاوية خلال الربع الثالث من العام الحالي، لترتفع الطاقة الاستيعابية للمحطة إلى أربعة ملايين حاوية.
وبذلك، ترتفع الطاقة الإجمالية للميناء إلى 19 مليون حاوية، بحسب محمد شرف المدير التنفيذي للمجموعة. وقال شرف إن المحطة، التي تصل مساحات تخزين الحاويات فيها إلى 70 هكتاراً وعمق الرصيف 17 متراً، ويتم تزويدها بأكبر رافعات الرصيف وأكثرها فعالية، ستكون قادرة على استقبال أربعة من أكبر السفن العملاقة في العالم.
وأنجزت «موانئ دبي العالمية» خلال العام الماضي مشروع توسعة «المحطة 2» في ميناء جبل خلال يونيو الماضي، لإضافة طاقة استيعابية تبلغ مليون حاوية نمطية إلى الطاقة الاستيعابية لمحطة الحاويات الثانية.
وحققت «موانئ دبي العالمية - الإمارات» حجم مناولة قياسياً بواقع 3,6 مليون حاوية نمطية خلال الربع الثالث من العام الماضي، بنسبة نمو 5,4%،. كما تخطى حجم المناولة في ميناء جبل علي مستوى 10 ملايين حاوية نمطية خلال الأشهر التسعة الأولى حتى سبتمبر 2013.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}