تبدأ اليوم الخميس مجموعة بروة العقارية في تنفيذ الهيكلة الجديدة، حيث سيتم دمج عشر إدارات رئيسة في الشركة لتصبح خمس إدارات فقط، ما يترتب عليه إنهاء العديد من الوظائف بالنسبة للمواطنين والمقيمين، حيث سيتم إصدار قوائم بأسماء الموظفين في كل إدارة.
وبالنسبة لرؤساء الإدارات التي تم دمجها في إدارات أخرى فمن المتوقع انتقالهم إلى العمل في بعض الجهات الحكومية، وذلك بعد مفاوضات معهم وإقناعهم أن ذلك في صالح شركة بروة التي تعاني من تضخم في المديونية.
ويسعى مجلس الإدارة الجديد للمجموعة في تخفيف المديونية العامة لبروة عن طريق التخارج من بعض المشاريع الضخمة لصالح شركة الديار القطرية باعتبارها الشريك الإستراتيجي لبروة.
وتعتبر الهيكلة الجديدة هي الثالثة من نوعها منذ تأسيسها في العام 2006، والتي ارتبطت في أذهان جموع الموظفين من المواطنين والمقيمين أنها مرحلة جديدة من "تفنيش" الموظفين، الأمر الذي يجعلهم باستمرار في حالة ترقب حذر لما ستسفر عنه الهيكلة الجديدة، فمنذ تأسيس الشركة في العام 2006 أي منذ ثماني سنوات تقريبًا، وبروة تشهد كل ثلاثة أعوام هيكلة جديدة تسفر عن إنهاء أعمال العديد من الموظفين، ثم تعاود الشركة التعاقد مع موظفين جدد للعمل وفق الهيكلة الجديدة، ما خلق حالة من عدم الاستقرار الوظيفي للعاملين فيها، كما يحرم الشركة من تراكم الخبرات الوطنية التي من المفترض أن تثري العمل فيها، كما أن إنهاء الأعمال باستمرار يساهم في تجريف الكوادر والخبرات الوطنية من الشركة وخلق حالة من عدم الاستقرار فيها.
لقد شهدت الجمعية العمومية الأخيرة لبروة تذمر بعض المساهمين من الأداء المتواضع للشركة رغم الدعم الكبير الذي تقدمه لها الدولة والمتمثل في منحها الأراضي مجانًا، وهو ما يعتبره المساهمون معطيات مهمة لكي تحقق الشركة أرباحًا تفوق نظيرتها في السوق العقاري القطري.
لقد تميزت الجمعية العمومية الأخيرة لبروة بمجلس إدارة يقدم خطابًا واقعيًا وصريحًا وكاشفًا، إن لم يكن صادمًا كما اعتبره كثير من المساهمين، لأنه فتح كل الجراح القديمة التي تعاني منها بروة، محاولاً إلقاء اللوم في التعثر الذي تعاني منه بروة على الإدارات السابقة.
السؤال الآن الذي يدور في أذهان كثير من المساهمين هو: هل ستكون الهيكلة الجديدة بداية حقيقية لإنقاذ بروة من المشاكل والعقبات التي تواجهها، وهل ستكون هذه الهيكلة هي الأخيرة لتحقيق الاستقرار للشركة التي تعرضت لهزات إدارية ومالية عنيفة في السنوات الأخيرة؟
إن الإجابة عن هذا السؤال قدمها مجلس الإدارة الجديد والرئيس التنفيذي للمجموعة في اجتماع الجمعية العمومية الأخير، حيث أكدوا أن الستة شهور القادمة ستكون فيها الشركة في مصاف الشركات العالمية من حيث الإدارة والمعايير.
لا يخفى على أحد أن بروة عليها ألف عين وعين تراقب وتتابع أعمالها سواء من الحكومة التي تضخ فيها كوادر بشرية للنهوض بها، والمساهمة في تقليص مديونيتها من خلال مساعدتها في التخلص من بعض أصولها، كما تراقبها أعين المساهمين الذين وصل بهم الصبر على أدائها المتواضع إلى أقصى الحدود الممكنة.
فهل تجتاز بروة هذه المحنة؟ وهل يحقق مجلس الإدارة الجديد ما وعد به؟
الشهور القادمة ستجيب عن هذين السؤالين.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}