قال عبد الله مسعد، الرئيس التنفيذي لشركة سيراميك رأس الخيمة، أكبر شركة منتجة للسيراميك في العالم: إن الشركة باتت في مركز مريح جداً، حسب تعبيره، بالنظر إلى مركز وحجم ديونها، فيما استطاعت تخفيض ديونها من أكثر من مليارين إلى 8 .1 مليار درهم، ليصل إجمالي التخفيض في الدين العام للشركة إلى 7%، وتابع: "تدرس إنفاق 300 مليون درهم على مشاريع جديدة وتطوير منتجاتها" .
اعتبر مسعد، في حوار مع "الخليج"، أن حجم الدين الحالي للشركة الوطنية المنتجة للسيراميك متواضع وطبيعي بالمقارنة مع موجودات (أصول) الشركة، واستثماراتها، البالغة 67 .5 مليار درهم في عام ،2013 في حين تصل التدفقات النقديات والسيولة في الشركة إلى نحو ضعفين ونصف مقارنة بديونها، لافتاً إلى توزيع 20% نقداً من رأسمال الشركة عن العام ،2012 و15% نقداً و10% أسهم منحة عن ،2013 مقابل حجم الأرباح بالكامل لسبع سنين مضت، والاكتفاء بتوزيع أسهم منحة على المساهمين خلالها .
وكشف عبدالله مسعد عن أن شركة سيراميك رأس الخيمة، التي تأسست عام 1989 وبدأت الإنتاج في ،1991 تدرس إنفاق 300 مليون درهم على مشاريع جديدة وتطوير منتجاتها، وتخصص أيضاً لزيادة إنتاج البلاط في بنغلاديش والهند، وأطقم الحمامات في رأس الخيمة، لافتا إلى أن الشركة في صدد دراسة المشاريع الجديدة في ظل حالة التحسن والتعافي في الاقتصاد الإقليمي والعالمي .
وأرجع الرئيس التنفيذي للشركة نجاحها خلال المرحلة الماضية في تخفيض الدين وتعزيز أرباح الشركة وتمكنها من توزيع أرباح بنسب جيدة على المساهمين عن العامين الماضيين إلى رؤية صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، وتوجيهات ومتابعة سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، رئيس مجلس إدارة الشركة، ولجهود أعضاء مجلس الإدارة، وإدارة الشركة وكافة العاملين فيها، من مختلف المستويات .
سياسات مستقبلية
ولفت مسعد إلى أن مجلس الإدارة رفع مقترحاً إلى الجمعية العمومية للشركة، خلال اجتماعها الأخير في إبريل/نيسان الحالي، يقضي باعتماد سياسة مستقبلية محددة وثابتة لتوزيع الأرباح على مساهمي الشركة، البالغ عددهم 630 مساهماً، خلال الخمسة أعوام المقبلة، ليكون المساهم على علم بآلية توزيع الأرباح خلالها .
وزادت الأرباح التشغيلية لشركة سيراميك رأس الخيمة خلال عام 2013 بنسبة 77%، بالمقارنة مع ،2012 وارتفعت المبيعات بنسبة 11%، وقفز صافي الأرباح ب 22%، ليبلغ 3 .272 مليون درهم، وتقدر الأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب والإهلاك ب 530 مليون درهم، فيما بلغت الأرباح الصافية عام ،2012 224 مليون درهم، وهي أرقام ومؤشرات فسرها الرئيس التنفيذي للشركة باعتمادها سياسة ضغط النفقات، وتخفيض المصاريف الإدارية والعمومية بنسبة 15%، وتخفيض كلفة الإنتاج، وتعزيز استخدام التقنيات والآلات والمكائن المتطورة في مصانع الشركة، عبر إحلال القديمة بمعدات ومكائن حديثة ومتقدمة، ونتيجة تركيز الشركة خلال الأعوام الماضية على نشاطها ومجال عملها الرئيسي، المتمثل في إنتاج السيراميك، والابتعاد عن الاستثمار في القطاعات الأخرى، مع التركيز على الاستثمارات المجدية، ما قاد إجمالاً إلى زيادة الاستثمارات وقفزة في المبيعات والأرباح .
ورأى مسعد أن الشركة حققت معادلة صعبة، تتمثل في رفع جودة الإنتاج، من خلال زيادة نسبة النخب الأول من منتجاتها، مع تخفيض كلفة الإنتاج، بجانب المحافظة على أسعارنا في السوق المحلي والعالمي، وترسيخ موقعنا في الخريطة الإقليمية والدولية لإنتاج وصناعة السيراميك، رغم المنافسة الشديدة في الأسواق العالمية للسيراميك، ما يعزى إلى اعتماد سياسة الشركة على الطرح الدوري لأجود أصناف وأشكال السيراميك في الأسواق، مع أفضل وأفخر التصاميم، بما يتناسب مع رغبات وميول المستهلكين، بل ويفوق طلبهم وتوقعاتهم.
تطوير مصانع الشركة
وبين عبدالله مسعد أن الشركة نجحت في تحسين وتحديث مصانعها، لاسيما في مقرها الرئيسي برأس الخيمة، بقيمة وصلت إلى 200 مليون درهم، الأمر، الذي شمل تزويدها بعشرة مطابع رقمية حديثة للطباعة على السيراميك، وصولاً إلى تعزيز جودة الإنتاج وتصنيع منتجات مختلفة، ومن ثم بيعها بطريقة أفضل في الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية .
وبين مسعد أن الشركة صبت تركيزها خلال المرحلة الماضية، بهدف الحد من دينها وتعزيز الأرباح ودعم مسيرة الشركة وخدمة المساهمين، على الشركات غير المنتجة والمتعثرة التابعة لها سواء داخل الدولة أو خارجها، في أنحاء متفرقة في العالم، في إطار عملية تطوير شاملة، كشركة "راك بورسلان"، التي قفزت أرباحها إلى 42%، وشركة مصنع بنغلاديش، حيث زادت الأرباح ب 15%، في حين نجحت الشركة الإماراتية المصنعة للسيراميك في تقليص خسائر مصنعها في الصين بنسبة 90%، بعد خسائر كبيرة تكبدها في السنوات القليلة السابقة، بينما يشهد مصنع الشركة في السودان وضعا أفضل حالياً .
أسواق جديدة للمواد الأولية
وألقى مسعد الضوء على أن "سيراميك رأس الخيمة" بادرت، في سياساتها الجديدة، إلى البحث عن أسواق جديدة أقل كلفة للمواد الأولية في العالم، التي تستخدمها وتدخل في صناعة السيراميك والأدوات الصحية، مع المحافظة على الجودة ذاتها، وتمكنت من الوصول إلى مصادر جديدة للمواد الأولية، وصولا إلى خفض كلفة الإنتاج .
نصف الخام من "رأس الخيمة"
وأكد الرئيس التنفيذي أن 50% من المواد الأولية، التي تستخدمها الشركة في صناعة السيراميك، مصدرها رأس الخيمة، من طبيعتها الغنية، لاسيما من المناطق الجبلية، في حين تسعى الشركة إلى تعزيز الاعتماد على المصادر المحلية والوطنية للمواد الخام، وهي تتولى العمل على وحدة التطوير في مصانع الشركة ومختبراتها المتخصصة، عبر استبدال المواد الأولية المستوردة بمواد أولية محلية ووطنية .
الشركة تستأثر بـ 50% من السوق المحلي
قال عبد الله مسعد، تحظى "سيراميك رأس الخيمة" حالياً بما لا يقل عن 50% من السوق المحلي، في حين بدأت إنتاجها ب 5 آلاف متر مربع من بلاط "السيراميك" يومياً، بواقع 700 ألف متر مربع سنوياً، وأخذ الإنتاج بالتصاعد والنمو خلال الأعوام الماضية، ليقفز مؤخراً إلى 117 مليون متر مربع، بوأتها كأكبر شركة منتجة للسيراميك في العالم .
وبدأت الشركة في إنتاج أطقم الحمامات "الصحية" عام ،1993 بقيمة إنتاجية تقدر ب350 ألف قطعة سنوياً، وحاليآً تنتج الشركة 5 .4 مليون قطعة سنوياً .
وشرعت شركة سيراميك رأس الخيمة في إنتاج أدوات المائدة والأطباق في ،2006 وبدأت حينها 10 ملايين قطعة سنوياً، ما قفز حالياً إلى 24 مليون قطعة .
ويصل رأسمال الشركة إلى 743 مليون درهم، تقدر حقوق مالكي الشركة بمليارين و63 مليون درهم، تتوزع على 743 مليون سهم .
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}