حين بدأ «إنفستكورب» الاستثمار في الخليج، وجد نفسه مضطراً إلى إدخال أسلوب جديد يقبل بحصص الأقليّة في الملكيات الخاصة، في سبيل التأقلم مع ثقافةٍ تقاوم البيع، إلا أن الرئيس التنفيذي المقبل محمد الشروقي يرى أن «البيع» كأس لا بد منه.
خلال سنوات قليلة، غيّر «إنفستكورب» الكثير في محمد الشروقي الذي سيصبح في يونيو المقبل رئيساً تنفيذياً للبنك، لكن «إنفستكورب» نفسه تغيّر كثيراً خلال هذه السنوات.
قضى الشروقي 34 عاماً في «سيتي بنك»، عندما كان «إنفستكورب» يجمع الأموال من أثرياء الخليج ويصنع شهرته من العوائد الضخمة التي يحققها من استثمارها في العقار الأميركي والملكيات الخاصة في أوروبا الغربية وأميركا الشمالية. وعندما انضم الشروقي إلى «إنفستكورب» قبل سنوات رئيساً لمنطقة الخليج، كان البنك الاستثماري يستعد إلى دخول الخليج مستثمراً، وليس فقط جامعاً للأموال، فكان صندوق الفرص الخليجية برأسمال مليار دولار، والذي بات في محفظته اليوم 11 شركة، نضج بعضها للتخارج.
خلال أشهر قليلة مقبلة سيتقاعد الرئيس التنفيذي الشهير نمير قيردار، فكيف ستكون صورة الإدارة التنفيذية بعد «الخلافة»؟
في هذا اللقاء، يتحدث الشروقي عن توزيع الادوار في الغدارة الجديدة وآفاق الاستثمار في الغرب والشرق، ويشير إلى سعي البنك إلى التخارج من إحدى شركات صندوق الفرص الخليجية، في الكويت أو السعودية أو تركيا، ايّها أسرع، ولم يستبعد أن يكون التخارج الأقرب من نصيب شركة «غلف كريو» الكويتية، «ربما» من خلال طرح اولي «إذا وجدنا أن هذا هو الخيار الأنسب».
للشروقي في الكويت أشياء وذكريات كثيرة يعود إليها غير اجتماعات الأعمال، ففيها تلقى دراسته الجامعيّة، وكان ممثلاً لـ«سيتي بنك» في ترتيب قرض إعادة الإعمار للحكومة بعد التحرير بقيمة 5.5 مليار دولار. يتحدث عن البلاد ومستثمريها بشغف واضح، ويقدّر فيهم ذكاءهم، ويبدو أن في جعبته الكثير لهم.
هنا الحوار:
* نبارك لك المنصب الجديد الذي ستتولاه كرئيس تنفيذي للبنك، وهذه فرصة لنسألك عن كيفيّة توزّع القرار في الإدارة التنفيذية الجديدة في يونيو المقبل؟
-إنفستكورب» مؤسسة أرسى نمير قيردار دعائمها لتعمل بطريقة مؤسساتية أكثر منها شخصية. صحيح أنها مؤسسة خليجية ومملوكة لعوائل خليجية كبيرة، لكننا لا نقارن بالخليج، بل تتمتع بممارسات مماثلة للشركات العالمية تماماً، من حيث مجال نشاطنا ومنافسينا وطريقة العمل.
في المرحلة المقبلة، سنظل مرتكزين إلى الماضي لأنه مهم، لكن ستكون عيننا على المستقبل. في توزيع الأدوار ضمن الإدارة الجديدة الصورة واضحة؛ فعندما تتحدّث عن الخليج تتحدث عن محمد الشروقي، وعندما تتحدّث عن الأسواق الغربية يبرز دور ريشي كابور، وعندما تتحدث عن عضو مجلس الإدارة التنفيذي والعلاقة مع مجلس الإدارة والعلاقة مع المسؤولين في المنطقة، يكون الدور لمحمد العارضي في ربط المؤسسة وعلاقاتها، في حين يكون دورنا في العمل التنفيذي اليومي.
ولذلك فإن البديل عن نمير قيردار ليس شخصاً واحداً بل ثلاثة أشخاص، ولكلٍّ دوره في مجاله.
*إنفستكورب» من المؤسسات القليلة التي أعلنت عن خطّة الخلافة مبكراً، قبل أكثر من ستة أشهر من التقاعد الفعلي لنمير قيردار في يونيو المقبل. كيف وجدتم صدى ذلك؟
- هذا لم يحدث من قبل، حتى في الغرب. الإعلان عن التقاعد يأتي عادة قبل وقت قصير من موعده لا يتعدى شهراً أو أسبوعين، لكن الامر يتعلق بإيماننا القاطع بالشفافية، وأهمية إبلاغ المستثمرين مسبقاً بتطور من هذا النوع. وقد كان تقبّل المستثمرين جيداً جداً، وحظيت الخطة بالموافقة منهم، كما حظيت بموافقة الجهات الرقابية.
*دخول محمد الشروقي إلى «إنفستكورب» قبل سنوات واكبه تغيير في هويّة البنك من مؤسسة يتركّز نشاطها في صناديق التحوّط والعقار الأميركي، إلى مؤسسة استثمارية ناشطة في أميركا الشمالية وأوروبا والخليج وتركيا. هل يعبّر تعيينكم رئيساً تنفيذياً عن تأكيد الصبغة الجديدة؟
- منطقة الخليج تمثل لنا قطاع أعمال مهم جداً في «إنفستكورب». بدأنا الاستثمار في المنطقة من خلال محفطة بمليار دولار، واستثمرناها بكاملها في 11 فرصة، ونحن حالياً في طور تنميتها والتفكير في كيفية التخارج من بعض الفرص التي دخلناها أولاً.
ولا بد أن أشير إلى أن الفريق القائم على الفرص الخليجية كوّن خبرات جيدة جداً سنستغلها من خلال الاستثمار بنظام الصفقة الواحدة أو الـ «صفقة صفقة» (deal by deal) الذي نطبقه في أوروبا والولايات المتحدة، وما زال جديداً نوعاً ما في الخليج، إذ إن معظم استثمارات الملكية الخاصة في المنطقة تكون بنظام الصناديق.
ونحن بدأنا بالفعل بنظام الـ «صفقة صفقة» في الخليج في عمليتين أو ثلاث، بحيث نقوم بشراء الفرصة والإبقاء على جزء منها وبيع ما تبقى للمستثمرين، وهذه هي طريقتنا في أوروبا الغربية وأميركا الشمالية.
* هل نتوقع صفقات أكبر إذن؟
- تكون هناك صفقات أكبر واستحوذات مختلفة في الخليج وتركيا.
* ما الذي تضيفونه للشركات التي تستحوذون عليها؟
- نضيف الكثير بالتأكيد، لأن لدينا خبرة 32 سنة في أميركا الشمالية وأوروبا الغربية، فنحن تعاملنا من قبل مع «غوتشي» و«تيفاني» و«سكسث أفنيو» وغيرها كثير، وهذه كلها راكمت لدينا الخبرات التي نقلناها إلى الخليج.
بالتحديد، نحن نضيف ثلاث إضافات أساسية: الهيكل التنظيمي والهيكلية المالية وهيكليّة الحوكمة. هذه العناصر الثلاثة ترتقي بمستوى الشركة العائلية لتصبح شركة دولية لها اعتبارها، بالإمكان طرحها في السوق، ليستثمر فيها المستثمر العادي في أسواق رأس المال.
* أين نتوقع التخارجات المقبلة؟
- التخارج المقبل يمكن أن يكون في تركيا أو السعودية أو الكويت، والأمر يعتمد على سرعة إتمام أي منها.
«غلف كريو»
* هل نستنتج أن «غلف كريو» (الكويتية) جاهزة للتخارج؟
- إن شاء الله، لكنها تؤدي أداء جيداً وتعطي عطاء طيباً.
* هل من شركات أخرى ناضجة للتخارج؟
- لا أريد أن أذكر أسماءً، لكن أشير إلى أن هناك شركة في تركيا وشركة في السعودية. وفي الإجمال نحن نستثمر في شركتين بالكويت وأربع شركات في السعودية وثلاث شركات في تركيا.
ونحن نتوقّع التخارج من شركة في 2015، وقد يكون هناك أكثر من تخارج في بداية 2016.
* كيف ستكون آلية التخارج؟ هل عن طريق البيع المباشر أم عن طريق الطرح العام الأولي؟
- الاحتمالان واردان... إما عن طريق البيع المباشر أو البيع في الأسواق. لكن الطرح ممكن من دون شك.
* هل ذلك ممكن في الكويت؟
- من دون شك، إذا وجدنا أن هذه هي الطريق الأنسب للتخارج فسنذهب إليها، أما إذا توافرت فرصة أفضل للبيع المباشر فلم لا؟ أحسن الطرق أقصر الطرق.
* هل أسواق المنطقة ناضجة لاستقبال تخارجات من هذا النوع؟
- في نظري أرى أن السوق السعودي ناضج، وسوق دبي ناضج، وسوق الكويت جيّد.
* لكن سيطرتكم ليست كاملة على الشركات التي تستحوذون عليها في المنطقة. أليس كذلك؟
- طريقة استثمارنا في الخليج وتركيا تختلف عن طريقتنا في الأسواق الغربية، فنحن هنا لا نستحوذ على حصة مسيطرة، بل على حصة أقلية، أي 49 في المئة أو أقل.
* هل هذا نموذج استثماري أم أنكم مضطرون لذلك بحكم البيئة الاستثمارية والتشريعية؟
- الحقيقة أن ذلك بحكم البيئة، فالملّاك في الخليج لا يحبّون البيع الكامل، خصوصاً إذا كانت الشركة تنمو، وتعتبر من ميراث العائلة أباً عن جد. وفي أحيان كثيرة لا يكونون في حاجة إلى رأس المال، بل إلى ما نضيفه إليهم من خبرة في مجال الهيكل الإداري والمالي، ولذلك فإن الطلب علينا كبير في المنطقة.
الشركات العائليّة
* هل تجدون طلباً من الكويت تحديداً لدخولكم كشريك؟
- نعم بالتأكيد. ولا بد أن أشير هنا إلى أن الكويت سوق كبير ومهم جداً بالنسبة إلينا، من دون أدنى شك. لا تنس أن رئيس مجلس الإدارة من الكويت (عبد الرحمن العتيقي)، و(المغفور له) العم مصطفى بودي رحمه الله كان من المؤسسين.
لكن في الكويت، تجد أن بعض العوائل، وليس كلها، تفضّل الحفاظ على الخصوصية واسم العائلة ولا يحبّذون المشاركة.
وانا في تصوّري، أنه حان الوقت للشركات العائلية لتدعو المستثمر الخليجي أو الأجنبي القادر على أن يقدّم لها إضافة لمشاركتها. فهذه الشركات التي أنشأها الأجداد وتبنّاها الأبناء وباتت مع الأحفاد، تحتاج إلى الخبرة والباع الطويل، ولا بد لها من الانفتاح قليلاً على فكرة الخصخصة.
* ما هو شرطكم في أي فرصة، هل تشترطون التحكّم بالشركة؟
- نحن نقبل بحصّة أقليّة، ويهمّني فقط أن تكون هناك فرصة للتخارج، سواء من خلال البيع المباشر أو من خلال الطرح العام الأولي، وأن يكون ذلك بيدنا.
* على كلٍّ يبدو أن التقبّل لمسألة الطرح الأولي كوسيلة لنقل الشركات من جيل إلى جيل بات أكبر. ألا تلاحظون ذلك؟
- حين نتحدث عن الطرح الأولي، لا بد للشركة من منظومة حوكمة وشفافية تقبل بها الجهات الرقابية، لأن الشركة ستصبح متاحة للمستثمر العادي، وهنا يكون دخول مستثمر مثل «إنفستكورب» مفيداً، لأننا نساعد الشركة في إنشاء الهيكل المالي والهيكل التنظيمي، ما يعطي ثقة للرقابة وللمستثمر البسيط، بأن هناك بنية مؤسسية.
وأعطيك هنا مثالاً بشركة «فليتماتكس» التي اشتريناها في إيرلندا، وكان ربحها ضئيلاً، لكن بعد ثلاث سنوات فقط قفزت أرباحها قبل الضريبة والفائدة والأهلاك (إيبدتا) إلى أكثر من 100 مليون دولار، وهذا النمو السريع يجعل الطريقة للأمثل للتخارج عن طريق الطرح الأولي لا البيع المباشر، ولذلك قمنا بطرحها في «ناسداك» أواخر العام 2012، وكانت قصة نجاح كبيرة.
* إذا نظرنا إلى عمر القطاع الخاص الخليجي نجد ان الكثير من الشركات تنتقل إلى الجيل الثالث، وتواجه مشكلة تعدد الورثة..
- في تصوري أن هذا واقع، ولا بد من شرب هذا الكأس. ومع هذا التذبذب في أسواق النفط، لن يبقى القطاع العام بمعزل عن القطاع الخاص. لا بد ان يبتعد القطاع العام قليلاً، ولا بد للقطاع الخاص من أن يُقدم أكثر ويبحث عن الشريك الذي يضيف للشركة ويأتي إليها بالخبرة بطريقة مختلفة عما اعتادوه.
أعتقد أن هذا هو التغيير الآتي، ولا بد من التعايش معه.
* هل تجدون طلباً من الكويت تحديداً لدخولكم كشريك؟
- عندنا علاقة تاريخية بالكويت، سوق مهم ونحترمه ولدينا فيه مستثمرون ومساهمون ملتزمون معنا منذ اليوم الأول. والمستثمر الكويتي يمتاز بأنه ذكي ولمّاح.
تركيّا
* كنتم دائماً بعيدين عن الأسواق الناشئة، لكنكم صرتم الآن منكشفين على هذه الأسواق من خلال استثماركم في تركيا. سؤالي تحديداً؛ كيف تأثرت استثماراتكم هناك بانخفاض الليرة التركية؟
- نحن استثمرنا في تركيا في قطاعات نامية والطلب عليها قوي، فمثلاً دخلنا في قطاع الزراعة، وهو قطاع لا يتوقف الطلب فيه، من خلال شركة «ترياكي إغرو»، ودخلنا في قطاع الأغذية، وتحديداً اللحوم من خلال شركة «نعمة»، التي تنتج 100 طن يومياً لا يبقى منها ربع كيلو، بل تباع بالكامل في السوق المحلي التركي، ونحن في طور الاستحواذ على شركات أخرى تؤدي العمل نفسه مع فارق أن إنتاجها مخصص للتصدير، خصوصاً إلى الخليج.
وإلى جانب هذين القطاعين، استحوذنا على شركة «أوركا»، وهي شركة تعمل في قطاع الملابس الرجالية العاديّة والرسميّة، وهذا قطاع لدينا خبرة كبيرة فيه من خلال الاستحواذات السابقة التي قمنا بها في الأسواق العالمية.
صحيح أن الليرة التركيّة انخفضت، إلا أن ما عوّض ذلك هو النمو القوي للاقتصاد، فالاقتصاد التركي هو ثالث أسرع الاقتصادات الكبرى نمواً بعد الصين والهند، ولذلك فإن نظرتنا ما زالت إيجابية جداً لتركيا.
النفط
* ما نظرتكم إلى انخفاض أسعار النفط وتأثيره على اقتصادات دول الخليج التي تنشطون استثمارياً فيها؟
- لست خبيراً نفطيّاً، لكن من خلال ما نطالعه من آراء المختصين، نعتقد أن الأسعار التي خسرت أكثر من 50 في المئة يمكن أن تنخفض أكثر، وربما «تنزلق» قليلاً دون الأربعين دولاراً في المدى القصير، لكن في المدى الأبعد نتوقع أن تستقر الأسعار عند مستوى 65 إلى 70 دولاراً، وهذا سعر معقول.
* ما تأثير ذلك على الاقتصادات؟
- لا شك أن التأثير كبير على ميزانيات دول الخليج وناتجها المحلي، نظراً لمساهمة النفط بشكل كبير في الناتج المحلي لجميع دول الخليج، لكن في المدى القصير أعلنت المملكة العربية السعودية التزامها بجميع بنود الميزانية، ولذلك فإن الإنفاق لن يتأثر في 2015 و2016. بعدها ربما تكون ميزانية 2017 مختلفة.
لذلك، عندما نرى أن النفط انخفض من مستويات التسعين دولاراً إلى مستويات الخمسين أو الأربعين دولاراً لن يتأثر الإنفاق الضروري، بل ربما تتأخر بعض مشاريع البنية التحتية القابلة للتأجيل.
بالنسبة لمحفظة استثمارات «إنفستكورب»، ليس هناك تأثير جذري، إلا حين يتعلّق الأمر باستثمارات مرتبطة بالنفط. لدينا شركتان في قطاع البتروكيماويات، ومع الهبوط الذي شهدناه في أسعار الخام لم تتأثّر كثيراً، بل تقلصت أرباحهما إلى مستويات معقولة، بدلاً من الأرباح الكبيرة السابقة. ويبقى هذا تأثير في المدى القريب، أما في المدى البعيد فنتوقع عودتهما إلى النمو.
* في ظل الارتفاع الذي نشهده للدولار الأميركي والتوقعات برفع الفائدة في منتصف 2015، كيف يؤثر ذلك على نشاطكم في الولايات المتحدة؟
- نحن في «إنفستكورب» نشتري بالدولار ونبيع بالدولار، ولذلك ليس مراكز مالية نتحملّها، ونحن نتحاشى ذلك، ولذلك فإن حركة الدولار صعوداً ونزولاً لا تؤثّر علينا.
مع اليورو الوضع مختلف، فهبوط اليورو يؤثّر سلباً على قيمة الاستثمارات المقوّمة باليورو، لكن هذا التأثير وقتي، ومازلنا نتوقع نموّها على المدى البعيد.
* هل من استحواذات جديدة قريباً؟
- ما زلنا في صدد الاستحواذات، وسنوقّع خلال أسبوع أو أسبوعين على شراء محفظة عقارية جديدة ستسوّق في السوق الخليجي. ولا بد أن أشير إلى أنه عندما يكون هناك تأثّر للاقتصاد، سواء في أوروبا او أميركا، تنبع الفرص، ونحن وراء الفرصة.
27ملياراً في السوق الأميركي
* في العام الماضي، زدتم استثماراتكم بشكل كبير في العقار الأميركي، هل وراء ذلك نظرة متفائلة؟
- نحن دائماً مستثمرون رئيسيون في العقار الأميركي، بل إننا من أكبر خمسة مستثمرين أجانب في العقار الأميركي، وقد استثمرنا مبالغ طائلة منذ تأسيس «إنفستكورب» حتى اليوم.
وفي الأعوام الخمسة الماضية استحوذنا على عقارات في السوق الأميركي بما قيمته المليار دولار، وسوّقناها لمستثمرين في السوق الخليجي، وتخارجنا خلال الفترة نفسها من عقارات بقيمة 425 مليون دولار تقريباً.
ويصل حجم العقارات التي استثمرنا فيها في السوق الأميركي منذ تأسيس «إنفستكورب» حتى اليوم 27 مليار دولار، ونحن لا ندخل إلا في أسواق محدّدة في الولايات، ولا بد أن يكون العقار الأول في منطقته أو في طريقه ليكون الأول، ولا بد أن يكون معنا شريك من المنطقة نفسها لتكون لديه الخبرة في التعامل مع السلطات وخلاف ذلك.
في قطاع الملكيّات الخاصة، استملكنا شركات بما قيمته ثلاثة مليارات دولار خلال السنوات الخمس الماضية، وأرجعنا للمستثمرين في العام الماضي وحده 1.3 مليار دولار، وبلغ حجم ما وزّعناه للمستثمرين خلال خمس سنوات نحو 5.2 مليار دولار.
وإذا أضفنا صناديق التحوّط، يصبح مجموع الاستحواذات في العقار والملكيّات الخاصة والتحوّط التي قمنا بها 7 مليارات دولار خلال خمس سنوات.
ونحن في صدد التخارج من بعض الاستثمارات في النصف الثاني من سنتنا المالية.
العقار الأميركي ... نحو التعويض
* نلاحظ أن أداءكم المالي كان سلبياً في قطاع العقار الأميركي العام الماضي، هل يمكن ان تعوّضوا ذلك هذا العام؟
- بالضبط، نتوقّع أن تكون هذه السنة معاكسة للسنة الماضية، والفرصة جيدة الآن، لأن النزول دائماً يعطي فرصة.
* في الملكيات الخاصة، كان النمو كبيراً العام الماضي، كيف هي الصورة هذا العام؟
- النمو الكبير مستمر هذا العام. فقد استحوذنا على ثلاث فرص، ونحن في صدد الاستحواذ على فرصتين أخريين، وربما تكون هذه السنة هي الأولى التي ننجز فيها خمس استحواذات، ما بين أوروبا وأميركا والخليج، في حين كانت العادة أن تتم ثلاثة استحواذات.
* هل ستظل الملكية الخاصة المصدر الأكبر للدخل هذا العام؟
- نعم، ومن ثم العقار فصناديق التحوّط، على الأرجح.
صناديق التحوّط أفضل من السوق
كانت لكم تجربة لافتة في إطلاق صناديق الاستثمار التحوّطي(SOP) *، في أوروبا ثم أميركا. كيف تصف أداءها؟
- إذا قارنت أداء صناديق التحوّط لدينا، تجد أن أداءنا أفضل من المؤشرات القياسية. ومن جانب آخر، نحن انتقينا محفظة معينة من الشركات حين دخلنا في أوروبا من خلال صناديق SOP، صحيح أننا دخلنا بنسب بسيطة، لكنها تؤدي أداء جيّداً، ولم تكن في حال ميؤوس منها، بل كانت تعاني مشكلة سيولة، فدخلنا ووفرنا لهما السيولة، و هي تؤدي الآن أداء جيداً، وهي ما زالت تعطي وتحقق نمواً. ولم ندخل في أسواق العملات والذهب والاستثمارات ذات المخاطر العالية.
محفظة «الفرص الخليجية»
تضم محفظة استثمارات صندوق الفرص الخليجية التابع لـ «إنفستكورب»، والبالغة قيمته مليار دولار أميركي، حصصاً في 11 شركة خليجية وتركية، منها أربع شركات في السعودية هي شركة «ذيب» السعودية وشركة «لجام» للرياضة، وشركة «إي واي تي بي» (38 في المئة)، المتخصصة في تزويد خدمات الدعم الصناعي والفني لقطاع البتروكيماويات والنفط والغاز، وشركة «لازوردي» السعودية للجواهر.
ويستحوذ الصندوق في الكويت على حصّة في «غلف كريو» و35 في المئة في شركة «أوتوماك». كما يستثمر في مجموعة «أوركا» التركية لتجارة الملابس الرجالية، و «هايدراسن»، و«ترياكي أغرو» التركية. وقام الصندوق في العام 2012 بإتمام أول تخارج من شركة «ريدينغتون غلف» في الإمارات المتخصصة في قطاع تقنية المعلومات.
بطاقة
- اسم البنك: «إنفستكورب»
- مجموع الموجودات: 2.3 مليار دينار (يونيو 2014).
- مجموع الحقوق: 994 مليون دولار (يونيو 2014).
- الأرباح السنوية: 131.9 مليون دولار (2013 /2014).
- أموال المستثمرين: 7 مليارات دولارات تم جمعها خلال خمس سنوات.
- الشركات المدارة: 22 شركة في مختلف القطاعات.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}