«كهرباء دبي» تزيد الطاقة المتجددة إلى 7% في 2020

تولي دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، اهتماماً كبيراً بموضوع تنويع مصادر الطاقة في الدولة، وتضعه في مقدمة أولوياتها، انطلاقاً من نظرة تستشرف المستقبل وتستهدف تحقيق التوازن بين التنمية والبيئة، والحفاظ على حق الأجيال القادمة في التمتع ببيئة نظيفة وصحية وآمنة، ورؤية ثاقبة تدرك أن الطاقة البديلة هي طاقة المستقبل.

وما بين مدينة «مصدر» في أبوظبي، و«مجمع محمد بن راشد آل مكتوم» للطاقة الشمسية في دبي، تواصل الإمارات زرع بذور مشاريع الطاقة المتجددة لتقطف ثمارها الأجيال القادمة، فبناء هذه المشاريع في الوقت الحالي يعني توفير طاقة مستدامة ونظيفة لأجيال المستقبل.

أجيالنا القادمة

ستسهم هذه المشروعات العملاقة لإنتاج الطاقة من مصادر متجددة في دولة الإمارات، على المدى البعيد في الحفاظ على البيئة، ومواردنا الثمينة، وستقدر الأجيال القادمة هذه الجهود كما نقدر نحن جهود آبائنا وأجدادنا، الذين أولوا اهتماماً كبيراً بموضوع البيئة والحفاظ عليها وتنميتها.

وقد أدرك المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أهمية البيئة وحق الأجيال القادمة في الاستفادة من مواردها، وعبر عن ذلك بالقول: «إن بيئتنا ومواردنا ليست ملكنا، بل هي أمانة عهد بها إلينا وعلينا جميعاً مسؤولية تأمين الرعاية لها، والعناية بها وتسليمها سالمة من الأضرار للأجيال القادمة».

مجال الاستدامة

لا تقتصر جهود هيئة كهرباء ومياه دبي على توفير خدمات الكهرباء والمياه لمتعامليها وفق أعلى مستويات الكفاءة والاعتمادية والتميز فحسب، وإنما تولي الهيئة اهتماماً كبيراً لقضية الاستدامة من خلال الاهتمام بالبيئة، وتنويع مصادر الطاقة لتشمل الطاقة المتجددة والنظيفة.

وتنسجم جهود الهيئة في هذا الإطار مع المبادرة الوطنية طويلة المدى، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لبناء اقتصاد أخضر في دولة الإمارات، تحت شعار «اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة»، التي تهدف إلى جعل الإمارات واحدة من دول العالم الرائدة في هذا المجال، ومركزاً لتصدير وإعادة تصدير المنتجات والتقنيات الخضراء، في سبيل تحقيق رؤية الإمارات 2021، التي تهدف إلى أن تكون الإمارات من الدول الرائدة عالمياً في مجال الاقتصاد الأخضر، للحفاظ على البيئة.

وضمان نمو اقتصادي مستدام على المدى البعيد، وكذلك خطة دبي 2021، التي تهدف إلى أن تكون دبي مدينة ذكية ومتكاملة ومتصلة، مستدامة في مواردها، ذات عناصر بيئية نظيفة، صحية، ومستدامة، كما تنسجم جهود الهيئة مع استراتيجية دبي المتكاملة للطاقة 2030، التي أطلقها المجلس الأعلى للطاقة في دبي، التي تهدف إلى تنويع مصادر الطاقة، إضافة إلى خفض الطلب على الطاقة بنسبة 30% بحلول عام 2030.

حصاد الشمس

حددت استراتيجية تنويع مصادر الطاقة ضمن استراتيجية دبي المتكاملة للطاقة 2030، نسبة 1% بحلول عام 2020، و5% بحلول 2030 لمشاركة الطاقة المتجددة، ضمن مصادر الطاقة في دبي.

ولكن، كما هو عهد هيئة كهرباء ومياه دبي، التي تستمد رؤيتها من رؤية دبي وتستلهم استراتيجيتها من عزيمة قائدها، فإنها على الطريق لتخطي هذه النسبة بأضعاف عدة، فقد أعلن سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، خلال مشاركة هيئة كهرباء ومياه دبي في فعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل 2015، التي عقدت في أبوظبي في الفترة ما بين 19 إلى 22 يناير 2015، عن زيادة الهيئة لنسبة الطاقة المتجددة، ضمن مزيج الطاقة في دبي لتصل إلى 7% بحلول 2020 و15% بحلول 2030.

كما أعلنت الهيئة عن طرح مناقصة مشروع جديد لتوليد 500 ميجاوات من الطاقة الكهربائية عن طريق الألواح الكهروضوئية، بنظام المنتج المستقل خلال العام المقبل 2016.

وتأخذ مصادر الطاقة الكهروضوئية المرتبطة بشبكة هيئة كهرباء ومياه دبي مسارين؛ يتمثل الأول في محطات إنتاج الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية، والثاني هو الحصول على الطاقة عن طريق تركيب الألواح الكهروضوئية على أسطح المنازل والمباني، وربطها بشبكة الهيئة. وتشمل برامج المنح الدراسية التي تقدمها الهيئة لطلاب الثانوية العامة:

برنامج بكالوريوس الهندسة الكهربائية والميكانيكية بالتعاون مع جامعة الإمارات العربية المتحدة لعشرين طالباً سنوياً.

برنامج «انطلاق» لدراسة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية والميكانيكية في مختلف الجامعات الخاصة والحكومية لستين طالباً سنوياً، وبرنامج بكالوريوس الهندسة الكهربائية بالتعاون مع كليات التقنية العليا لعشرين طالباً سنوياً، وبرنامج بكالوريوس الطاقة المتجددة خارج الدولة لعشرة طلاب سنوياً.

مركز الابتكار: يضم مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية مركزاً للابتكار، وهو عبارة عن مركز تفاعلي مجهز بأحدث تقنيات الطاقة المتجددة والنظيفة، سيسهم في صقل القدرات المواطنة في مجال الطاقة المتجددة، وتطوير تقنيات الطاقة المتجددة ودعم مسيرة تطوير القطاع في المنطقة، إضافة إلى تعزيز تنافسية الأعمال في الإمارة.

مركز البحوث والتطوير: يهدف مركز البحوث والتطوير في المجمع إلى إجراء الدراسات للاحتياجات الصناعية والمجتمعية، والريادة في مجال البحوث العلمية المتعلقة بالطاقة المتجددة في المنطقة، والعمل كونها حلقة وصل بين الباحثين والمطورين، وتطوير قنوات ربط رسمية بين الجامعات والوحدات البحثية المحلية والعالمية.

مركز اختبارات الطاقة الشمسية: يضم مركز البحوث والتطوير مركزاً لاختبارات الطاقة الشمسية الكهروضوئية (PV)، والطاقة الشمسية المركزة (CSP).

وتسهم عمليات البحث والتطوير في تعزيز مستويات الموثوقية والقدرة على التحمل لألواح الطاقة الكهروضوئية، إضافة إلى تقليل المخاطر وعدم الموثوقية التي تنجم عن الظروف المناخية القاسية وفترات العمل الطويلة، وفهم أفضل التقنيات التي تناسب الظروف البيئية للمنطقة.

توطين المعرفة

تعمل هيئة كهرباء ومياه دبي وفق استراتيجية لتشجيع وتحفيز التوطين، حيث تعتبر من الهيئات الحكومية الرائدة في إطلاق العديد من البرامج التدريبية للطلبة المواطنين الراغبين بإتمام دراستهم داخل الدولة وخارجها في مختلف مجالات الطاقة.

وأطلقت الهيئة برنامج المنح الدراسية خارج الدولة لدراسة برنامج البكالوريوس في الطاقة المتجددة، إضافة إلى أكاديمية هيئة كهرباء ومياه دبي التي تهدف إلى إعداد أجيال جديدة من مواطني الدولة في التخصصات المهنية،

دفع عجلة الطاقة المتجددة في دبي قدماً

أصدر المجلس التنفيذي لإمارة دبي القرار رقم (46) لسنة 2014، الذي يوحد الإطار التشريعي المنظم لعملية ربط وحدات الإنتاج المنتجة حصرياً من الطاقة الشمسية بنظام التوزيع.

وأشاد سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي بالقرار، الذي أصدره سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي وقال: «يؤكد هذا القرار ريادة دبي في مجال الطاقة المتجددة والنظيفة، حيث ينظم عملية تركيب اللوحات الكهروضوئية لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في المباني، وربطها مع شبكة هيئة كهرباء ومياه دبي.

وأضاف: «جاء قرار سموه بتنظيم ربط وحدات إنتاج الكهرباء في المباني والمنازل باستخدام الطاقة الشمسية مع شبكة الكهرباء ليشكل بصمة مهمة على طريق الاستدامة في دبي، حيث يشجع أفراد المجتمع ومؤسساته على إنتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية.

والمساهمة في تنويع مصادر الطاقة عن طريق زيادة حصة الطاقة المتجددة، والمساهمة في حماية البيئة من خلال تقليص آثار الانبعاثات الكربونية، والحفاظ على مواردنا الطبيعية، وترسيخ مكانة دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة كونه قطباً عالمياً في مجال الطاقة المتجددة والنظيفة، التي هي عماد الاقتصاد الأخضر الذي تتطلع إليه شعوب العالم كافة.

وحدّد القرار اختصاصات هيئة كهرباء ومياه دبي في وضع السياسة العامة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في الإمارة، واعتماد شروط ونماذج اتفاقية الربط، إضافة إلى الرقابة والإشراف على المنتجين.

وبموجب القرار، سيتمكن متعاملو الهيئة من استخدام الكهرباء التي ينتجونها عن طريق الطاقة الشمسية، حيث سيتم إجراء مقاصة بين وحدات الطاقة الكهربائية المصدرة ووحدات الطاقة الكهربائية المستوردة خلال نفس مدة الفاتورة الصادرة لحساب الاستهلاك، وتتم تسوية هذا الحساب بناءً على هذه المقاصة.

وفي حال زادت وحدات الطاقة الكهربائية المصدرة في أية فترة من فترات إصدار الفاتورة على الوحدات المستوردة، يتم ترصيد وحدات الطاقة الكهربائية المصدرة لدى الهيئة باسم المنتِج، ليتم إجراء المقاصة بينها وبين وحدات الطاقة الكهربائية المستوردة في فواتير الاستهلاك اللاحقة.

ويمكن تركيب الأنظمة الكهروضوئية في المنازل أو المنشآت التجارية أو الصناعية في حال توافرت الشروط المناسبة لذلك، حيث يمكن دمج هذه الأنظمة في مجموعة واسعة من هياكل المباني التجارية والسكنية والصناعية.

ويمكن استخدام هذه الأنظمة لتزويد النظم الكهربائية داخل المنشآت بالطاقة اللازمة، بما في ذلك أنظمة الإضاءة، والتبريد، والأجهزة، وغير ذلك، حيث يمكن تركيب الأنظمة الكهروضوئية حالما يتم الحصول على جميع التراخيص اللازمة.

وتستعد هيئة كهرباء ومياه دبي حالياً لإطلاق المبادرة بشكل كامل، حيث سيتم توفير المزيد من المعلومات ضمن قسم المبادرات الذكية على الموقع الإلكتروني للهيئة.

وستشتمل المعلومات على القرارات التنظيمية وتفاصيل عملية تقديم الطلبات، كما ستطلق الهيئة اللوائح التنظيمية الخاصة باعتماد الاستشاريين والمقاولين العاملين في مجال تركيب اللوحات الكهروضوئية، وتلك الخاصة بمصنعي الألواح والمعدات ذات الصلة. وقد وضعت الهيئة برنامجاً لاعتماد الاستشاريين والمقاولين، بغية ضمان مستوى عالٍ من الأمان والكفاءة.

مجمع محمد بن راشد ينتج 2600 ميغاوات 2030

يعد مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية أحد أكبر مشاريع الطاقة المتجددة في المنطقة، حيث ستبلغ طاقته الإنتاجية 2600 ميغاوات بحلول عام 2030، وذلك بعد زيادة نسبة الطاقة المتجددة، ضمن مزيج الطاقة في دبي.

ودشن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتاريخ 22 أكتوبر 2013، المشروع الأول من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية بطاقة إنتاجية تبلغ 13 ميغاوات، الذي تقوم بتشغيله وإدارته هيئة كهرباء ومياه دبي. وفي اليوم نفسه تم الإعلان عن المشروع الثاني بقدرة 100 ميغاوات.

في يناير 2015، أعلنت هيئة كهرباء ومياه دبي عن مضاعفة القدرة الإنتاجية للمشروع الثاني من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، من 100 إلى 200 ميغاوات، ويعد المشروع أحد أكبر المشاريع الاستراتيجية الجديدة في العالم بنظام المنتج المستقل في سوق الطاقة المتجددة.

وقد تم اختيار الكونسورتيوم الذي تقوده شركة «أكوا» السعودية مع شركة «تي إس كيه» الإسبانية بصفته المتناقص بأقل سعر للتكلفة التناسبية للطاقة، للعمل مع الهيئة على تنفيذ المشروع بنظام المنتج المستقل. وسيسهم هذا المشروع في تقليل انبعاثات الكربون بنحو 250,000 طن سنوياً.

3 مبادرات لرؤية «دبي الذكية»

في إطار تحقيق مبادرة «دبي الذكية» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، التي تهدف إلى تحويل دبي إلى المدينة الأذكى في العالم، أطلقت هيئة كهرباء ومياه دبي ثلاث مبادرات تؤكد جاهزيتها التامة للمساهمة في تحقيق هذه الرؤية، التي تستهدف الوصول إلى إدارة كل مرافق وخدمات المدينة عبر أنظمة ذكية ومترابطة، والمساهمة في تحقيق نقلة نوعية في الخدمات المقدمة للشركاء والمتعاملين.

الطاقة الكهروضوئية معيار عالمي للمشروعات

وضع السعر الذي حصلت عليه هيئة كهرباء ومياه دبي لتنفيذ المشروع الثاني من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، معياراً عالمياً جديداً في مجال تنفيذ مشروعات الطاقة الكهروضوئية، فالسعر، الذي يعد الأدنى عالمياً، يضاف إلى سجل دبي في تحقيق الأرقام القياسية، وسيسهم في زيادة التنافسية في هذا السوق الواعد، حيث بلغ السعر الذي تقدمت به الشركة لإنتاج 200 ميجاوات من الكهرباء نحو 5.85 سنتات دولار لكل كيلووات في الساعة، بنظام المنتج المستقل.

وقد نجحت الهيئة في الحصول على أدنى سعر عالمي، بفضل الثقة العالمية التي تتمتع بها الهيئة وإمارة دبي بشكل عام، ووجود تشريعات محفزة تحمي حقوق جميع الأطراف. وستسهم هذه الخطوة الرائدة في زيادة الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة والنظيفة في دبي والمنطقة، بل والعالم بأسره.