760 مليون دينار إجمالي إيرادات شركات الاتصالات من السوق الكويتي في عام 2014، على الرغم من بعض التراجعات التي شهدتها إيرادات بعض الشركات، التي أثرت بدورها في تراجع صافي أرباح القطاع.
وبشكل عام، تراجع نمو إجمالي إيراد القطاع إلى أقل من 3 في المئة لعام 2014، مقارنة مع 2013 الذي تخطى فيه نمو إيراد القطاع 6 في المئة، مقارنة بـ 2012.
وبصورة أدق تفصيلا لقطاع الاتصالات الكويتي، بعد أن اشتدت حدة المنافسة فيه، وتغير مشهد اللعبة، نستخلص من نتائج الشركات الثلاث، أن المنافسة قد غيرت موازين القوة في السوق، فقد حافظت إحدى الشركات على استقرار إيراداتها السنوية خلال الأعوام الثلاث الماضية، فيما أخذت إيرادات إحدى الشركات منحى النمو التصاعدي لترتفع خلال عامين بنسبة ضعف ما كانت عليه في عام 2012، وتبسط توسعها بشكل كبير على إيرادات السوق والعملاء الجدد.
أما تعاظم دور إحدى الشركات فقد كان له تأثير كبير في شركة اتصالات أخرى في السوق، ودفع إيراداتها خلال السنوات الثلاث الماضية نحو الانحدار بتراجع نسبته 24 في المئة، فيما ارتفعت إيرادات الشركة التي اتخذت لنفسها منحا تصاعديا خلال العامين الماضيين بنسبة 49 في المئة.
من جهة ثانية، يشير تباطؤ نمو الإيرادات إلى وصول القطاع إلى مرحلة التشبع، فبعد أن بلغ إجمالي إيراد القطاع 694 مليون دينار في عام 2012، شهد نموا في الإيرادات بنسبة تفوق 6 في المئة ليسجل 737 مليون دينار عام 2013، فيما بلغت إيرادات القطاع المجمعة 760 مليون دينار في 2014 أي نمو لا تتعدى نسبته 3 في المئة.
وبالعودة إلى التقارير السنوية الخاصة بشركات الاتصالات الثلاث (زين، أوريدو، فيفا)، نجد بأن إجمالي عدد العملاء المشتركين في خدمات الاتصالات بالسوق الكويتي قد وصل إلى حاجز 7.2 ملايين عميل، إذا أخذنا في عين الاعتبار أن هناك 2.7 مليون عميل على شبكة زين بنمو سنوي 6 في المئة عن عام 2013، مقابل 2.5 مليون عميل على شبكة أوريدو الكويت بنمو 27 في المئة عن عام 2013، ومليوني عميل على شبكة فيفا بنمو 4 في المئة عن الفترة ذاتها.
ووفقا لبيانات صادرة عن الهيئة العامة للمعلومات المدنية، يبلغ عدد سكان الكويت 4.03 ملايين نسمة، مما يشير إلى أن هناك 3.1 ملايين مستخدم يملك أكثر من شريحة اتصال واحدة، بمعدل اختراق يتجاوز 178 في المئة. وهذه الشريحة من العملاء هي محط أنظار شركات الاتصالات لجني مزيد من الإيرادات، فيما النمو الحاصل في السوق هو لشريحة البيانات بالدرجة الأولى، نظرا لانتشار الأجهزة اللوحية.
وبالنظر إلى نمو إجمالي عدد عملاء الشركات، نجد أن الشركات استقطبت خلال العام الماضي 2014 ما يقارب 917 ألف عميل جديد، وهنا نتحدث فقط عن العملاء الجدد، وليس العملاء الذين تم انتقالهم من شركة إلى أخرى وفق عملية نقل الأرقام. إذ إن إجمالي عدد المشتركين بنهاية عام 2013 كان 6.28 ملايين عميل.
وبالعود إلى نتائج الشركات، نجد أن شركة فيفا باتت تمثل محركا أساسيا لنمو قطاع الاتصالات في الكويت، في ظل نمو إيرادات فيفا بشكل مضاعف خلال السنوات الثلاث الماضية، فقد بلغت إيرادات الشركة في عام 2012 أكثر من 122 مليون دينار، وفي العامين 2013 و 2014 بلغت 182.4 و 238.9 مليون دينار على التوالي. وعن سر نمو شركة فيفا من حيث الإيرادات وقاعدة العملاء، قال الرئيس التنفيذي للشركة المهندس سلمان البدران لـ القبس: شركة فيفا تختلف كثيرا عن منافسيها في السوق، إذ خلال السنوات الثلاث الماضية تمكنت من تحقيق نمو مزدوج في الإيرادات، ويعود ذلك للاستراتيجية التي وضعتها منذ التأسيس، والتي تنص على أن تكون المشغل المطور والأحدث في تقديم الخدمات، وبالتالي فإننا في شركة فيفا نركز على التكنولوجيا بشكل كبير، لذلك كنا أول من قدم خدمة السرعات العالية في السوق الكويتي، وأول من قدم خدمة LTE لنواكب بذلك التطورات التي تتطلبها أجهزة الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.
وأضاف: تركز شركة فيفا على تقديم خدماتها بالتوازي مع الأجهزة التكنولوجية التي تطلق في العالم، والتي تجذب المستخدمين بالدرجة الأولى، على أن نرافق المتغيرات العالمية في هذا المجال، في الوقت الذي تأخر فيه بعض المنافسين من دون إدراك تحول السوق.
ويعتبر البدران أن فيفا هي من قادت التغيير في قطاع الاتصالات الكويتي بقوله: كنا أول من أدخل مفهوم الباقات إلى سوق الاتصالات الكويتي في عام 2011، وهذه الباقات تم تصميمها في حينها لتناسب كل شريحة من المستخدمين، ومن خلال هذه الباقات تمكنا من جذب شريحة واسعة من العملاء. وسرعان ما اتبعت الشركات المنافسة هذا المفهوم فيما بعد.
وأشار البدران في حديثه إلى دور الشركة الأم (أس تي سي) في دعم عمليات شركة فيفا بالكويت، قائلا: فيفا مملوكة من قبل أكبر مشغل اتصالات في منطقة الشرق الأوسط، وبموجب الاتفاقيات التي تبرمها الشركة الأم تحصل فيفا على أسعار من الموردين فيما يخص البيانات وغيرها من الخدمات بأسعار منافسة، وتختلف بشكل كبير عن أي مشغل في السوق الكويتي، مما يزيد من هامش الربحية لدينا، وتعود الأسعار التي نقدمها في السوق للدعم الذي تقدمه لنا شركة «اس تي سي» الأم.
وأكد البدران في حديثه أن لشركة فيفا نصيب الأسد من نقل الأرقام، إذ تعتبر الشركة أكبر مستقبل للعملاء من الشركات الأخرى، فيما تعتبر شركة فيفا أيضا أكبر مزود لخدمة الانترنت في الكويت، بناء على سعات الانترنت التي تخرج عبر البوابة الدولية.
وفي السياق ذاته، يؤكد البدران أن السوق الكويتي في ظل معدل الاختراق الحالي وصل إلى المعدلات العالمية، وبالتالي فإن نمو الإيرادات السنوية في السنوات المقبلة بالنسبة لقطاع الاتصالات بشكل عام سيكون محدودا، في الوقت الذي تسعى فيه الشركات نحو أبواب جديدة لجني الإيرادات.
أما عن أبواب الإيرادات الجديدة في قطاع الاتصالات، فقال: يتوجه قطاع الاتصالات في الكويت والمنطقة نحو تقديم خدمات متكاملة والتركيز على قطاع الأعمال في الكويت بشكل أساسي، وهناك توجه كبير نحو تقديم خدمات الحوسبة السحابية للشركات وخدمات أخرى لقطاعي التعليم والصحة.
وأضاف: أبواب الإيرادات باتت محدودة بالنسبة لقطاع الاتصالات في ظل افتقاد القطاع لبعض التراخيص، مثل بوابة الاتصال الدولي، ورخص الانترنت التي نأمل من هيئة الاتصالات أن تطرحها أمام المشتركين لتطوير خدماتنا بشكل أكبر وتوسعة فرص النمو في السوق إلى جانب المنافسة، كي يصل قطاع الاتصالات الكويتي إلى مستوى الأسواق المتطورة.
وختم البدران بالإشارة إلى أن قوة «فيفا» تكمن في إيمانها منذ التأسيس بأهمية الموارد البشرية الكويتية، وهي على دراية تامة بحاجات المجمع وما يتطلعون إليه من خدمات اتصالية.
حقائق جديدة عن القطاع
1- نمو إيرادات القطاع تباطأ.. من 6 %إلى 3%
2- التشبع وصل 178%.. لذا ضرورة البحث عن مصادر إيرادات جديدة
3- مستقبل القطاع بالخدمات الكاملة والحوسبة السحابية وقطاع الأعمال
3.1 4- ملايين مستخدم يملكون أكثر من شريحة اتصال واحدة
5- منافسة حامية مقبلة في الخدمات المقدمة لقطاعي الصحة والتعليم
6- بيع 917 ألف شريحة جديدة في 2014.. والإجمالي 7 ملايين الآن
7- إيرادات القطاع العام الماضي زادت على 760 مليون دينار
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}