قال عدنان يوسف، عضو مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة البركة المصرفية، إن اليونان عاجزة عن سداد ديونها، ولكن رجح ألا تتركها أوروبا تفلت دون تعهد بالدفع خشية لحاق دول أخرى بها، وشدد على أن البنوك الإسلامية والعربية بحاجة لبنك عملاق مثل مشروع "بنك الاستخلاف"، كما أكد تطبيق كافة القرارات لحصار تمويل داعش، داعيا مصر إلى مخاطبة القطاع الخاص الخليجي في مؤتمر شرم الشيخ.
أزمة اليونان وبنك الاستخلاف العملاق
وردا على سؤال حول تأثير أزمة اليونان على المنطقة العربية وخاصة في ظل الانعكاس الكبير على أسعار اليورو رد يوسف، في الجزء الثاني من مقابلته مع CNN بالعربية بالقول: "الاستثمارات العربية باليونان قليلة، ولكن منطقة اليورو سوف تتأثر، اليونان ليس لديها القدرة على سداد ديونها وما يحصل حاليا عبارة عن حقن تخدير، والدول الغربية تعرف ذلك، ولكنها غير قادرة على السماح لليونان بالإفلات دون تقديم تعهد بالدفع وإلا تبعتها الكثير من الدول مثل إيطاليا وأسبانيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق واقتنصت الفرصة لتزعم بأنها أيضا غير قادرة على الدفع".
وحذر يوسف من تأثير أزمة اليونان على بنوك أوروبا قائلا: "لو أوقفت اليونان اليوم سداد ديونها فسوف تفتح حربا على البنوك الأوروبية، لأن الأخيرة مكشوفة بمبالغ جدا كبيرة، وخاصة البنوك الألمانية، فوقوف ألمانيا مع اليونان لا ينبع من حبها لها، فالدول ليس لديها حب أو كراهية، وإنما مصالح فقط، ومصلحة ألمانيا هي بالوقوف مع اليونان لأن بنوكها مكشوفة عليها، فإذا امتنعت أثينا عن السداد ستضطر البنوك لوضع مخصصات كبيرة لا تستطيع تحملها".
وحول تصريحات رئيس البنك الإسلامي للتنمية، أحمد المدني، لـCNN بالعربية حول استمرار التطلع إلى مشروع "بنك الاستخلاف" العملاق الذي تشكل مجموعة البركة أحد أركانه رد يوسف بالقول: "شخصان لديهما ميزة عدم الملل، الدكتور أحمد المدني والشيخ صالح كامل، وبالنسبة لهما قبول طي ملف أي مشروع، وطالما أن الدكتور المدني قد أكد لكم ذلك فالأمر صحيح".
وأضاف: "البنوك الاسلامية تحتاج الى مؤسسات مالية كبيرة، وتحتاج الى منتجات جديدة وتحتاج الى نظرة جديدة، نحتاج الى بنوك ضخمة عملاقة تعطي على مستوى البيع بالكامل، لأننا نجحنا في موضوع البيع بالتجزئة، ولكن البيع بالجملة يحتاج الى بنوك عملاقة ودراسة للمشاريع. ومن بين الأمور التي كان الشيخ صالح كامل يشدد عليها ضرورة مشاركة البنوك الإسلامية فعليا بالمشاريع والدخول كشريك لمن يحصل على التمويل، وهذه نظرة متقدمة وللأسف ليست موجودة لدينا بالبنوك الإسلامية".
ولفت يوسف إلى أن مشروع "بنك الاستخلاف" أو البنوك العملاقة المماثلة ضرورية لإجراء الدفوعات بين البنوك الإسلامية نفسها أو البنوك العربية عموما دون المرور بالضرورة بالأنظمة المصرفية الغربية قائلا: "لماذا نفعل كل هذه الأمور؟ بوسع صندوق النقد العربي القيام بذلك، البنوك العربية (بنك الكويت الوطني، بنك قطر الوطني) تستطيع القيام بهذا الدور، بنك التنمية الاسلامي يستطيع ان يقوم بهذا الدور لأن بوسعهم القيام بعمليات التسوية بين البنوك".
عقوبات مجلس الأمن على داعش
وعن القرار الصادر مؤخرا عن مجلس الأمن لمحاصرة التنظيمات الإرهابية ومنعها من الحصول على مصادر تمويل ودور البنوك العربية في تطبيق ذلك قال يوسف: "أنا عشت هذا الموضوع شخصيا، خاصة كرئيس لاتحاد المصارف العربية، أظن أننا – ودون مبالغة أو مجاملة – الاتحاد الذي قام بأكبر عدد من ورش العمل حول مكافحة غسيل الأموال والإرهاب على مستوى العالم. البنوك العربية طبقت الـ’فاكتا‘ وقوانين غسيل الأموال والإرهاب بالكامل حتى أننا نأخذ الأسماء الموجودة بقوائم الملاحقة لدى المصارف في أوروبا وأمريكا حتى وإن لم تكن قد صدرت عقوبات دولية بحقها".
وشدد يوسف على أن المشكلة لا تتعلق بالبنوك العربية، التي تطبق بالفعل كافة القرارات الدولة، وإنما ترتبط بطبيعة عمل المنظمات الإرهابية نفسها، والتي تنقل أموالها نقدا دون الاعتماد على حسابات مالية في المصارف.
المؤتمر الاقتصاد في شرم الشيخ
وحول المؤتمر الاقتصادي المقرر في شرم الشيخ وكيفية استفادة مصر منه خاصة أنها من الدول المستفيدة من تراجع أسعار النفط ولكنها تعول في الوقت نفسه على دعم من الخليج المتأثر سلبا بتراجع النفط قال يوسف: "مصر استفادت من تراجع فاتورة النفط، وكذلك تركيا والباكستان والأردن، والبنوك في مصر شهدت عاما جيدا خلال 2014، وبنك البركة حقق نتائج ممتازة مع نمو في الأرباح بواقع 36 في المائة.
وتابع يوسف بالقول: "كنت أقول - حتى في الأيام الأخيرة من حكم الرئيس الأسبق، حسني مبارك، إن مصر كانت على وشك التطور إلى وضعية دولة تصنف مثل تركيا من ناحية الاقتصاد، لأن القطاع الخاص في الاقتصاد المصري كان قد بدأ يكبر آنذاك، رغم وجود الهوة بين الأغنياء والفقراء، ولكن مع الأسف أدت التغيرات التي حدثت في مصر إلى شل الاقتصاد طوال أربع سنوات، ولذلك أظن أن مؤتمر شرم الشيخ بداية لتحريك الاقتصاد".
وعن مدى وجود استعداد خليجي لدعم مصر في المؤتمر رغم الظروف القائمة رد يوسف بالقول: "الاستعداد لا يأتي من الدول، مصر يجب أن تخاطب القطاع الخاص الخليجي، مخاطبة الدول لن تعود إلا بمبالغ محدودة، في حين أن مخاطبة القطاع الخاص سيعود باستثمارات كبيرة، ولكن يجب أن تكون هناك سياسة واضحة لتشجيع الاستثمارات في مصر وأن تقوم القاهرة بتهيئة شروط للاستثمار، فلا يمكن أن نطلب من المستثمرين القدوم ثم نفتح بوجوههم قضايا قانونية".
وختم يوسف بالقول: "الخليجيون يحبون الاستثمار في مصر، ولكن بعد هذه المشاكل التي حصلت - خاصة مع كبار المستثمرين – صار هناك نوع من الخوف، ولذلك على المؤتمر أن يتحدث مباشرة مع القطاع الخاص الخليجي من خلال القطاع الخاص المصري، فإجراءات الدول طويلة ومصالحها السياسية تفرض عليها أمورها الاقتصادية، فالنصيحة التي أتوجه بها هي: خاطبوا القطاع الخاص".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}