أكدت مساعدة مدير عام تمويل وتسويق المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمؤسسات الإقليمية ببنك مسقط إلهام آل حميد أن القطاع المصرفي قوي ولديه السيولة الكافية لدعم المشاريع والمستثمرين وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وان الانخفاض في أسعار النفط لم يؤثر سابقا في البنك ولا نتوقع له ثمة تأثير على القطاع المصرفي في السلطنة بشكل عام وخصوصا في جانب تمويل المشاريع، مشيرة إلى أن السيولة متوفرة وعلى أصحاب الأعمال والمستثمرين استغلالها من خلال العمل في مشروعات التنمية التي ستنعكس إيجابا على الاقتصاد الكلي وعلى الناتج المحلي.
ودعت في حوار مع ( الاقتصادي) المستثمرين ورواد الأعمال إلى الاستفادة من برامج التمويل وبرامج الدعم الفني التي توفرها مختلف المؤسسات في القطاعين العام والخاص والاستفادة من المشاريع الحكومية الكبرى المخطط لها في موازنة العام الجاري، وتحدثت الهام عن المبادرات الحكومية والخاصة التي نفذت في 2014 والتي هدفت الى الارتقاء بالمؤسسات الصغيرة والمتطورة على مستوى القطاعين العام والخاص، وإلى الدور المحوري الفعال الذي لعبه قسم الوثبة في بنك مسقط في تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وقالت آل حميد: امتثالا للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وتماشيا مع قرارات ندوة سيح الشامخات في بهلا دشن قسم الوثبة عددا من المبادرات الجديدة والتي ساهمت بفعالية في دعم عدد من رواد الأعمال للنهوض بأعمالهم التجارية والتي نفذت بجانب التمويل المعهود للمشاريع، ومن ضمن مبادرات 2014 الناجحة برنامج أكاديمية الوثبة ومنتدى صاحبات الأعمال إضافة الى حلقات عمل متعددة في مختلف محافظات السلطنة والاستشارات المجانية التي تلعب دورا كبيرا في دعم رواد الأعمال وغيرها الكثير كما قمنا في 2014 بتدشين برنامج تمويلي من غير ضمان والذي ساهم في نهوض كثير من مشاريع رواد الأعمال والارتقاء بها وخصوصا المشاريع الصغيرة والمتوسطة القائمة وتلك التي يحصل عليها أصحاب المبادرات من قبل الجهات الحكومية أو الخاصة.
وأشارت إلهام إلى البرنامج الإرشادي والتوجيهي الذي نفذ العام الماضي بالشراكة مع الحكومة ممثلة في الهيئة العامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة حيث تم اختيار بعض رواد الأعمال واعطوا برنامجا متكاملا في كيفية النهوض بالأعمال التجارية عن طريق التدريب والتوجيه والإرشاد والذي استفادوا منه كثيرا وحقق نجاحا منقطع النظير بشهادة أصحاب المبادرات انفسهم وكان الرئيس التنفيذي لبنك مسقط هو الموجه في هذا البرنامج حيث كان يلتقي برواد الأعمال معا وفي لقاءات ثنائية خاصة والذي افادهم بخبراته ومعرفته الواسعة في هذا المجال وخصوصا لمواجهة الصعوبات والتحديات التي تواجه رواد الأعمال.
جهود مستمرة
وأكدت إلهام آل حميد استمرار هذه الجهود والمبادرات في العام الحالي إضافة إلى انه سيتم الإعلان عن مبادرات جديدة خلال هذا العام جنبا إلى جنب مع جهود الحكومة وخصوصا في مجال التوعية ونشر ثقافة ريادة الأعمال بين الشباب ومتابعة رواد الأعمال لضمان حسن سير أعمالهم التجارية، مشيرة إلى أن تكامل الجهود بين القطاع العام والقطاع الخاص سيجعل بالتأكيد من عام 2015 أفضل بالنسبة لرواد الأعمال والمبادرين من العام الماضي.
وأكدت إلهام ان نمو حجم التمويل في 2014 في قسم الوثبة المعني بدعم رواد الأعمال يعزى الى هذه الجهود حيث بلغ النمو 25% مقارنة بعام 2013 وأضافت انه لا بد من ذكر ان هذا النمو كان مع وجود تحديات وثغرات في السوق التي لا زالت موجودة لدى شريحة رواد الأعمال من قبيل الجاهزية للحصول على التمويل وكيفية ادارة الدخل والحسابات والموازنة وعدم وجود الدراية الكافية بالمنتجات المصرفية الموجودة في القطاع المصرفي بشكل عام.
وقالت: رغم تقديم الاستشارات المجانية لجميع رواد الأعمال الا انه لوحظ ان القليل منهم من كان يلجأ الى استخدامها اضافة الى التسهيلات الموجودة في القطاع المصرفي، داعية رواد الأعمال الى الاستفادة من الندوات التوعوية المنتشرة في مختلف محافظات السلطنة وبرامج الاستشارات المتاحة.
وأوضحت انه اقيمت حوالي 13 ندوة في مختلف محافظات السلطنة بهدف التوعية اضافة الى حلقات العمل المجانية، وذلك من منطلق التزام البنك مع الحكومة في دعم قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والذي ينظر اليه البنك باعتباره قطاعا حيويا وان من شأن تنمية هذا القطاع احداث تغيير إيجابي في الاقتصاد الوطني.
واكدت ان الجهود المبذولة مستمرة من مختلف الجهات الحكومية لتنمية هذا القطاع واذا استمرت على ذات الزخم في العام الجاري بالتكامل مع جهود بنك مسقط وجهود القطاع الخاص بشكل عام فإننا سنشهد نقلة ملموسة في ريادة الأعمال مشيرة إلى أهمية التنويع والابتكار في الأعمال التجارية وأهمية ان يبحث رواد الأعمال عن افكار جديدة وعما يحتاجه السوق من نشاطات تجارية والابتعاد عن تقليد الأعمال المنتشرة في السوق.
وقالت إلهام: ان مجالات التكنولوجيا وقطاع الخدمات الصحية والطاقة والسياحة ومشاريع التنمية مما يحتاجه البلد والسوق وعلى رواد الأعمال ان ينظروا اليها بجدية وان يبدأوا فيها حتى تتم تغطية الثغرات والنقص في هذه الجوانب، مشيرة الى الحاجة الماسة للاستثمار في المجال السياحي وفي هذا الصدد لدينا تعاون ايجابي مع وزارة السياحة سينعكس ايجابيا على رواد الأعمال في الفترة المقبلة .
استغلال نسبة الـ10%
من الجيد ومن الضروري عدم التركيز على مجال واحد، فينبغي لرواد الأعمال الذين ينشدون النجاح ان يقتحموا المجالات الجديدة وبرامج الوثبة من بنك مسقط تغطي مختلف المشاريع التي يحصل عليها رواد الأعمال في مختلف المشاريع التنموية ، فليس على الشباب سوى البحث عن الاستشارة والتي أصبحت متوفرة مجانا ومن ثم يدخل في المنافسة للحصول على جزء من النسبة التي يفرضها مجلس المناقصات والتي لا تقل عن 10% من المناقصات التي يطرحها والمخصصة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة مع الأخذ في الاعتبار حجم الأعمال في الموازنة الكبيرة للدولة في هذا العام ومتى ما حصل على المشروع فإن الخبراء في قسم الوثبة والذي هو اول برنامج دعم متخصص في السلطنة لهذا القطاع سوف يشرحون له طرق التمويل المناسبة التي تمكنه من انجاز العمل وتسجيل حضوره واسمه التجاري في السوق.
تبسيط الإجراءات
وحول ما يتردد بين الشباب من صعوبة اجراءات التمويل وغموضها قالت إلهام ان لكل طريقة من طرق التمويل معايير خاصة، وان الخبراء في قسم الوثبة يعملون بشكل دائم عن قرب ويدرسون حالة السوق وكيفية تغيير الإجراءات وتبسيطها ومن ذلك البرنامج الذي دشنه بنك مسقط وهو التمويل بدون ضمان واجراءاته مبسطة جدا وهي تساعد أصحاب المشاريع اضافة الى البرامج المختلفة للأعمال الأخرى، واستطردت بالقول على أصحاب وصاحبات الأعمال التعرف على المتطلبات والمستندات بشكل واضح قبل تقديم طلب التمويل ويمكن لأي شخص من فريق قسم الوثبة ان يزود رائد ورائدة الأعمال بما يشاء من معلومات حول برامج التمويل ومتطلباته، وندعوهم للاستفادة من الندوات التي تعقد باستمرار والتي تشرح المبادرات المقدمة في هذا المجال وان يحضروا بأنفسهم ويستعدوا لما تتطلبه ريادة الأعمال من الإلمام بمختلف جوانب العمل مثل الإدارة المالية او ادارة الدخولات او التسويق والتي تتوفر مجانا في حلقات العمل التي يعقدها البنك والتي تعقدها مختلف المؤسسات المعنية في القطاعين العام والخاص.
وأشارت في هذا الصدد إلى أن البنك نظم ندوات لصاحبات الأعمال بناء على طلبهن وأن البنك لا يألو جهدا في سبيل التوعية وتوفير المعلومة من أجل النهوض بقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وانه كلف شركة متخصصة بدراسة ما تحتاجه المرأة العمانية لدخول الأعمال التجارية والتي تبين من خلالها حاجة رائدات الاعمال الى التوجيه والى المساعدة في التسويق وبناء عليها بذل البنك جهدا كبيرا في التوجيه والإرشاد كما أقام سوقا خاصا للمساعدة في التسويق وهو سوق الوثبة الرمضاني، ونظم منتدى صاحبات الأعمال الذي يهدف إلى تبادل الخبرات من خلاله.
خطط 2015
وحول الخطط في العام الجاري أكدت مساعدة مدير عام المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمؤسسات الاقليمية ببنك مسقط إلهام آل حميد ان الدراسات مستمرة لوضع متطلبات السوق وتم وضع كثير من الخطط لهذا العام حيث تم تدشين بعضها فعلا وسيتم الكشف في حينه عن المبادرات الأخرى والمنتجات الجديدة والتي سيتم الإعلان عنها عبر مختلف قنوات التواصل، والتي تأتي استكمالا للبرامج والمبادرات القائمة، إضافة الى استمرار الدراسات للسوق والتي ربما تنتج عنها توصيات يتم الأخذ بها وتقديمها لأصحاب وصاحبات الأعمال.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}