نبض أرقام
11:26 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/12/26
2024/12/25

"QNB" يتوقع أن يكون للعوامل الاقتصادية العالمية تداعيات حقيقية على الاقتصاد الصيني

2015/06/06 قنا
توقع التحليل الاقتصادي لمجموعة QNB أن يكون للعوامل الاقتصادية العالمية تداعيات حقيقية على الاقتصاد الصيني فيستمر فائض الحساب الجاري بفضل انخفاض أسعار السلع رغم ارتفاع قيمة اليوان وهروب رؤوس الأموال مع تسديد الشركات الصينية لديونها قبيل تطبيع السياسة النقدية في الولايات المتحدة.

لكن التحليل الأسبوعي الصادر اليوم رجح أن تخفّ حدة خروج رؤوس الأموال من خلال تدفقات المحافظ الواردة، مع اتخاذ الصين خطوات إضافية لتحرير حسابها الرأسمالي، معتبرا في هذا السياق أن تحرير الحساب الرأسمالي ضروري ليس فقط لتدويل اليوان كعملة معتمدة في التجارة العالمية، ولكن أيضاً للإبقاء على تقلبات قيمة هذه العملة تحت السيطرة.

وقال "إن الاقتصاد الصيني يعتبر الأكبر في العالم والدافع الرئيسي للنمو العالمي، ومنذ انفتاحه على العالم في بداية الألفية الجديدة، كان لأدائه تأثير كبير على مختلف الاقتصادات والأسواق عبر العالم".

ولفت إلى أن الصين بدورها تتأثر بالتيارات الاقتصادية العالمية، حيث إن تأثير تراجع أسعار النفط وتباين السياسات النقدية العالمية وارتفاع قيمة الدولار الأمريكي يفرض توجّهات جديدة في الصين، ويتجلى هذا التأثير بوضوح في بيانات ميزان المدفوعات للربع الأول من هذا العام، حيث بلغ هروب رؤوس الأموال من الصين مستويات قياسية.

وأضاف أن الحساب المالي للصين، وهو الحساب الذي يتم فيه تسجيل التدفقات الرأسمالية والمالية، شهد عجزاً بلغ 159,1 مليار دولار، وهو أكبر عجز على الإطلاق يتم تسجيله منذ عام 1998 على الأقل، وحدث هذا العجز الكبير في الحساب المالي رغم الأداء المدهش لسوق الأسهم الصينية التي حققت ارتفاعاً بنسبة 15,9 في المائة في الربع الأول من 2015.

ونبه إلى أن هذا العجز كان انعكاسا لتسارع هروب رؤوس الأموال مع تسديد الشركات الصينية لديونها المقومة بالعملات الأجنبية، وقد تراكمت هذه الديون عندما كانت الشركات الصينية تستفيد من انخفاض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة من أجل الاقتراض بالدولار الأمريكي.

كما لم تقم هذه الشركات بالتأمين على مديونياتها، حيث كانت تتوقع ارتفاع قيمة اليوان، وقد بدأت هذه العملية بالتحرك في الاتجاه المعاكس مع اقتراب موعد تطبيع السياسة النقدية في الولايات المتحدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي.
 
ورأى تحليل QNB أنه على الرغم من أن البيانات الكاملة لم تتوفر بعد، فإن ديون الصين الخارجية المقومة بالدولار الأمريكي انخفضت بمقدار 23 مليار دولار في الربع الثالث من عام 2014، ومن المتوقع أن يستمر التوجه نحو تسديد الديون المقومة بالعملة الأجنبية، وبالتالي تواصل هروب رؤوس الأموال خلال عام 2015.

وأوضح أن الحساب الجاري للصين سجل فائضا كبيرا في الربع الأول من 2015، مما عوض جزئيا عن هروب رؤوس الأموال، وكان الفائض الذي بلغ 78,9 مليار دولار، أي ما يعادل 3,5 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، قد تحقّق بفضل انخفاض أسعار النفط الذي قلص الفاتورة النفطية بالرغم من الزيادة المضطردة في أحجام النفط المستورد.

كما أن هذا الفائض في الحساب الجاري قد تحقّق بالرغم من ارتفاع قيمة اليوان الصيني الذي شهد ارتفاعاً في سعر صرفه الفعلي بنسبة 12,9 في المائة منذ يونيو 2014، مما أضر بالصادرات الصينية وجعلها أقل تنافسية مقابل صادرات الدول الأخرى.

وتوقع مستقبلاً أن يبلغ فائض الحساب الجاري 3,0 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي مع استمرار التأثير الإيجابي لانخفاض أسعار السلع في التفوق على التأثير السلبي لتراجع تنافسية سعر الصرف.

وقال إن عجز الحساب المالي كان أكبر بكثير من فائض الحساب الجاري، حيث سجَّل ميزان المدفوعات الكلي عجزا خلال الربع الأول وانخفضت الاحتياطيات الدولية بمقدار 80,2 مليار دولار، متوقعا أن يتواصل انخفاض الاحتياطيات الدولية، وعدم حدوث تراجع كبير في قيمة اليوان.

لكنه رأى أن من المنتظر مستقبلا أن تخف وطأة هروب رؤوس الأموال مع التحرير التدريجي للحساب الرأسمالي الذي من شأنه جذب تدفقات محافظ قوية من قبل المستثمرين الأجانب الساعين للاستفادة من معدلات النمو المرتفعة.

وذكر أن صعوبات في السيولة المحلية حدثت في الصين كنتيجة غير متعمدة لهروب رؤوس الأموال، فحينما تقوم الشركات بمبادلة العملة المحلية مقابل الدولار الأمريكي مع بنك الشعب الصيني (البنك المركزي)، يؤدي ذلك إلى انخفاض حجم النقد المتداول وتشديد الأوضاع النقدية.

واعتبر بناء على ذلك أن الجولات المتكررة من التيسير النقدي التي أجراها بنك الشعب الصيني وكان آخرها قبيل نشر بيانات ميزان المدفوعات، ضرورية للإبقاء على استقرار الأوضاع النقدية.. ونتيجة لذلك، من المتوقع أن تعد السلطات لإقرار مزيد من جولات التيسير النقدي مستقبلاً لتحقيق معدل النمو المستهدف 7 في المائة في عام 2015.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.