نبض أرقام
04:01 م
توقيت مكة المكرمة

2024/09/13
2024/09/12

تيم كلارك: حملة الناقلات الأميركية ستكسر قطاع الطيران

2015/06/12 البيان

حذر رئيس طيران الإمارات السير تيم كلارك من أن التصرفات التي تقوم بها شركات الطيران الأميركية الثلاث ستكسر قطاع الطيران.

وأكد كلارك في كلمة ألقاها أول من أمس في نادي الأجنحة بمدينة نيويورك أن الأمر الذي تقوم به حالياً الناقلات الثلاث أدى فعليا إلى شرخ في مواقف التحالفات التجارية في الطيران. وهناك اختلاف في وجهات النظر والنتائج قد تؤدي إلى تحطيم نظام الطيران المدني العالمي.

لقد خرجت مجموعة « آي ايه جي » من رابطة الطيران الأوروبي بسبب هذه القضية أي أن الخطوط البريطانية والايبيرية أصبحا خارج هذه المجموعة.

وشركة أير برلين تبعت رئيسها التنفيذي ستيفان بتشلر بالدعوة إلى تحرير أسواق الطيران والرئيس التنفيذي للخطوط البريطانية ويلي وولش أكد احترامه لما قمنا به في الطيران وعبر عن قلقه من أن سياسة الحماية تطل برأسيها من جديد. وبنفس الوقت خرجت أليطاليا من تحالف الشركات الأوروبية وتشددت بعلاقتها التجارية مع الخطوط الفرنسية والهولندية.

والخطوط البريطانية التي لعبت دوراً هاماً في انضمام قطر لتحالف ون ورلد من أشد المؤيدين اليوم للمنافسة وهي تؤكد أن التحرير العالمي لقطاع الطيران أمر جوهري للنمو ولن تساوم على هذا الأمر.

وقد نرى نموذج أعمال جديد في الطيران المدني قد يتسبب بأكبر أذى للصناعة منذ الحرب العالمية الثانية.

هل هذا ما كان يرجوه المؤيدون للحماية حين قاموا بهذه الحملة ضدنا.

بدون الأجواء المفتوحة سيكون هناك تقييد لنمو الوجهات الأقليمية والمطارات ولن تستطيع شركات الطيران من دعم إمكانات النمو في السياحة.

نجاح الإمارات

وقال كلارك إن الحملة الجارية حالياً ضد طيران الإمارات لا تتعلق بمسألة الدعم المالي الحكومي بل بسبب ظهور ونجاح طيران الإمارات لتكون أكبر ناقلة في العالم في سوق الرحلات الطويلة.

وأضاف إن جوهر القضية يتمحور حول شركة طيران بدأت برأسمال 10 ملايين دولار وطائرتين مستأجرتين تخدمان ثلاث وجهات لتتحول إلى أكبر ناقلة في العالم في سوق الرحلات الطويلة في تاريخ الطيران المدني ..

وتم ذلك كله خلال ثلاثين عاماً موضحاً أن طيران الإمارات استطاعت التكيف مع الحقائق الاقتصادية والوقائع الديموغرافية المتغيرة في القرن 21 بنموذج عمل يلائم احتياجات المستهلك وطموحاته ليس فقط في الأسواق الناشئة ولكن أيضا في الأسواق الناضجة والتقليدية.

وقال كيف يمكن لشركة أعلنت في 7 مايو الماضي عن أرباح بلغت 1.5 مليار دولار ..

وتزامن ذلك مع موت السير موريس فلانجان مؤسس الشركة وقدمت 700 مليون دولار لمالك الشركة وهي حكومة دبي إضافة إلى 300 مليون دولار مكافآت مالية لموظفي الشركة فكيف لشركة مثل هذه أن تكون مدعومة مالياً من الحكومة إذا كانت تدفع لمالكيها وموظفيها مليار دولار؟

استثمارات ضخمة

وأشار كلارك إلى أن الشركات الاميركية الثلاث لم تصدق ما حدث هنا وكيف لشركة الطيران أن تصل إلى هذه المرتبة.

استثماراتها الرأسمالية الضخمة والغياب التام لشيء مماثل يحدث في تاريخ الطيران المدني هذه هي الحقيقة ويمكنني أن أؤكد أن ذلك هو الذي تسبب بكل هذا الغليان..

فكيف يمكن للشركات الأميركية الثلاث التي تشترك في تحالفات تجارية وهي غير مدعومة أن تنافس في هذا الميدان دون أن يؤدي ذلك إلى إفلاسها لتذهب أبعد من ذلك من خلال حملة غير نظيفة لمدة عامين توجت هذه المراوغة بتقرير من 55 صفحة مليء بالمغالطات والأكاذيب والقفزات البعيدة عن المنطق ثم يستمر القطار في التحرك نحو مغالطات مثل الخسارة التجارية..

وفقدان الوظائف وتآكل حصتها في السوق والإغراق في السعة وجميعها اتهامات ليست حقائق ومن وجهة نظري فهي هراء وغير معقولة.

وأضاف كلارك أنه واعتباراً من الأول من سبتمبر من هذا العام سنبدأ رحلاتنا إلى مدينة اورلاندو وهي عاشر محطاتنا إلى الولايات المتحدة برحلة تستغرق نحو 16 ساعة نستخدم فيها طائرة بوينغ 777 وهي رحلة تتم بالرمز المشترك مع حيت بلو أحد شركائنا الحيويين داخل السوق الأميركي من خلال مركزها التشغيلي في اورلاندو.

وقد وصف حاكم المدينة هذه الخطة بأنها أخبار رائعة لانها تعني المزيد من الوظائف وتعزيز للعلامة السياحية للمدينة كما أن رئيس مجموعة عمل السياحة الأميركية روجر داو يرى هذه الخدمة الجديدة بأنها تخلق نوعاً من الوظائف غير القابلة للتصدير تحتاجها أميركا.

كما أنها تأتي مع التنصيف الذي أصدرته اكسبيديا بأن اورلاندو هي في طليعة الوجهات للسياح من دولة الإمارات.

كما أن السياحة القادمة للمدينة تسهم بأكثر من 2.1 تريليون دولار سنوياً في الاقتصاد كما أنه تعزز نمو القطاعات الاقتصادية الأخرى المرتبطة بالسياحة وخاصة فيما يتعلق بالوظائف.

سياحة

وأكد أنه وعلى لسان حاكم ولاية فلوريدا فإن كل 85 سائحاً يوفرون وظيفة جديدة في فلوريدا.

طائرتنا من طراز بوينغ 777 تتسع لـ 260 مسافراً بمعدل إشغال يصل إلى 80 % على مختلف الوجهات الاميركية وعليكم أن تحسبوها كم من الوظائف تسهم فيها هذه الرحلة الجديدة.

كما أن منظمة السياحة العالمية تتوقع 35 مليون سائح من منطقة الشرق الأوسط في العام 2020 بنمو سنوي يصل إلى 6 % أي أعلى من المعدل العالمي البالغ 4 %.

ومع وجود المزيد من السياح القادمين من منطقة الشرق الأوسط فإن الكعكة تزيد وهذا لا علاقة له بالسياح القادمين من السوق الهندي الذي يبعد 3 ساعات فقط عن دبي أو السوق الصيني ومعدلات نموه المتسارعة ..

وهذا هو الدور الذي تلعبه طيران الإمارات منذ ثلاثين عاماً كمركز عالمي يربط الشرق بالغرب ويربط الاقتصادات والناس أيضا.

علماً أن التقارير الأخيرة الصادرة من موقع « هوتلز دوت كوم تشير إلى أن سياح الشرق الأوسط ينفقون على الغرف الفندقية أعلى بنسبة 61 % من معدل السائح العادي.

وأكد كلارك أن طيران الإمارات وباعتبارها أكبر ناقلة للوجهات الطويلة يمكنها تعزيز انتشار « صنع في أميركا » وتقريبه أكثر للعالم.

فالإمارات للشحن الجوي تصل طاقتها الاسبوعية إلى 2000 طن سواء الشحن الجوي مع طائرات المسافرين أو من خلال 14 رحلة شحن جوي عبر طائرات الشحن الخاصة إلى كل من شيكاغو واتلاتنا ونيويورك وكولومبوس.

وقد نقلت رحلات طيران الإمارات بين دبي والمدن الأميركية أكثر من 518 ألف طن من الشحن منذ انطلاق خدمات الناقلة في عام 2004.

وأوضح أنه ومن اورلاندو سننقل قطع غيار الطائرات والأدوية الصيدلانية والعطور والآلات أما الواردات فستكون الالكترونيات وقطع غيار السيارات والطائرات ومواد البناء ومعدات المستشفيات وحتى الملابس الداخلية النسائية من علامة فكتوريا سيكريت.

وهذه الخدمة للصادرات والواردات التي تتحرك عبر اورلاندو وتنقلها الإمارات للشحن الجوي قد تشمل تامبا واتلانتا وميامي وقبل أسبوعين دخلت كولومبس في اوهايو لتصبح سادس وجهات الإمارات للشحن الجوي في أميركا.

وخلال العام الجاري سنضيف أيضا رحلة يومية ثانية إلى مدينة بوسطن في اكتوبر المقبل.

وأشار إلى أنه وفي الجانب الاقتصادي فإن علامة طيران الإمارات التجارية تدعم علامة الولايات المتحدة الأميركية وهناك الكثير في المستقبل قادم.

عولمة

وأكد أن حملة الحماية التي تقودها الشركات الثلاث الكبرى في الولايات المتحدة لإعادة النظر في اتفاقيات الأجواء المفتوحة وتقييد نمو وتوسع الناقلات الخليجية هي تقييد لحقبة العولمة ذلك أن اتفاقيات الأجواء المفتوحة أضافت الكثير إلى مصانع الطائرات والمحركات والاقتصاد الأميركي بشكل عام.

فهل فعلاً في مصلحتكم الوطنية إجبار المسافرين المتجهين إلى الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وأفريقيا وآسيا عبر ناقلات متعددة تقف بشكل مطول في فرانكفورت وباريس وامستردام كيف يمكن لذلك تقريب أميركا.

وقال إن هناك طلباً كبيراً من المسافرين الذين يعملون في المؤسسات الأمىركية الكبرى مثل مايكروسوفت وأمازون وغوغل من سان فرانسيسكو وسياتل إلى الهند وطيران الإمارات تسهل هذه العملية من خلال 186 رحلة أسبوعية عبر دبي.

المسافر مثلاً يرغب في الانتقال من سياتل إلى أحمد أباد في الهند يمكنه اختيار رحلة تستغرق 20 ساعة و55 دقيقة بتوقف واحد في دبي.

أما المسافرون عبر شركة طيران دلتا فسوف يصلون متأخرين نحو 25 ساعة أو 24 ساعة و 54 دقيقة عند تغيير الرحلة في امستردام عبر شركة كي أل ام ثم رحلة ربط مع الخطوط الهندية في دلهي.

أما المسافر عبر شركة يونايتد فسوف يصل متأخراً 25 ساعة و 20 دقيقة إذاً عليه تغيير الرحلة في نيويورك ورحلة ربط عبر الخطوط الهندية في مومباي. أما أميركا اير لاينز فهي لا تطير إلى الهند.

ومن الأمثلة على ذلك مدينة تيانجين فهي ميناء يبعد 120 كم جنوب شرق العاصمة بكين.

وقبل 5 سنوات كان ناتج المدينة الإجمالي يصل إلى 130 مليار دولار أي تقريباً بحجم استوكهولم وخلال العقد المقبل يتوقع أن يقفز ناتج تيانجين الإجمالي ليصل إلى 625 مليار دولار أي أكبر من ناتج السويد نفسها.

هذه هي التحولات الاقتصادية فكيف ستكون أميركا أكثر قرباً من هذه المراكز الاقتصادية؟

وسيكون خلال الأعوام الـ 10 أو العشرين المقبلة سنوات لا يمكن التنبؤ بها أو معرفتها «أهلاً بالغد » نحن في موقف أفضل لنكون مستعدين لها.

وقال إنه حتى قاموس المؤسسات تغير فهو يتألف اليوم من معطلين بدلاً من المبدعين والمبتكرين وبدلاً من أنظمة بيئية هناك محاربون للبيئة وبدلاً من اقتصادات هناك مرعبون للاقتصاد .

موضحاً أن العصر هو عصر المستهلك الذي يعرف عنا أكثر منا ولديه معلومات متاحة على أصابع يديه أكثر مما نتخيل والعصر الرقمي والسحابي سرع ذلك، هم يعرفون كيف يحصلون على أفضل الصفقات ومن سيعطيهم إياها وأين يتجهون أسرع حيث أفضل الأسعار.

المستهلك

وقال إن طيران الإمارات لامست الحساسية العالية لهذا الزمن والاعمال حيث المستهلك يتسلح بترسانة من المنصات المتحركة وهو في موقع مؤهل يتطلع إلى القيمة الأفضل له.

إن معرفة وتلبية احتياجات المستهلك وتجاوز توقعاته هي الحامض النووي لقلب طيران الإمارات وعلامتها التجارية. نحن نختلف عن أصدقائنا في الترويكا « التحالفات التجارية» نحن ننظر إلى المسافر ليس كسلعة بل هم الأكثر قيمة ومحور كل شيء نقوم به.

وأعاد كلارك التأكيد على أن الشركات الأميركية الثلاث مع مشاريعها المشتركة تسيطر اليوم على ثلثي الرحلات الدولية من وإلى الولايات المتحدة وقد حققت أرباحا قياسية وهي تسعى اليوم إلى تقييد النقل الجوي والخيارات التجارية للمستهلك والمطارات والاقتصادات الاقليمية الأميركية.

تجربة دبي

أكد كلارك أن هناك سابقة بات يعرفها العالم في نجاح الأجواء المفتوحة وهي تجربة دبي إلى ارتفاع أعداد المسافرين في مطارها خلال الربع الأول من العام بنسبة 7.2 % مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي ليصل إلى 19.6 مليون مسافر.

ومازالت مطارات دبي تتوسع ومطار آل مكتوم سيصل بطاقته إلى 26 مليون مسافر بحلول العام 2017. وفي 2020 سيسهم الطيران المدني بنحو 37.5 بالمائة من ناتج دبي الإجمالي.

اليونان تطلب توسيع عمليات طيران الإمارات

أشار تيم كلارك إلى أن هناك وفداً من الحكومة اليونانية زار دبي قبل أيام لمناقشة سبل تعزيز نمو عمليات طيران الإمارات في أثينا وطرحوا إمكانية توسيع رحلة أثينا اليومية لتستمر إلى الولايات المتحدة لأن ليس لديهم رحلات مباشرة إلى السوق الأميركي خلال الفترة من نوفمبر إلى مارس «موسم الشتاء » ..

وهناك رحلتان يوميتان فقط خلال الفترة من أبريل إلى أكتوبر الأمر الذي يعني أن جميع الاعمال والرحلات ستمر عبر مراكز في أوروبا في رحلة توقف واحدة وهذا الطلب اليوناني هو واحد من 10 طلبات تلقيناها من دول أوروبية تدعونا لتسيير رحلات إلى أميركا عبر هذه المدن ومراكزها التشغيلية وهذه معضلة حيث الطلب الكبير موجود لكن لا يوجد سعة.

وقال إن هناك نتائج ستؤثر أيضا على قطاع التصنيع باعتراف مارتي بينتروت نائب رئيسي بوينغ لمبيعات الشرق الاوسط وروسيا ووسط آسيا بأن لا الشركتين بوينغ وايرباص ستتأثران..

فعلاً في حال مراجعة اتفاقية الأجواء المفتوحة مشيراً إلى أن الشرق الأوسط يمثل 10 % من أعمال بوينغ كما أن قطاع الطيران في هذه المنطقة ينمو ضعف المعدل العالمي. 76 % من الطائرات التي اشترتها الشركات كانت بهدف النمو و 24 % للاستبدال مقابل 52 % و 48 % للمعدل العالمي.

أما الوظائف فإن تقديرات وزارة التجارة الأميركية تشير إلى أن طلبية طيران الإمارات في نوفمبر من العام 2013 والتي تصل قيمتها إلى 76 مليار دولار ستدعم أكثر من 400 ألف وظيفة.

الأمر الأخير الذي لا تريدونه هو شخص مثلي من الخارج ينصحكم كيف تديرون أعمالكم. وبدلاً من ذلك فأنا أفضل رجلاً خبيراً وهو آلان غرينسبان ليتحدث عن الحماية فهو يقول « الحماية توفر القليل من الوظائف وحذر من أن الأجانب عاملوا بالمثل فإننا بالتأكيد سنفقد وظائف وآمل أن لا نضع أفكاره هذه موضع الاختبار.

وفي النهاية آمل أن هذه الاختلافات تزول وتسمح لنا بالعودة إلى إدارة شركاتنا لصالح المستهلكين والمساهمين والموظفين في أجواء تسود فيها المنافسة الصحية في قطاع الطيران الذي يعد محوراً هاماً في الاقتصاد العالمي.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.