استثمرت شركات الاتصالات الثلاث المشغلة في السوق الكويتي، خلال السنوات الثلاث الماضية، أكثر من 730 مليون دينار كويتي (ما يعادل 2.4 مليار دولار) في تطوير شبكات الاتصالات والبنية التحتية، في ظل شبه غياب للمشاريع الحكومية الخاصة بهذا القطاع، الذي حقق إيرادات بلغت 760 مليون دينار في عام 2014، رغم تراجع تلك الإيرادات في السنوات الثلاث الأخيرة نتيجة لارتفاع حدة المنافسة في السوق، الذي وصل فيه معدل الاختراق إلى 221 في المئة.
ومن منطلق أن قطاع الاتصالات يعتبر من أكثر القطاعات إيراداً بعد النفط والبنوك، ومن أهم القطاعات التي تشكل محوراً مهماً في تسريع النمو الاقتصادي، باعتباره من أبرز مصادر الدخل القومي، ولدوره الرئيسي في دعم عمليات التبادل التجاري وتطوير مجالات عديدة في الدولة، سعت الشركات خلال السنوات الماضية إلى المبادرة والاستثمار في القطاع للمضي قدماً في تقديم خدماتها وسط التطور التكنولوجي، الذي يفرض عليها تحديث الشبكات بشكل مستمر، لتلبية ارتفاع قاعدة المشتركين، التي ارتفعت بمعدل سنوي مركب مقداره 14.3 في المئة على مدى السنوات الخمس الماضية، وبلغت 7.9 ملايين مشترك في نهاية الربع الأول من عام 2015.
وخلال السنوات الثلاث الماضية، خصصت شركات الاتصالات بين %15 و%17 من إيراداتها السنوية لعملية تطوير الشبكات والبنية التحتية، فقد استثمرت شركة الاتصالات المتنقلة «زين» أكثر من مليار دولار في تطوير شبكتها بالكويت، بينما تخطت استثمارات شركة «اوريدو» حاجز الـ500 مليون دولار، و«فيفا» أكثر من 700 مليون دولار.
وركزت شركات الاتصالات الثلاث استثماراتها على شبكة الجيل الرابع، خاصة أن الاستثمار في ذلك يعتبر المنطقة الواعدة للنمو بالنسبة لها، حيث أن إجمالي إيرادات خدمة البيانات بالنسبة للشركات بات متفاوتا بين %15 و%29 من إجمالي الإيرادات.
ووصل إجمالي إيرادات خدمة البيانات في شركة «زين» إلى %16 خلال الفترة المذكورة، بينما في «فيفا» إلى %29، وفي «أوريدو» حتى %15.
واليوم تشهد صناعة الاتصالات تحولات جذرية، حيث تتجه نحو تعزيز كل أنواع الأعمال، وقد نجحت في إجراء العديد من المشاريع التوسعية والتطويرية، بغرض تهيئة شبكاتها لهذه التحولات، التي ستسهم بشكل كبير في تقليص حجم الفجوة بين خدمات الصوت وخدمات نقل البيانات.
من جهة ثانية، تعمل وزارة المواصلات على تطوير شبكة الألياف الضوئية، التي لا تزال تغطي حتى اليوم 34 ألف مشترك فقط. أما من حيث المناطق، فلا تزال تغطي الشبكة 12 منطقة سكنية فقط بالكويت، مما يفسر بشكل أو بآخر جهود شركات الاتصالات التابعة للقطاع الخاص في تطوير القطاع الاستثمار فيه بشكل يفوق أضعاف أضعاف استثمارات الحكومة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}