نبض أرقام
11:07 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/12/26
2024/12/25

"QNB" يرى في اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المقبل لقاء استثنائيا

2015/09/12 قنا
توقع التحليل الاقتصادي لمجموعة /كيو إن بي/ أن يشكل اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأربعاء المقبل، لقاءً استثنائياً حين ينظر البنك للمرة الأولى منذ الأزمة المالية العالمية، بجدية في مسألة رفع أسعار الفائدة بعد أن أبقى تلك الأسعار عند مستوى قريب من الصفر لمدة سبع سنوات ونفذ جولات متعددة من التيسير الكميّ.

وأشار التحليل الأسبوعي الصادر اليوم، إلى أن السبب الرئيسي الذي يدعم رفع سعر الفائدة الآن هو أداء سوق العمل الأمريكي، إذ ظل معدل البطالة يتراجع بسرعة وبشكل مطرد منذ أن بلغ ذروته في أبريل 2010 عند 9.9 في المائة، كما تراجع معدل البطالة في أغسطس من هذا العام، إلى 5.1 في المائة، وهو ما يقل عن توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي للمعدّل بنهاية العام.

وذكر أن الأداء القوي لسوق العمل في الولايات المتحدة انعكس أيضاً على الاقتصاد بشكل أوسع حيث بلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي نسبة 3.7 في المائة في الربع الثاني من العام، وهو يتجه حالياً للنمو بحدود 2.5 إلى 3.0 في المائة في الربع الثالث.

واعتبر أن هذا الأداء القوي للاقتصاد وسوق العمل في الولايات المتحدة يشير إلى أنه يتعين على بنك الاحتياطي الفيدرالي أن يعمل الآن لكبح أي ضغوط تضخمية مستقبلية وإبقائها تحت السيطرة.. لكنه لفت إلى أن المعارضين لرفع أسعار الفائدة يجادلون بأن التضخم ليس مرتفعاً في الاقتصاد في الوقت الحاضر حيث كان مقياس التضخم الأساسي الذي يفضله بنك الاحتياطي الفيدرالي (والذي لا يضم المواد المتقلبة كالمواد الغذائية والطاقة) قد بلغ 1.2 في المائة في شهر يوليو، وهو أقل بكثير من معدل 2 في المائة المستهدف من قبل البنك الفيدرالي.

وتساءل عما إذا كان يجدر ببنك الاحتياطي الفيدرالي الإبقاء على أسعار الفائدة منخفضة حتى يعود التضخم قريباً من المعدل المستهدف، وذلك في ظل هذا الانخفاض الكبير للتضخم، مجيبا بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي نظراً لمسؤوليته المزدوجة، يحتاج إلى الانتباه إلى كل من البطالة والتضخم معاً.

واعتبر أن قاعدة تايلور، التي تحدد سعر الفائدة للبنك المركزي بناء على حجم تباين التضخم والبطالة من المعدلات المستهدفة لهما، توصي حالياً بأن يكون سعر الفائدة عند 0.75 في المائة، أي أعلى من مستواه الحالي بـ 50 نقطة أساس.
 
ولفت التحليل الاقتصادي لمجموعة /كيو إن بي/ إلى أن صندوق النقد الدولي رأى مؤخرا أنه بالنظر إلى الإشارات المتباينة للتضخم والبطالة، يجب على بنك الاحتياطي الفيدرالي الانتظار حتى "تنقشع حالة عدم اليقين سواء على مستوى استقرار الأسعار أو بخصوص التشغيل والبطالة، قبل أن يقوم بتلك الخطوة" إذ يبدو البنك غير مقتنع بوجهة النظر هذه.

وأشار في هذا السياق إلى تصريح لنائب رئيس البنك /ستانلي فيشر/ قال فيه إن "هناك دائما حالة عدم يقين ويجب علينا ببساطة الإقرار بذلك".. وأضاف: "عندما يكون الوضع بهذا الإلحاح، فإن انتظار تلك المدة يعني الانتظار لفترة طويلة بأكثر مما يلزم".

ونبه إلى أن الأمر الذي يمكن أن يقنع بنك الاحتياطي الفيدرالي بتأجيل زيادة سعر الفائدة هو عدم استعداد الأسواق لهذه الزيادة حتى الآن، فالأسواق المالية تحدد احتمالية رفع أسعار الفائدة في سبتمبر بحدود 35 في المائة فقط، لذلك فإن أي تحرك من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة سيكون بمثابة مفاجأة إلى حد كبير.

واعتبر أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يحب ألا يفاجئ الأسواق، خصوصاً أثناء دورات تشدّد أسعار الفائدة، ففي آخر مرة قام فيها البنك بذلك، وكانت في عام 1994، اتضح أن الأمر كان خطأ في السياسة، حيث أدى التشديد المفاجئ لأسعار الفائدة إلى تحركات عشوائية في الأسواق المالية والاقتصاد العالمي.

كما أسفرت هذه التحركات عن الإفلاس المشهور لمقاطعة /أورانج/، وهي مقاطعة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وكان لتلك التحركات آثار عابرة للحدود، حيث أدى هروب رؤوس الأموال إلى أزمة الديون المكسيكية في نفس العام.

ورجح التحليل ألا يكرر بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا الخطأ التاريخي، خاصة في ضوء الاضطرابات الاخيرة التي شهدتها الأسواق في اغسطس والتباطؤ في الأسواق الناشئة، لا سيما في الصين إذ لن يكون بنك الاحتياطي الفيدرالي على الأرجح راغباً في صب الزيت على النار، فهو بشكل عام يريد لزيادة أسعار الفائدة أن تكون متدرجة وبحدود المتوقع بقدر الإمكان.

وقال إنه لا يهم كثيراً ما إذا قام بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في هذا الشهر أو بعد ثلاثة أشهر إذ الأهم هو وتيرة رفع أسعار الفائدة بعد ذلك، لأن تلك الوتيرة هي التي يمكن أن تُحدث الفرق بين نسبة 1.0 في المائة أو 3.0 في المائة في نهاية 2016 على سبيل المثال.

ورأى في هذا الشأن الأكثر أهمية، أن هناك إجماعا في الرأي بين بنك الاحتياطي الفيدرالي، والأسواق المالية، والمراقبين بأن تطبيع السياسة النقدية من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون بطيئاً ومتدرجاً.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.