أعلنت شركات تسويق المنتجات النفطية عن ازدهار كبير في أعمالها خلال العام الحالي مع تواصل فتح محطات وقود جديدة لخدمة الأعداد الكبيرة من السيارات التي تدخل السوق سنويا، إضافة إلى الارتفاع الملحوظ في حركة الطيران في مطاري مسقط وصلالة وهو ما ساعد على انتعاش أنشطة تزويد الطائرات بالوقود، وتشير الإحصائيات الرسمية إلى ارتفاع حركة الرحلات الدولية في مطار مسقط بنسبة 13.6 بالمائة بنهاية أغسطس الماضي، كما زادت حركة الطيران الداخلي بنسبة 11 بالمائة، وشهد مطار صلالة زيادة كبيرة في عدد الرحلات القادمة والمغادرة بنسبة تزيد عن 42 بالمائة، وفي مجال تزويد السيارات بالوقود، وهو أكثر القطاعات ازدهارا بالنسبة لشركات تسويق الوقود، فان الإحصائيات تشير إلى زيادة مطردة في إعداد السيارات الجديدة وخلال العام الماضي فقط بلغ عدد السيارات الجديدة 111 ألف سيارة إضافة إلى نحو 40 ألف سيارة تم شراؤها منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية شهر أغسطس، ومع هذه الزيادة الكبيرة في أعداد السيارات بالتزامن مع توسع أسطول الطيران لدى الطيران العماني ودخول شركات طيران جديدة إلى السوق، ارتفع إنتاج وقود السيارات الممتاز من المصافي العمانية إلى 17 مليون برميل بنسبة زيادة 5.5 بالمائة بنهاية سبتمبر الماضي مقارنة مع فترة المقارنة نفسها من 2014، كما ارتفع إنتاج الديزل 15.7 بالمائة إلى 16 مليون برميل وزاد إنتاج وقود الطائرات بنسبة 3.6 بالمائة.
وأشارت شركة النفط العمانية للتسويق إلى أن أداءها كان جيدا خلال التسعة أشهر الأولى من هذا العام، حيث بلغ إجمالي قيمة المبيعات 278 مليون ريال عماني بما يعادل زيادة قدرها 5 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من 2014، وزاد حجم مبيعات وحدة البيع بالتجزئة مدفوعاً بشكل رئيسي بافتتاح عدد من المحطات الجديدة خلال 2015، بالإضافة إلى مساهمة المحطات القائمة، كما ازداد حجم مبيعات وحدة الأعمال التجارية نتيجة تأمين عقود جديدة فضلاً عن إعادة تأمين العقود القائمة حالياً، وأوضحت الشركة أن البحث مستمر ومتواصل لضمان الحصول على عقود ومشاريع جديدة.
ورصدت الشركة أن مبيعات وحدة عمل الطيران اتسمت بزيادة ملحوظة مقارنة بالفترة نفسها من العام المنصرم، وذلك نتيجة زيادة الطلب من خطوط الطيران العاملة في مطار مسقط الدولي بالإضافة إلى النجاح في تأمين العقود الجديدة لتوريد الوقود.
وأشارت إلى أن مبيعات وحدة الزيوت شملت كلا من زيوت BP و Castrol وزيوت نفط عمان، حيث زادت مبيعات وحدة الزيوت بالمقارنة مع ما تحقق من مبيعات خلال الفترة نفسها من العام السابق، ويعزى ذلك إلى تزايد الطلب على هذه النوعية من الزيوت، أما منتجات الشركة من زيوت التشحيم فهي تحظى بقبول ملحوظ في السوق المحلي مما أدى إلى زيادة حجم المبيعات.
وبلغت أرباح الشركة بعد خصم الضريبة 8.9 مليون ريال عماني مقابل 8.3 مليون ريال خلال الفترة نفسها من 2014 ويرجع ذلك إلى ارتفاع حجم المبيعات، وبالنسبة للنفقات الرأسمالية قالت الشركة إنها تواصل تطوير وتوسيع شبكتها من محطات تعبئة الوقود في جميع مناطق السلطنة، وتقوم الشركة حاليا بإنشاء عدد من المحطات وهي في مختلف مراحل البناء، ومن المتوقع أن يتم افتتاح هذه المحطات بنهاية العام الحالي، وفيما يتعلق بالصحة والأمن والبيئة أوضحت الشركة أنه خلال الربع الثالث من العام الحالي، لم يتعرض أي من العاملين بالشركة أو ممتلكاتها إلى حوادث أو كوارث أدت إلى الوفاة أو إلحاق الضرر بالمنشآت، كما لم تحدث أي مشاكل تتعلق بالصحة والأمن وبالبيئة خلال هذه الفترة.
وفي نظرتها المستقبلية أشارت الشركة إلى أنه من المتوقع استمرار الطلب على المنتجات النفطية والتي ساهمت إيجابيا في أداء الشركة خلال الفترة الماضية، وتستمر النظرة المستقبلية إيجابية للطلب في السلطنة خلال الفترة القادمة، كما يستمر برنامج تطوير شبكة البيع بالتجزئة بالتركيز على الجودة للتأكيد على استمرارية الربحية على المدى البعيد.
ومن جانبها قالت شركة شل العمانية للتسويق إن الإيرادات الإجمالية خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي بلغت 252.8 مليون ريال عماني، بانخفاض نسبته 7.9 بالمائة مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي وأرجعت الشركة هذا التراجع إلى انتهاء عقدين رئيسيين لتوريد وقود الطيران خلال الربع الثاني من العام 2014، وقد تم الحد من أثر انتهاء هذين العقدين من خلال تسجيل نمو قوي في قطاع الزيوت خصوصا التصدير إضافة إلى تحقيق نمو جيد في قطاع التجزئة الذي اعتبرته الشركة توجها استثماريا بالنسبة لها، وبلغت الأرباح الإجمالية خلال هذه الفترة 28.6 مليون ريال عماني، بارتفاع نسبته 5 بالمائة عن الفترة نفسها من العام الماضي مدعومة بتوجه الشركة نحو الأعمال ذات هوامش أرباح أعلى، وسجل صافي الربح خلال هذه الفترة 10.8 مليون ريال عماني بزيادة 19.7 بالمائة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي بفعل النمو القوي المسجل في أعمال قطاع التجزئة إضافة إلى تحسن هامش الأرباح في قطاع الزيوت، الأمر الذي ساهم في الحد من تأثير انخفاض الربحية في قطاع الطيران.
كما سجلت مصروفات أنشطة التشغيل انخفاضا ملحوظاً خلال هذه الفترة بالمقارنة مع الفترة نفسها خلال العام الماضي وذلك بسبب المبادرات المستمرة والفعالة في سبيل تحسين إدارة مصاريف الشركة.
وأضافت الشركة أن حجم التدفق النقدي الناتج من الأنشطة التشغيلية خلال هذه الفترة من العام وصل إلى 13.2 مليون ريال عماني مقارنة مع 8.7 مليون ريال عماني خلال الفترة نفسها من العام الماضي نتيجة لزيادة صافي الربح والتغير في رأس المال العامل من خلال تخفيض مخزون المواد الأساسية للتصنيع.
وفيما يتعلق بالملامح الرئيسية للأداء خلال الأشهر التسعة الأولى من العام قالت الشركة إن قطاع التجزئة استمر في تحقيق نمو جيد مدفوعاً باستمرار استثمارات الشركة في إقامة محطات خدمة جديدة في مواقع أخرى مع الحرص على إقامة تحسينات تعمل على التعزيز من القيمة المضافة للمحطات القائمة.
كما تم افتتاح وتشغيل محطتين جديدتين خلال الربع الثالث من 2015، ليرتفع بالتالي العدد الإجمالي لمحطات الخدمة إلى 171، مع وجود عدد من المحطات قيدالإنشاء سيتم افتتاحها خلال الفترة المتبقية من هذا العام وبدايات العام القادم.
كذلك قامت الشركة بدعم مهرجان خريف صلالة، الذي كان له أثر مباشر على زيادة حجم مبيعات الوقود، ويحقق قطاع الزيوت نمواً جيداً خلال هذه الفترة من العام 2015 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي ويعود هذا النمو إلى استراتيجية الحصول والإبقاء على الزبائن الرئيسيين الذين ساهموا في زيادة حجم مبيعات الزيوت عالية الجودة ضمن مبادرات تسويقية هادفة التي تقوم بها الشركة.
واستمر مصنع مزج الزيوت للشركة في كونه مزودا أساسيا لزبائن مجموعة شل العالمية في منطقة الشرق الأوسط لتشهد صادرات المصنع من الزيوت ارتفاعا هذا العام مقارنة بالفترة نفسها من العام 2014.
من جانب آخر أشارت الشركة إلى أن قطاع الوقود التجاري يواصل تطوير أعماله من خلال تركيزه بشكل عام على القيمة وهو ما أدى إلى انخفاض حجم مبيعات الوقود مقارنة بالعام الماضي مقابل تسجيل تحسن طفيف في ربحية هذه الأعمال.
أما قطاع البيتومين فهو يواصل توريد البيتومين لزبائنه بحسب احتياجات المشروعات لها في الوقت الذي تعمل فيه الشركة على البحث عن فرص وزبائن جدد كما يواصل القطاع البحري عودته إلى مستوياته المعتادة خلال الربع الثالث من 2015 وذلك بعد استئناف توريد الوقود إلى أحد أكبر عملاء القطاع البحري بعد فترة توقف من أجل الصيانة، وتعمل الشركة جاهدة للاستفادة من فرص النمو الناتجة عن إنشاء الموانئ الجديدة في السلطنة، وأضافت الشركة أن قطاع الطيران واصل الاستفادة من التوسع السريع للطيران العماني في مطار مسقط الدولي من خلال التوريد لبعض رحلاته في فترات الذروة، كذلك من التوريد لزبائن جدد في عام 2015 مثل الطيران السويسري وفلاي دبي.
واستمرت الشركة بالتزويد الحصري لوقود الطيران في مطار صلالة الجديد خصوصاً فترة مهرجان خريف صلالة هذا العام.
وفيما يتعلق بالصحة والسلامة قالت الشركة إنها سجلت 585 يوما خاليا من الحوادث المضيعة للوقت، وخلال فترة الصيف التي تشهد ارتفاعا شديدا في درجات الحرارة فقد قامت الشركة بمراجعة وتطوير إجراءات السلامة في محطات التجزئة للتخفيف من خطر فرص حوادث الحرائق المحتملة.
ورصد تقرير الأداء المالي لشركة «المها» لتسويق المنتجات النفطية أهم المتغيرات الحالية في أسواق النفط، موضحة أنه نتيجة لاستمرار التراجع الحاد في أسعار النفط العالمية والتي وصلت قيمتها إلى نصف ما كانت عليه في منتصف عام 2014 فقد أدى ذلك إلى تحميل اقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجي بالتحديد أعباء وضغوطات واستطاع الاقتصاد العُماني تحمل الضغوطات على المستوى القصير والمتوسط بسبب المستوى العالي من الاحتياطيات والأصول المالية.
وقالت الشركة إن انخفاض أسعار النفط يمثل تحديا حقيقيا لمجال عمل الشركة، وبناء عليه يجب أن تكون الشركة مستعدة لهذا التحدي من خلال تبنّي استراتيجيات جديدة من شأنها أن تستغل الواقع الجديد حيث إن التأثير السلبي لانخفاض أسعار النفط العالمية على تدفق إيرادات الشركة هو تأثير واضح، وبالرغم من النمو في حجم المبيعات بنسبة 7 بالمائة خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر من العام الحالي مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2014 إلا أن قيمة المبيعات قد انخفضت بنسبة 4 بالمائة خلال الفترة نفسها.
ورصدت الشركة أن صافي أرباحها خلال الفترة من يناير وحتى سبتمبر بلغ ما قيمته 7.95 مليون ريال عُماني مسجلاً بذلك انخفاضا بنسبة 10 بالمائة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى زيادة مصروفات التشغيل والمصروفات الإدارية خلال الفترة نتيجة لزيادة الأداء التشغيلي للشركة، ومن ناحية أخرى، فقد تم افتتاح ست محطّات تعبئة وقود جديدة تحمل الشعار الجديد للشركة خلال الفترة من أكتوبر 2014 إلى سبتمبر 2015.
وأوضحت الشركة أن أهم التغيرات في المركز المالي للشركة خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر كانت ارتفاع حجم المبيعات بسبب زيادة الطلب المحلي وأداء تشغيلي أفضل للقطاع التجاري وقطاع التجزئة، ومع ذلك وبسبب تراجع أسعار النفط العالمية فقد تأثر قطاع وقود الطيران والقطاع التجاري بصفة مباشرة، حيث انخفضت المبيعات من حيث القيمة من 273 مليونا خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2014 إلى 262 مليونا خلال الفترة نفسها من 2015، ونتيجة نمو حجم المبيعات ارتفعت مصروفات التشغيل والمصروفات الإدارية بمقدار 1.182 مليون ريال عُماني أي بنسبة 9 بالمائة، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى ارتفاع تكلفة نقل المنتجات النفطية واستهلاك الأصول الثابتة ومخصص انخفاض قيمة الذمم المدينة وتكاليف الموظفين ومصاريف الصيانة، بينما انخفضت الأتعاب الفنية ورسوم الترخيص والمصاريف الأخرى.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}