قال الرئيس التنفيذي لشركة دبي الإسلامية للتأمين وإعادة التأمين «أمان» جهاد فيتروني إن أنظار قطاع التأمين اليوم، تتجه إلى الشركات صغيرة ومتوسطة الحجم، لما تمثله هذه الشركات من دور مهم في رفد الاقتصاد الوطني، وهي تشكل أساساً لأي مجتمع وركيزة كبيرة في المجتمعات النامية، ومن خلالها يمكن أن تبنى محفظة تأمينية مناسبة وتأمينها من أي أخطار محدقة في المستقبل، وهي تساعد في عملية إعطاء الأسعار والخدمات بشكل أفضل وبأسعار تنافسية بما يخدم الطرفين.
وأضاف فيتروني، خلال لقاء خاص مع «الخليج» أن «أمان» تتواصل حالياً مع هذه الشركات في كل إمارات الدولة، للوصول إلى أكبر قدر ممكن من هذه الشركات ودعمها بأعمالها، من أجل خلق شراكة حقيقية بين الطرفين. تمتد على سنوات وعقود طويلة الأمد ولا تنحصر فقط بأطر زمنية أو تحديد مسبق.
استراتيجية
ذكر الرئيس التنفيذي ل«أمان» أن الشركة وضعت استراتيجية جديدة للأعوام القادمة، وحاولت ان تخرج من المفهوم التقليدي الذي اعتادت الشركات عليه وأن يكون لها مفهوم متخصص ومغاير وبعيد عن التقليدية والنمطية في العمل والإنجاز، ويتعلق هذا المسار والاستراتيجية الجديدة بأهمية خط الأعمال الذي يفيد المستهلك والسوق والمساهمين وحملة الوثائق.
وأضاف فيتروني، أن الاتجاه الذي تنتهجه الشركة هو الحفاظ على البنية التحتية لها من خلال إعادة تطوير النظام الرقمي والمعلوماتي الخاص بها بما يتناسب ويتلاءم مع متطلبات المرحلة القادمة.
ورفع مستوى وأداء الموظفين في الشركة بحيث يتوافر لدينا كوادر فنية قادرة على التعاطي مع الأمور الفنية بشكل حرفي وعالي المستوى.
خطط طموحة
وتابع فيتروني، أن تحديث نظام التسويق لدينا بما يتلاءم مع متطلبات المرحلة القادمة وخاصة على صعيد وسائل الاتصال الجماهيري الاجتماعي، لما تمثله هذه الوسائل من أهمية كبيرة في الوقت الحالي، هو ذات أولوية بالنسبة لنا، ولا بد من تتبع هذا المسار الإلكتروني والتسويقي الجديد، ونحن جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع ونتعامل مع حيثيات التأمين وأبعاده الحقيقية بما لا يدع مجالا للشك في التقليل من درجات خطورة الحوادث أو العمل على التنبؤ بها قبل وقوعها.
وقال فيتروني، إن المجتمع الاقتصادي عرضة في أي مكان وأي زمان لهزات وأخطار ممكنة، وقطاع التأمين وجد أساساً لأجل التقليل من هذه الخسائر والأخطار والكوارث، ونتجه إلى منتوجات تحاكي حاجات السوق أكثر فأكثر، فتغير المناخ الاقتصادي اليوم يحدث تغييراً في اتجاهات المستثمرين والمستهلكين على حد سواء، وهناك منتجات تعتبر ذات أهمية وأولوية على حساب منتجات أخرى ولا بد من تلبيتها وتنفيذها. على حساب الأخرى.
واستطرد فيتروني أن أولويات الشركة في الأوقات القادمة هي الاستثمار في الأجيال الشابة التي ستدير يوما دفة الاقتصاد الوطني، وهي التي تربت وكبرت مع التطور الرقمي والإعلام الاجتماعي بما يضمن توصيل رسالته و تسويقها بشكل سريع وناجح.
ونحن كإدارة «أمان» نعمل على توفير وتهيئة الظروف المناسبة، والامكانات والطاقات الضرورية لإنجاح خطط وبرامج الشباب في تولي دفة المسؤولية اليوم.
التأمين التكافلي قطاع ناشئ
وأشار فيتروني إلى ان التأمين التكافلي مقارنة بأنواع التأمين التقليدية الأخرى هو قطاع ناشئ وجديد، وأثبت وجوده كلاعب قوي خلال ال 15 عاماً الماضية، فالعالم الإسلامي من خلال الصيرفة الإسلامية أو التأمين الإسلامي يجعلك ترى بأم الأعين مدى الاهتمام والنمو والطلب المتزايد في العالم الإسلامي على هذا النوع من التأمين، واحتلت «أمان» ريادة التأمين التكافلي الإسلامي في المنطقة، نظراً لما يمثله هذا النوع من التأمين من أهمية كبيرة في الاقتصاد المحلي، حيث يشكل ما نسبته 17% من حجم أعمال التأمين الأخرى.
وقال فيتروني إن «أمان» تتجه إلى فصل التأمين على الحياة عن التأمينات العامة الأخرى. حيث تتناول التأمينات العامة الأخرى كل أنواع التأمين مثل تأمين الحريق والسرقة والمسؤولية المدنية والسيارات وغيرها، ولدينا تأمينات تتعلق بالمسؤولية المهنية والتي تلزم معظم الشركات والمؤسسات أن يكون لديها مثل هذا النوع من التأمينات.
ونحن نتوسع في قضايا تأمينية أخرى مثل تأمين المصارف ونقل الأموال وتأمينات الموظفين.
وكشف فيتروني أن الشركة تعاملت مع 2925 بوليصة تأمين ضد الحرائق والأخطار العامة، وبحجم بلغ أكثر من 27 مليون درهم، حيث شهدت المرحلة السابقة حوادث حريق كثيرة، وتظهر أكثر أنواع الحرائق في الدولة لوجود الصفائح المصنعة في عمليات البناء والقابلة للاشتعال، ولا بد لشركات التأمين وإعادة التأمين وهيئة التأمين من إعادة النظر في هذا الموضوع، ونحن في «أمان» أخذنا إجراءات في هذا القطاع، وخاصة فيما يتعلق بموضوع الأسعار، فكل الأبراج التي بنيت وتبنى ويدخل في بنائها الصفائح القابلة للاحتراق، سيكون التأمين عليها بأسعار مرتفعة عن باقي أنواع البناء الأخرى التي لم تدخل فيها مثل هذه الصفائح نظراً لحجم الضرر والخطورة.
وهذا الشيء يتم من خلال التنسيق والتشاور مع مختلف شركات التأمين وإعادة التأمين في الدولة.
نظرة مستقبلية
أوضح جهاد فيتروني أن أمان تتطلع لأن تحتل ريادة التأمين الإسلامي التكافلي في المنطقة، وأخذنا على عاتقنا أن نكون مساهمين في إنجاح مشروع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بجعل دبي بوابة ومركزاً للاقتصاد الإسلامي العالمي خلال السنوات المقبلة.
ونحن في هذا الشأن عقدنا العزم بأن نكون مرافقين لهذا المشروع وأحد داعميه من خلال تواصلنا مع مختلف المؤسسات الإسلامية العربية والعالمية لتأمين هذا المناخ، وإعطاء دور أكبر للمؤسسات الإسلامية، وعلى رأسها قطاع التأمين الذي يتصف بريادة السوق الإسلامي العالمي.
وفي «أمان» نتعاون مع مؤسسة دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي في العديد من الفعاليات والأحداث المحلية والإقليمية، وشاركنا في العديد من المؤتمرات واللقاءات وجلسات العصف الذهني ونحاول أن نقدم ما هو إضافي وجيد من خلال تجاربنا في السوق المحلية في قطاع التأمين.
وكل استثماراتنا في العقارات والأسهم تتطابق مع مبادئ وأحكام الشريعة الإسلامية.
أنواع التأمين
كشف فيتروني أن التأمين الصحي هو الأكثر دخلاً، لأنه واسع جداً لوجود الهيئات التي تتعامل مع هذا القطاع مثل هيئة صحة أبوظبي ودبي فصار إلزامياً على جميع المواطنين والعاملين والوافدين، وهذا الإجراء يدفعك للاستثمار فيه وزيادة عملك فيه.
حيث تعاملت الشركة مع 344 بوليصة تأمين جماعي صحية، وبحجم مالي بلغ أكثر من 45 مليون درهم إماراتي.
وقال فيتروني إن الشركة تعاملت أيضاً مع أكثر من 45 ألف بوليصة تأمين متنوعة مثل تأمين السيارات وضد السرقات والمسؤولية المهنية، وبحجم مالي بلغ أكثر من 135 مليون درهم خلال العام الماضي.
4.6 % نسبة التوطين
قال فيتروني إن «أمان» تتوافر على 150 موظفاً وموظفة، وتشكل نسبة التوطين في الشركة نحو 4.6%، ونطمح إلى زيادة هذه النسبة خلال السنوات القادمة، بالإضافة إلى رفع الكفاءة التدريبية والتأهيلية بالنسبة لموظفي الشركة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}