طالب مجلس الشورى من الشركات المشغلة لقطاع الاتصالات بالسلطنة بتحسين جودة خدمات الاتصالات ومراجعة الباقات والحزم المقدمة وإعادة النظر في أسعارها، وضرورة التوسع في نطاقات التغطية بمختلف محافظات السلطنة.
جاء ذلك استكمالًا لجهود المجلس في متابعة تطوير الخدمات المقدمة بقطاع الاتصالات في السلطنة بعد أن استضاف مكتب المجلس هيئة تنظيم الاتصالات في يونيو الماضي، تلا ذلك صدور بيان من لجنة الخدمات والتنمية الاجتماعية بالمجلس، وطلبها استضافة المعنيين بقطاع الاتصالات بالسلطنة، كما يأتي هذا اللقاء في إطار متابعة مجلس الشورى للاستياء المجتمعي حول ضعف خدمات الاتصالات بالسلطنة ومطالبة المشتركين بتجويد الخِدمات المقدمة لهم.
وخلال استضافة لجنة الخدمات والتنمية الاجتماعية اليوم للشركة العمانية للاتصالات (عمانتل) والشركة العمانية القطرية للاتصالات (أوريدو) في اجتماع عقد بالمجلس برئاسة سعادة خالد بن هلال المعولي رئيس المجلس وبحضور سعادة المهندس محمد بن أبو بكر الغساني نائب الرئيس وسعادة الدكتور حمود بن أحمد اليحيائي رئيس لجنة الخدمات والتنمية الاجتماعية، وأصحاب السعادة أعضاء اللجنة، وسعادة الشيخ علي بن ناصر المحروقي أمين عام المجلس.
كما حضر اللقاء سعادة المهندس سلطان بن حمدون الحارثي رئيس مجلس إدارة الشركة العمانية للاتصالات (عمانتل) وعدد من مسؤولي الشركة، ويورجن لاتيه الرئيس التنفيذي بالإنابة للشركة العمانية القطرية للاتصالات (أوريدو) وعدد من مسؤولي الشركة.
وخلال اللقاء دارت نقاشات مستفيضة حول العديد من المحاور منها شمولية التغطيةللشركتين في جميع محافظات السلطنة، وجودة الخدمات المقدمة للمشتركين، بالإضافة إلى أسعار الخدمات التي يتم استيفاؤها من المستفيدين مقارنة بأسعار نفس الخدمات في الدول الأخرى.
كما تم التطرق إلى الخطط المستقبلية للشركتين لتطويرخدماتهما بما يتماشى وتطلعات المستهلكين.
وفي بداية الاجتماع رحب أصحاب السعادة أعضاء اللجنة بمبادرة طرح وثيقة المشغل الثالث إلى السوق والذي سيبدأ في الخامس عشر من نوفمبر القادم مما سيزيد من حدة المنافسة حيث من المتوقع أن يعمل ذلك على تخفيض أسعار الخدمات المقدمة في قطاع الاتصالات، كما حدث في عام 2004م بعد دخول المشغل الثاني للسوق.
كما أثمر الاجتماع الإعلان عن نية الشركتين طرح حزم جديدة للمشتركين والتي سيتم الإعلان عنها قريبًا، بالإضافة إلى التوسع في إنشاء مكاتب للشركتين متى ما دعت الحاجة.
كذلك رحبت الشركتان بمقترح اللجنة حول أهمية عمل زيارات ميدانية بهدف الوقوف على واقع خدمات الاتصالات والاستماع إلى آراء المشتركين والالتقاء بأصحاب السعادة المحافظين والولاة وأصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى وأعضاء المجالس البلدية.
كما أكد المشغلون حرصهم على مواصلة دعم مبادرات الشراكة والمسؤولية المجتمعية، حيث بلغت المبادرات المجتمعية ما يقارب مليوني ريال عماني من الشركة العمانية للاتصالات (عمانتل) إضافة إلى نصف مليون ريال عماني سنويا من الشركة العمانية القطرية (أوريدو).
كما أشار المشغلون إلى أن هناك مبالغ سنوية تذهب في الاستثمار لتطوير شبكات الاتصال.
وأكدت الشركتان موافقتهما على مقترح اللجنة حول عمل دراسة مستفيضة لتقييم جميع الخدمات المقدمة وتقييم مدى جودتها من قبل جهة محايدة بما لا يتعارض مع الانظمة والقوانين المنظمة لقطاع الاتصالات في السلطنة.
وخلال اللقاء قدمت الشركتان عروضا مرئية شرحتا خلالها العديد من الجوانب المتعلقة بالخدمات التي تقدمانها وأوضحتا العديد من الاحصائيات حول تطور قطاع الاتصالات بالسلطنة وحجم الاستثمارات في هذا القطاع، كما أشارت الشركتان المشغلتان إلى أن السلطنة تعتبر من الدول ذات الأقل كلفة في الحصول على خدمة الاتصالات (مسبق الدفع)، وكذلك تم التطرق إلى التحديات والصعوبات التي تواجهها مثل تأخر إصدار الموافقات والتصاريح من الجهات الحكومية المعنية، إضافة إلى عدم توفر أماكن مخصصة لشبكات الاتصالات خاصة في المخططات القديمة، وعدم وجود تشريعات تلزم المطورين العقاريين لوضع أجهزة تقوية في مشاريع المخططات الاسكانية.
كما تم التطرق إلى موضوع تناقص حجم المكالمات الصوتية المحلية عاما تلو الاخر مع وجود سوق غير قانونية للاتصالات والتي بلغ حجمها ما يقارب 100 مليون ريال عماني سنويا.
هذا وسوف تقوم لجنة الخدمات والتنمية الاجتماعية بمجلس الشورى بمتابعة النتائج التي أسفر عنها هذا اللقاء، والتواصل مع الشركتين المشغلتين .
من جانبه قال سعادة الدكتور حمود بن أحمد اليحيائي رئيس لجنة الخدمات والتنمية الاجتماعية بمجلس الشورى في تصريحٍ صحفي " إن هذا اللقاء يأتي في إطار جهود مجلس الشورى لمتابعة موضوع الاتصالات وما أثير مؤخرًا بشأنه من قبل الرأي العام حيث سبق للمجلس استضافة هيئة تنظيم الاتصالات .
وقال سعادته ان اللقاء مع الشركتين العاملتين في قطاع الاتصالات جاء لطرح القضايا المهمة والتي تتمثل في ارتفاع الاسعار وجودة الخدمات وشمولية التغطية مضيفًا أن الشركتين تناولتا هذه المواضيع بكل شفافية ووضوح مبديتين التحديات التي تعترضهما في كل جانب من هذه الجوانب.
وأضاف أن أصحاب السعادة ناقشوا خلال اللقاء جميع المسائل الخاصة في هذا المجال وخرج الاجتماع برؤية جيدة وخطوات تصلح للبناء عليها مستقبلاً وفيما يخص الاسعار تم التوضيح من قبل الشركتين أنهما عازمتان على طرح حزم جديدة بأسعار مقبولة كما أن دخول المشغل الثالث والذي اعلنت عنه هيئة تنظيم الاتصالات سيعمل على خفض الاسعار اسوة بعام 2005م والاسعار قابلة للانخفاض.
وأشار سعادته إلى أن الشركتين لا تمانعان أن تقوم أي جهة محايدة بدراسة موضوع الاسعار والجودة وشمولية التغطية والتعاون الكامل مع الجهة بالإضافة إلى تشكيل لجنة مشتركة بين لجنة الخدمات والتنمية الاجتماعية بمجلس الشورى والشركتين ومتابعة ما تم الاتفاق إليه.
وبين أن ما تم التوصل إليه اليوم سيرفع إلى مكتب المجلس لتقرير ما يراه من خطوات وإعداد تقرير متكامل في هذا الشأن طبقًا للنظم المتبعة في هذا الشأن مشيرًا إلى أن هناك العديد من الصعوبات التي تواجه الشركتين منها الطبيعة الجغرافية للسلطنة وعدم استكمال التغطية الشاملة من قبل هيئة تنظيم الاتصالات وغيرها حيث تبذل الشركتان جهودًا كبيرة مع الهيئة للتغلب على هذه الصعوبات.
من جانبه قال طلال بن سعيد المعمري الرئيس التنفيذي للشركة العمانية للاتصالات عمانتل " إنه تم خلال اللقاء التطرق إلى عدة محاور أبرزها ما تمت إثارته مؤخراً فيما يتعلق بالأسعار ومستوى الجودة والتغطية حيث اطلع أصحاب السعادة على مجموعة من المؤشرات التي تتعلق بالأسعار، وبالجودة والتغطية".
وأضاف أن القطاع يشهد نموا كبيرا جدا في الطلب على الخدمات وبالمقارنة مع المؤشرات العالمية هناك تطور كبير وأن الارتقاء إلى طموح المشتركين هو غاية ولها أولوية في عمانتل وبالتالي مجالات التطوير ستكون متتالية مستقبلاً.
وأوضح أن كل ما يثار من قبل المشترك مهم لدينا، ونضع آذانا مصغية لكل ما يقوله المشترك . المشترك هو المعادلة الأهم في السوق ومع المساهمين والمنظمين وراسمي السياسة مؤكدًا أن المحور الأساس في لقاء اليوم هو المشترك، وعمل عمانتل يتمحور حول المشترك ولم يكن هناك تجاهل من عمانتل ولكن القضية التي أثيرت هي قضية قطاع.
وبين المعمري أن هناك فجوة في التواصل بين بعض شرائح المجتمع والشركات وأيضا الجهات الأخرى المسؤولة عن القطاع وبالتالي لابد من ردم هذه الفجوة من خلال التوعية ومن خلال التواصل ولكن هذا التواصل يجب أن يأخذ نظرة كاملة ولا يأخذها جزئية.
من جانبٍ آخر قال كميل بن باقر الموسوي الرئيس التنفيذي لوحدة الموارد البشرية والشؤون التجارية من الشركة العمانية القطرية للاتصالات/ اوريدو / إن لقاء اليوم يعد فرصة لعرض كل ما يتعلق بالأسعار ، وبالجودة والتغطية والخدمات التي تقدمها الشركة مضيفًا أن الشركة فتحت قنوات جديدة للاستماع إلى المشتركين لحل كافة الإشكاليات التي تواجههم.
وأشار إلى أن ما تمت إثارته في مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية حول الاتصالات سيفتح مجالاً للمنافسة بين الشركتين من ناحية الجودة أو من ناحية تقديم الخدمات دون تخفيض أسعار الخدمات المقدمة مشيرًا إلى أن الاسعار تتفاوت من دولة إلى دولة وأن اسعار الخدمات المقدمة في السلطنة تنافسية ومن الصعب تغطية جميع مناطق السلطنة بالنظر إلى الطبيعة الجغرافية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}