رئيس أرض الصومال: مشروع تطوير ميناء بربرة يعزز العلاقات

شدد موسى عبدي، رئيس جمهورية أرض الصومال، على عمق العلاقات التاريخية المتميزة التي تربط بين بلاده ودولة الإمارات حيث ساهمت في دفع وتطوير العملية التنموية على المستويات الاقتصادية والاجتماعية في أرض الصومال.

جاء ذلك في كلمة له ألقاها خلال مؤتمر صحفي عقد مساء أمس في دبي، مؤكداً أن زيارته لدولة الإمارات والتي يرافق فيها خمسة وزراء، هم وزير الخارجية والشباب والرياضة والتخطيط والتنمية والموارد المائية والشؤون الدستورية، تأتي لعقد لقاءات رسمية مع الوزراء والمسؤولين بحكومة دولة الإمارات.

وأوضح عبدي أنه التقى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، حيث تم مناقشة العديد من الأمور على مستوى الأمن والاستقرار والتنمية الاجتماعية والاقتصادية وتعزيز التعاون القائم بين البلدين.

وقال خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في نادي الصحافة بدبي أمس، إن «أرض الصومال» تتمتع بالاستقلال الاقتصادي والمالي والأمني الكامل الذي مكنها من إبرام العديد من الاتفاقيات مع الشركات الاستثمارية العالمية.

وأشار إلى أنه منذ إعلان استقلال دولة أرض الصومال في 18 مايو عام 1991 فهي تتمتع بالاستقرار السياسي والأمني، ولها أنظمتها الإدارية، والسياسية المستقلة، وتدير المنافذ البحرية والبرية والحدودية بنفسها، كما أصدرت عملة خاصة بها، ولها مكاتب تمثيل في العديد من الدول.

وأضاف أن بلاده شهدت منذ استقلالها 5 انتخابات رئاسية حيث إن جميع الرؤساء الذين تعاقبوا على الحكم منذ إعلان الاستقلال تداولوا السلطة بشكل سلمي عبر انتخابات ديمقراطية شهدت مشاركة شعبية كبيرة للاختيار بين أكثر من مرشح.

وأكد عبدي على قدرة أرض الصومال في تحقيق الاستقرار السياسي والأمني وجاهزيتها لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية المهمة في مجالات الموانئ والتعدين والزراعة وغيرهما.

وقال: إن الاتفاقية التي وقعتها أرض الصومال مع «موانئ دبي العالمية» لتطوير ميناء بربرة، تتمتع بأهمية استراتيجية خاصة حيث يسهم المشروع في دفع عجلة التنمية وتوفير فرص العمل لآلاف الأشخاص.

من جانبه قال الدكتور سعد علي شير، وزير خارجية أرض الصومال، إن اتفاقية ميناء بربرة مع موانئ دبي العالمية تعتبر مهمة للغاية لبلاده التي تسعي لتحقيق التنمية الاقتصادية وستجني ثمارها المنطقة كلها، كما أنها ستخلق المزيد من فرص العمل. وأضاف إنه تم البدء في المشروع الذي يتضمن ثلاث مراحل، الأولى منها مساحة 4 كيلومترات مربعة من أصل مساحة 12.2 كيلومتر مربع من الأراضي المخصصة للمشروع، ومن المنتظر الانتهاء منه بالكامل خلال 24 شهراً من الآن، موضحاً أن المشروع يستهدف جذب عدد كبير من الشركات العاملة في قطاعات متنوعة مثل التخزين والخدمات اللوجستية وغيرها من الأعمال. وأكد شير، في تصريحات صحفية على هامش المؤتمر، أن بلاده تستقطب الشركات من مختلف دول العالم للعمل في جميع المجالات حيث هناك شركات من الصين ومن أوروبا إضافة إلى شركات تعمل في التعدين والتنقيب عن النفط وحتى الآن، تشمل قائمة شركات التنقيب التي تعمل بالفعل، أو تأمل في العمل، في أرض الصومال، بالإضافة إلى جينيل للطاقة، شركة غاز رأس الخيمة وشركة دي إن أو النرويجية/‏الإماراتية. 

وحول مستقبل العلاقات مع دولة الإمارات، قال شير: هناك علاقات تاريخية حتى قبل اكتشاف النفط ومنذ عهد المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالإضافة أن لدينا جالية كبيرة من أبناء أرض الصومال، موجودون على أرض الإمارات وأعتقد أن العلاقات بيننا ستكتسب المزيد من الزخم في المستقبل.

وتسلمت «موانئ دبي العالمية» رسمياً مؤخراً، إدارة ميناء بربرة في جمهورية أرض الصومال للبدء في تطبيق عقد امتياز إدارة وتطوير الميناء.

وكانت «موانئ دبي العالمية» قد فازت العام الماضي بعقد امتياز لمدة 30 عاماً مع تمديد تلقائي لمدة 10 أعوام أخرى لإدارة وتطوير مشروع ميناء متعدد الاستخدامات في بربرة في جمهورية أرض الصومال يوفر نقطة نفاذ جديدة إلى البحر الأحمر، ويتكامل مع عمليات ميناء جيبوتي التابع ل«موانئ دبي العالمية» في القرن الإفريقي.

وسيتضمن الاستثمار الذي قد يصل إلى 442 مليون دولار على مرحلتين الأولى تشمل بناء رصيف ميناء بطول 400 متر وتوسعة ساحة حاويات تمتد على مساحة 250 ألف متر مربع، إلى جانب تطوير منطقة حرة تهدف إلى تأسيس مركز تجاري إقليمي. ويكمّل ميناء بربرة شبكة «موانئ دبي العالمية» في شرق إفريقيا من خلال إنشاء بوابة جديدة عميقة المياه لتجارة جمهورية أرض الصومال العالمية، ويتمتع بمزايا عديدة منها بنية تحتية عالمية المستوى لميناء عميق المياه وتوفير خدمات في الميناء، مع إمكانية التوسع على المدى الطويل بمساحة امتياز تبلغ 4.25 كم مربع وأكثر من 11 كيلومتراً مربعاً من الأراضي الإضافية المتوافرة لمنطقة حرة محتملة.