تماشيا ً مع الاستراتيجية الوطنية الهادفة إلى تمكين الكوادر الوطنية الشابة، وتأهليها لتولي مناصب قيادية في مختلف مجالات الحياة، أطلقت هيئة كهرباء ومياه دبي "برنامج ماجستير أنظمة وتقنيات طاقة المستقبل" بالتعاون مع جامعة كاليفورنيا في بيركلي.
وتم إطلاق البرنامج في حفل حضره سعادة/ سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، ووفد رفيع المستوى يمثل جامعة كاليفورنيا في بيركلي، ضم كلاً من العميد تسو-جي كينج لو، والبروفيسور واين لي ديلكر، والبروفيسور جابرييل كليمينته جوميز، وبول لاورينس مايسون، وذلك في مجمع هيئة كهرباء ومياه دبي للتطوير المهني والأكاديمي، في دبي.
وأكد سعادة/ سعيد محمد الطاير في الكلمة الافتتاحية للحفل أن الهيئة تعمل وفق رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، الذي أرسى الدعائم والمبادئ الرئيسية لترسيخ مكانة دبي كنموذج عالمي لمدن المستقبل، والارتقاء بمستوى المعيشة فيها، وتعزيز سعادة المواطنين والمقيمين.
وقال سعادته: "شرعت الهيئة في تحقيق هذه التوجيهات، وتم تضمينها في رسالة الهيئة ومفاهيم قيمها المؤسسية ومؤشراتها الاستراتيجية، وبدأنا بتطبيقها الفعلي على أرض الواقع، انسجاماً مع رؤيتنا في أن نكون "مؤسسة رائدة عالمياً مستدامة ومبتكرة". ونسعى أيضاً لتحقيق اهداف الاستراتيجيات الحكومية مثل "مئوية الإمارات 2071" التي ترمي إلى إعداد أجيال المستقبل عبر تزويدهم بأعلى المعايير العلمية والمهنية، والقيم الأخلاقية والإيجابية ، لنضمن لهم مستقبلاً سعيداً وحياةً أفضل، ونساهم في ارتقاء دولة الإمارات العربية المتحدة لتصبح البلد الأفضل والمكان الأمثل للعيش في العالم".
وأشار سعادة الطاير إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، أعلن في "المبادئ الثمانية للحكم والحكومة في دبي" أن " دبي قامت على الموهوبين من التجار والإداريين والمهندسين والمبدعين والحالمين" ، مضيفاً أنه في هذا الصدد:" وضعت هيئة كهرباء ومياه دبي بناء القدرات المواطنة كأولوية أولى وثانية وثالثة، لأننا لم نعد مجرد مؤسسة خدماتية تقليدية، حيث بات تطوير الإمكانات الوطنية أحد أبرز اهتماماتنا لتعزيز الاستدامة وتنفيذ استراتيجيات الطاقة النظيفة.
وقد وقعت الهيئة العديد من الاتفاقيات في مجال البحث والتطوير مع مراكز وجامعات عالمية مرموقة بما في ذلك: شركة"إنيل"، و"المختبر الوطني للطاقة المتجددة"، و"الشركة الكورية للطاقة الكهربائية" (كيبكو)، و"المركز الوطني للطاقة المتجددة في إسبانيا" وغيرها".
وأردف سعادته بالقول :"نرحب بالشراكة مع جامعة كاليفورنيا في بيركلي التي تحتل المراتب الأولى في علوم الحاسوب والهندسة الكهربائية، للاستفادة من خبرة هذه المؤسسة العريقة في تطوير المواهب التقنية.
ومن خلال تعاون الهيئة مع أفضل الكليات في الجامعة، ستوفر للشباب الإماراتي الفرصة لدراسة أحدث المواد العلمية الحديثة التي تسهم في بناء المستقبل مثل: التحليل المتقدم لنظام الطاقة ، وإلكترونيات الطاقة، وأساليب الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، وأنظمة توليد الطاقة المتجددة وتكاملها، وواجهات تكنولوجيا المعلومات-التكنولوجيا التشغيلية والتحكم في أنظمة الأمن الإلكتروني مع الحماية ومجالات أخرى.
وعند تصميم البرنامج طلبت الهيئة من جامعة كاليفورنيا أن يكون فريداً وغنياً بالمهارات المستقبلية العالية، وتم الإعلان عن التحاق أول دفعة تضم 35 من موظفي الهيئة بهذا البرنامج المتميز.
وخاطب سعادة الطاير طلاب الدفعة الأولى بقوله: "يسرني أن أهنئ الطلاب على هذه الفرصة الاستثنائية، كما أحثهم على الاستفادة منها لاكتساب مهارات تجعل منهم موظفين استثنائيين يلتزمون بأعلى معايير العلمية والمهنية والقيم الأخلاقية والروح المعنوية الإيجابية. ولا بد لنا أن نذكر هؤلاء الشباب بحب الوطن إلى أقصى الحدود، والإخلاص لقيادته الرشيدة، واحترام الشعب، والبقاء أوفياء للمبادئ الأخلاقية التي تربوا عليها".
وأوضح سعادته أن الهيئة تضم اليوم ما يزيد على 11 ألف موظفاً، وتبلغ قدرتها الإنتاجية الحالية 11,100 ميجاوات من الطاقة الكهربائية و 470 مليون جالون من المياه.
وحققت الهيئة نتائج تنافسية في تطبيق أعلى المعايير العالمية. كما أثمرت جهودها الدؤوبة في محافظة دولة الإمارات، ممثلةً بهيئة كهرباء ومياه دبي- وللعام الثاني على التوالي-على المرتبة الأولى عالمياً في الحصول على الكهرباء، وبكافة مؤشرات المحور وبعلامة كاملة 100% بحسب تقـــرير البنك الدولي لممارسة أنشطة الأعمال 2019.
وأضاف سعادته: "تسعى الهيئة لدعم مسيرة الدولة في التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، وضمان استدامة مواردها، والحد من بصمتها الكربونية، والترشيد في استهلاك الطاقة والمياه.
ومن خلال مشاريع الطاقة النظيفة والطاقة المتجددة، تتطلع الهيئة إلى تحقيق أهداف استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 الرامية إلى توليد 75% من طاقة دبي عبر المصادر النظيفة بحلول عام 2050.
وأطلقت الهيئة مبادرات ومشاريع عديدة لتحقيق هذه الغاية، بما في ذلك "مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية" أكبر مشروع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، والذي ستبلغ قدرته الانتاجية 5 آلاف ميجاوات بحلول عام 2030.
بالإضافة لإطلاق "ديوا الرقمية" الذراع الرقمية لهيئة كهرباء ومياه دبي، بهدف إعادة صياغة مفهوم المؤسسات الخدماتية والإسهام في خلق مستقبل رقمي جديد لإمارة دبي؛ حيث تعتزم الهيئة إحلال وتغيير النموذج التشغيلي للمؤسسات الخدماتية والتحول إلى أول مؤسسة رقمية على مستوى العالم بأنظمة ذاتية التحكم للطاقة المتجددة وتخزينها، والتوسع في استعمال التقنيات الحديثة للثورة الصناعية الرابعة ومشاريع "مسرعات دبي المستقبل" للمساهمة في تحقيق أهداف "مبادرة دبي X10" التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، للانتقال بدبي نحو ريادة المستقبل، وجعلها متقدمة على نظيراتها حول العالم بفارق عشر سنوات في التقنيات الثورية المبتكرة، مثل الذكاء الاصطناعي؛ والطائرات من دون طيار، وتخزين الطاقة؛ وتقنية البلوك تشين؛ وإنترنت الأشياء؛ وغيرها".
واختتم سعادة الطاير بالقول: "إننا بحاجة اليوم إلى قادة للمستقبل يتمتعون بالكفاءة التقنية والخبرة التكنولوجية، ليكونوا قادرين على قيادة المبادرات الحالية والمستقبلية للهيئة وإمارة دبي ككل.
وهو ما يجعل هذا البرنامج فرصة فريدة لهذه الدفعة المؤلفة من 35 من موظفي الهيئة، والذين نتوقع منهم تحقيق أهدافهم بكل دقة واحترافية في العمل، والتمتع بالقدرة على استشراف المستقبل في ميادين عملهم، وأن يصنعوا من التحديات فرصاً تفتح لهم آفاقاً جديدة للنمو".
من جهته قال الدكتور يوسف إبراهيم الأكرف، النائب التنفيذي للرئيس لقطاع الموارد البشرية ودعم الأعمال بالهيئة:"نعمل على تأهيل واعداد الشباب المواطن لمواكبة التطورات المتسارعة، وذلك من خلال العمل على تهيئة الموارد اللازمة والبيئة المناسبة التي من شأنها المساهمة في إيجاد جيل من الشباب المساهم بفعالية في مسيرة التنمية الاقتصادية، والاجتماعية والبيئية. وقد ابرمت الهيئة العديد من الاتفاقيات مع مراكز وجامعات عالمية مرموقة لتوفير برامج ومنح في الدراسات العليا الماجستير والدكتوراه للشباب المواطن في أفضل الجامعات العالمية".
وقالت العميد تسو-جي كينج لو : "تعتمد المجتمعات الحديثة على البنى التحتية الحيوية مثل أنظمة إمدادات الكهرباء والمياه. وتعد النمذجة المتطورة والمحاكاة والسيطرة على مثل هذه الأنظمة أمراً ضرورياً لضمان موثوقيتها وأمنها وكفاءتها.
ووفقًا لذلك، قام أساتذة الهندسة في جامعة كاليفورنيا في بيركلي بتطوير ثمانية دورات متخصصة لهيئة كهرباء ومياه دبي لتدريب موظفيها التقنيين وفق أحدث أساليب التكنولوجيا الحديثة، ضمن برنامج الهيئة لاستكمال متطلبات الماجستير في أنظمة وتقنيات طاقة المستقبل. ويركز المنهج على النمذجة والمحاكاة ذات الصلة بالأنظمة الحديثة للطاقة والمياه، والبنية التحتية بشكل عام ، والتي سيستفيد منها موظفو الهيئة خلال عملهم اليومي .
وسيساعد البرنامج التعليمي المشاركين على استنباط كيفية عمل الأنظمة المعقدة ، ورفع مستوى المهارة في تطبيق أساليب المحاكاة ، وخوارزميات التعلم الآلي ، التحسين ، النمذجة الإحصائية ، تحليل الحساسية ، تقدير عدم الدقة ، وما إلى ذلك. وقد تم اختيار تطبيقات محددة بسبب ملائمتها لمتطلبات الهيئة ، حيث سيكون المشاركون قادرين على تطبيقها في قطاعات أخرى. ونفتخر باختيارنا لتقديم هذا البرنامج التعليمي المبتكر ، ونتطلع إلى تطوير شراكة طويلة الأمد مع هيئة كهرباء ومياه دبي".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}