تتصاعد المخاوف من وقوع صدمة نفطية تضر بالاقتصاد العالمي الهش بالفعل عن طريق زيادة حادة في أسعار الخام، ويأتي ذلك بعدما تزايدت المخاطر التي تهدد أحد أهم شرايين حياة سوق النفط وهو مضيق هرمز، بحسب تقرير لـ"التلغراف".
وفي نفس الوقت، يقيم محللو النفط الآن المخاطر التي تحيط بمعبر مائي حيوي آخر وهو مضيق باب المندب، والذي شهد هجمات واضطرابات ملاحية العام الماضي، وربما يكون هدفًا لإيران ومقاتليها بالوكالة في اليمن.
كم سترتفع الأسعار؟
- قال مصدر مقرب من السلطات الأمنية في واشنطن: نشعر بقلق عميق إزاء احتمال حدوث تصاعد سريع للهجمات في المنطقة مع استخدام الصورايخ، وقد تكون هناك هجمات من ميناء الحديدة اليمني قرب باب المندب، ومحاولات لضرب ناقلات النفط في مضيق هرمز.
- في حين أن كميات النفط التي تعبر من خلاله أقل من مضيق هرمز (نحو 30% من النفط الخام المنقول بحرًا في العالم)، لا يزال مضيق باب المندب طريق شحن حساسا وله أهمية عالية على المستوى العسكري والتجاري وبالنسبة للمساعدات التي تذهب إلى اليمن.
- يعتقد مصرف "يو بي إس" السويسري أن تصاعد التوترات العسكرية في المنطقة قد يدفع الأسعار إلى أكثر من 90 دولارًا للبرميل من نحو 65 دولارًا في الوقت الراهن، وقال إن الأسعار قد ترتفع أكثر إذا سوت أمريكا والصين خلافاتهما التجارية وتحسنت آفاق النمو العالمية.
- قبل اجتماع "أوبك" في ديسمبر الماضي، حذر خبراء الأمن والإنتاج في صناعة النفط من وجود مخاطر تهدد كلا الممرين بسبب التصعيد الخطير في التوتر بين واشنطن وطهران، وأكدوا أن هذه المخاطر قد تخلق صدمة عالمية في الإمدادات تم التقليل منها بشكل كبير.
- قال محلل النفط لدى "يو بي إس"، "جيوفاني ستونوفو": نعتقد أنه بسبب تخفيضات إنتاج النفط الحالية، فإن السوق سيشهد عجزًا في الإمدادات خلال النصف الثاني من هذا العام، بالإضافة إلى خطر تسبب دولة ما في تعطيل حركة الشحن والتسليم.
أمريكا أكثر من تسبب في رفع الأسعار
- يتوقع المصرف السويسري ارتفاع الأسعار إلى ما لا يقل عن 70 دولارًا للبرميل خلال الأشهر الستة المقبلة، مع تحذيرات باضطراب محدود في الإمدادات بفعل تشديد العقوبات الأمريكية على إيران، بهدف حثها على التخلي عن برنامجها النووي.
- بعد إنهاء العمل بالإعفاءات التي منحتها واشنطن لكبار مستوردي النفط الإيراني، أسقطت طهران طائرة استطلاع أمريكية دون طيار فوق مضيق هرمز، ما فتح الباب أمام احتمال اندلاع صراع عنيف بين البلدين، وقالت واشنطن إنها تراجعت عن ضربات عسكرية في اللحظات الأخيرة.
- فيما قالت "هليما كروفت" رئيسة أبحاث السلع لدى "كابيتال ماركتس" إنها تتوقع استمرار اضطراب إمدادات الطاقة بسبب الأفعال الإيرانية في المنطقة طوال فصل الصيف، ما سيدفع إلى مزيد من الارتفاع في أسعار النفط، ويضطر "ترامب" في النهاية للتدخل.
- يرى الخبراء أن أي اضطراب في إمدادات النفط (بغض النظر عن وجهتها) سيؤثر على الأسعار العالمية وكل من يحتاج لهذه السلعة، بما في ذلك الولايات المتحدة نفسها، وتقول "هليما": التركيز على التوترات التجارية، جعل الجميع يغفلون الصدمة الحادة المحتملة نتيجة الأحداث في منطقة الشرق الأوسط.
- تواجه إيران أسوأ أزمة اقتصادية منذ 40 عامًا ويشعر الإيرانيون بأنهم مقيدون نتيجة الموقف الأمريكي، ورغم أن "ترامب" انتقد "أوبك" مرارًا بسبب ارتفاع الأسعار، لكن التحليلات تظهر أن العقوبات الأمريكية كان لها أثر أكبر على إمدادات النفط العالمية من تخفيضات المنتجين.
- ينص اتفاق "أوبك" على خفض الإنتاج بمقدار 1.2 مليون برميل يوميًا، في حين تشير بيانات "رفينيتيف إيكون" إلى أن صادرات إيران بلغت 300 ألف برميل يوميًا خلال أوائل يونيو، مقارنة بـ2.5 مليون برميل قبل انسحاب "ترامب" من الاتفاق النووي العام الماضي.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}