نبض أرقام
11:58 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/21

انكماش صناعة السيارات.. هل يكون سببًا في ركود الاقتصاد العالمي؟

2019/09/16 أرقام

تشهد الصناعات التحويلية حول العالم حاليًا، أشد حالات الانكماش انتشارًا على النطاق الجغرافي منذ عدة سنوات، بسبب الأعباء التي ألقتها الحرب التجارية بين واشنطن وبكين على كاهل القطاع، بحسب تقرير لـ"فاينانشيال تايمز".

 

 

إن انكماش قطاع التصنيع هو العامل الرئيسي الذي يضعف نمو الاقتصاد العالمي ويغذي المخاوف من توقفه تمامًا، ويزيد من الضغوط على الحكومات والبنوك المركزية لإطلاق المزيد من إجراءات التحفيز الجديدة.

 

قطاع السيارات يقود الانكماش

 

- تتركز مواطن الضعف بشكل رئيسي في صناعة السيارات، حيث اقترب نشاط منتجي المركبات على مستوى العالم من أضعف مستوى له على الإطلاق، خلال شهر أغسطس، وفقًا لمسح نُشرت نتائجه في التاسع من سبتمبر.

 

- سجل مؤشر "آي إتش إس ماركيت" لمديري مشتريات قطاع السيارات العالمي، أكبر انخفاض في النشاط بين جميع القطاعات (كما هو موضح بالرسم التالي)، ليبلغ أدنى قراءة منذ بدء جمع البيانات في عام 2009.

 

 

- كانت مؤشرات "آي إتش إس ماركيت" الخاصة بالسلع الصناعية، والآلات والمعدات، والمعادن، دون مستوى 50 نقطة أيضًا، ما يعني أن التنفيذيين الذين أفادوا بأن أنشطتهم تنكمش أكثر من أولئك الذين قالوا إنها آخذة في التوسع.

 

- كنتيجة لذلك، ظل مؤشر "آي إتش إس ماركيت" الإجمالي لقطاع التصنيع العالمي دون مستوى 50 نقطة للشهر الرابع على التوالي، وهي أطول سلسلة من الانكماش خلال سبع سنوات.

 

العقبة الرئيسية

 

- السبب الرئيسي وراء هذا الانكماش هو الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وأثرها الهبوطي على صادرات العديد من الدول، ووفقًا لمكتب تحليل السياسات الاقتصادية في هولندا، تقلص حجم صادرات السلع العالمية بنسبة 1.4% خلال يونيو الماضي على أساس سنوي.

 

- يقول كبير الاقتصاديين لدى "أكسفورد إيكونوميكس"، "آدم سلاتر"، إن تباطؤ التجارة العالمية له علاقة كبيرة بانكماش قطاع التصنيع، حيث إن تقلص حجم التجارة في غير فترات الركود أمر غير معهود وربما يزداد سوءًا خلال الفترة المقبلة.

 

- نتيجة للتوترات التجارية، ارتفع مستوى عدم اليقين بشأن السياسة العالمية إلى مستوى غير مسبوق، ويقول محللو "جيه بي مورجان": لا يزال عدم اليقين الجيوسياسي يؤثر على الاستثمار الرأسمالي للشركات ويمثل العقبة الرئيسية أمام الصناعة العالمية.

 

 

- رغم أن بيانات المسوحات قد تكون في بعض الأحيانًا أكثر تقلبًا من البيانات الاقتصادية، ينعكس الاتجاه الهبوطي للمعنويات في بيانات الإنتاج، ففي شهر يونيو الماضي، فاق عدد البلدان التي سجلت انكماشًا في الإنتاج الصناعي عدد البلدان التي شهدت توسعًا، للمرة الأولى منذ خمس سنوات.

 

- تقلص الإنتاج الصناعي في بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بنسبة 1.3% خلال يونيو على أساس شهري، وهي أسوأ قراءة منذ بداية عام 2013، ومن المرجح أن يستمر الاتجاه الهبوطي، حيث تظهر بيانات مسح المعنويات أن البلدان التي شهدت انكماشًا في مجال التصنيع تزايدت خلال شهري يوليو وأغسطس.

 

انتقال عدوى الانكماش

 

- تقول كبيرة محللي الاقتصاد العالمي لدى "كابيتال إيكونوميكس"، "جينيفر مكيون": كانت الآلات والمعادن والسيارات سببًا في أكثر من نصف وتيرة التباطؤ التي شهدها قطاع التصنيع العالمي، منذ بلغ ذروته في نهاية عام 2017، وهو أمر مرتبط بضعف الاستثمار العالمي.

 

- بدأ الانكماش في أوروبا، وبشكل أكثر تحديدًا في ألمانيا، حيث تأثرت صناعة السيارات في القارة العجوز باختبارات الانبعاثات الجديدة التي أقرها الاتحاد الأوروبي، والمخاوف من فرض واشنطن تعريفة على المركبات الأوروبية.

 

 

- هناك دلائل تشير إلى أن الانكماش آخذ في الانتشار، حيث انخفض الإنتاج الصناعي الأمريكي في يوليو على أساس سنوي، في حين تراجع مؤشر المعنويات الرئيسي إلى نطاق الانكماش خلال أغسطس.

 

- البرازيل والفلبين وفيتنام، من بين الاقتصادات القليلة التي ما زالت تتحدى الانكماش، ويرجع ذلك جزئيًا إلى استفادة صناعاتها التحويلية الموجهة نحو التصدير من تصاعد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين.

 

- كي ينهض قطاع التصنيع من عثرته، يحتاج الاقتصاد العالمي إما إلى تخفيف التوترات التجارية أو تحفيز مالي من قبل البنوك المركزية الرئيسية، لكن "جينيفر" تقول إنه من غير المتوقع حدوث أي منهما على المدى القصير وترى أن الانكماش سيستمر.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.