«صحة أبوظبي»: نظام متكامل لإدارة الأمراض غير السارية

تفاعلت شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» مع ملف «الاتحاد» الذي نشرته في عددها الصادر أمس حول الاستثمار في إدارة الأمراض المزمنة والتي تشكل أحد أبرز أسباب الإصابة بالعجز والوفيات على مستوى العالم، وتنجم عنها تكاليف اقتصادية هائلة تستنزف جزءاً كبيراً من موارد الرعاية الصحية.

وذكرت أن الخدمات العلاجية الخارجية التي تعتبر إحدى منشآت شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» تعمل حالياً على تقديم برنامج متكامل لإدارة ومتابعة الأمراض المزمنة والذي بدوره يقلل تكاليف القطاع الصحي، وذلك عبر وضع نظام متكامل من مؤشرات الأداء التي تتم متابعتها بشكل مستمر، ولا تشمل فقط نسبة إجراء الفحوص الدورية بل أيضاً نسبة تحكم المرضى في الأمراض المزمنة لديهم، ونسبة تحويلهم لإجراء الفحوص الإضافية، ويمكّن النظام الأطباء من الاطلاع على المؤشرات الخاصة بهم لتحديد الفجوات ووضع خطط العمل لحلها.

وقال الدكتور عمر نصيب الجابري المدير التنفيذي الطبي في الخدمات العلاجية الخارجية: إن برنامج الأمراض المزمنة يأتي تحت مظلة «بيتنا الطبي» الذي أطلقته الخدمات العلاجية الخارجية والذي أحدث تغييراً جوهرياً في طريقة حصول العديد من المرضى على الرعاية الطبية في الخدمات العلاجية الخارجية، حيث أصبح الطبيب الذي يختاره المريض هو المسؤول عن تتبع وتوفير احتياجات الرعاية الصحية للمريض، وطلب الاستشارات من غيره من المتخصصين عند الضرورة وتنسيق الرعاية، ويشمل ذلك الرعاية والعلاج في جميع مراحل الحياة.

وبيـّن أنه على المدى الطويل يؤدي تطبيق النظام إلى تقليل الحاجة لرؤية الطبيب، وبالتالي يقلل تكاليف القطاع الصحي كما يؤدي إلى التقليل من استخدام الطوارئ وانخفاض معدلات الوفيات بسبب أمراض القلب والسرطان والسكتة الدماغية وانخفاض وفيات الرضع، وذلك نظراً للمتابعة المستمرة والكشف المبكر عن الأمراض، حيث يقوم طبيب الأسرة بتحويل المريض إلى الاختصاصي في حال استدعى الأمر ذلك.

وأوضح الدكتور عمر: يظهر المرضى تحسناً ملحوظاً في انخفاض معدلات الوفيات والاعتلالات عندما يقوم طبيبهم بتنسيق الرعاية الطبية لهم بشكل دوري، كما أنه ومن خلال العلاقة المباشرة مع المريض فإن الطبيب يفهم التاريخ الطبي الشخصي والعائلي له وتحديد عوامل الخطورة التي تؤدي للأمراض. ونحن في الخدمات العلاجية الخارجية نؤمن إيماناً راسخاً بفعالية طب الأسرة ونفخر بتقديم مبادرة «بيتنا الطبي»، حيث إننا نهدف إلى توفير الطبيب المتابع الذي بدوره سيقدم الرعاية الصحية من الدرجة الأولى بمساعدة البيانات والتكنولوجيات اللازمة، وهده العناية النوعية سوف توفر الكثير من الأمان للأسر من خلال مجموعة من الخيارات الطبية المميزة التي نوفرها.

وأضاف أن برنامج إدارة الأمراض المزمنة لا يركز على التحكم بالمرض فقط بل أيضاً يولي اهتماماً كبيراً للجانب الوقائي، حيث يقوم الفريق بالتأكد من إجراء المريض للفحوص الوقائية الدورية الخاصة بالمرض الذي يعاني منه، مثل فحص شبكية العين واعتلال الأعصاب الطرفية لمرضى السكري وفحص الدهون لمرضى ارتفاع ضغط الدم بالإضافة إلى الفحوص الوقائية العامة التي تشمل فحوص برنامج الوقاية والكشف المبكر عن السرطان.

فريق متعدد التخصصات

ويتكون برنامج الأمراض المزمنة من فريق متعدد التخصصات بالإضافة إلى الإجراءات والموارد الداعمة للفريق، ويتكون الفريق من أطباء وممرضين وصيادلة وفني مختبر واختصاصي تغذية ومثقِّفين صحيين، حيث تشمل مسؤوليات الفريق تقييم حالة المريض ووضع خطة شاملة لتشخيصه وعلاجه ومتابعته بشكل دائم ومستمر، وتحويله إلى التخصصات المطلوبة مثل عيادة العيون والأعصاب والتغذية والعناية بالقدم والكلى والقلب سواء داخل مراكز الخدمات العلاجية الخارجية أو في بقية منشآت شركة «صحة».

وكانت «الاتحاد» قد سلطت الضوء في الملف الذي نشر بعنوان «الاستثمار في إدارة الأمراض المزمنة.. ضرورة اقتصادية» على أهمية الاستثمار في الأمراض غير السارية وإدارتها والوقاية منها لما له من أثر كبير في تحسين الصحة العامة والاقتصاد وخفض الأعباء المالية المترتبة على الدولة، فضلاً عن خفض معدلات الوفيات المبكرة الناجمة عن تلك الأمراض بمقدار 25% بحلول عام 2025.