تتباطأ طفرة النفط الصخري في الولايات المتحدة تزامنًا مع هدوء ثورة الابتكارات التي قادتها، لكنها تأتي أيضًا في توقيت يقال فيه إن الاهتمام بالإمدادات الأمريكية يتعاظم، خاصة بعد التعطل الجزئي للإنتاج السعودي عقب الهجوم الإرهابي على منشآت "أرامكو".
وارتفع إنتاج النفط في الولايات المتحدة بنسبة تقل عن 1% خلال النصف الأول من العام الجاري، وفقًا لبيانات وزارة الطاقة الأمريكية، وهو معدل منخفض مقارنة بما سُجل خلال نفس الفترة من العام الماضي عند 7%.
عوامل جوهرية تقود التباطؤ
- على عكس ما كان عليه الحال قبل عدة سنوات، عندما انخفض الإنتاج الصخري بفعل انهيار الأسعار العالمية، فإن التباطؤ هذا العام يأتي مدفوعًا جزئيًا بالقضايا التشغيلية الأساسية، بما في ذلك تراجع إنتاج الآبار بعد حفر الكثير منها على مسافات متقاربة للغاية.
- هناك تحديات أخرى متمثلة في الخوف من أن موجة الابتكارات التقنية والهندسية التي مكنت شركات النفط الصخري من تحرير كميات قياسية من الخام والغاز من باطن الأرض، بدأت تنحسر دون تقديم جديد.
- الأكثر من ذلك، أنه بنهاية شهر سبتمبر، تراجع عدد منصات النفط النشطة في الولايات المتحدة بمقدار 29 منصة، وهو الانخفاض الشهري العاشر على التوالي، في ظل تركيز المنتجين على خطط خفض الإنفاق على العمليات الجديدة.
- خلال الأسبوع المنتهي في السابع والعشرين من سبتمبر، انخفض عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة بمقدار 6 منصات، إلى 713 منصة، وهو أدنى مستوى منذ مايو 2017، ويقارن بـ863 منصة خلال نفس الفترة من العام الماضي.
حقيقة النمو هذا العام
- من جانبها، قالت وزارة الطاقة الأمريكية في وقت سابق هذا الشهر، إن إنتاج البلاد من النفط يسير على الطريق الصحيح ليبلغ متوسط 12.2 مليون برميل يوميًا هذا العام، ارتفاعًا من 11 مليون برميل يوميًا في 2018.
- لكن نظرًا لنمو الإنتاج بسرعة كبيرة في العام الماضي (من متوسط 10 ملايين برميل يوميًا في يناير إلى 12 مليون برميل في ديسمبر) وهذا يعني أن النمو الحقيقي في 2019 سيكون محدودا.
- في الحقيقة، وكما تعكس بيانات منصات التنقيب عن النفط، تباطأ النشاط مؤخرًا وانخفض عدد العمالة في بعض أكثر مناطق النفط حيوية في الولايات المتحدة، وفقًا لتقرير صادر عن الاحتياطي الفيدرالي في دالاس خلال سبتمبر.
- في الوقت نفسه يرى المحللون أن الانخفاض النسبي لأسعار النفط والضغوط المالية المستمرة في صناعة النفط الصخري الأمريكية، يشكلان رياحًا معاكسة للشركات المنتجة، وتزيد احتمالات تباطؤ الإنتاج بأكثر من المتوقع.
- خلال الأشهر الماضية، كانت عمليات الصيانة في الحقول البحرية سببًا رئيسيًا في تراجع الإمدادات في بعض الأوقات، لكن كان من الملاحظ أيضًا تراجع إمدادات بعض الحقول الرئيسية في أوكلاهوما وألاسكا.
آفاق سيئة للمنتجين
- قالت شركة الخدمات المالية الأمريكية "كوين آند كو" قبل أيام، إن شركات التنقيب والإنتاج التي تتعقب أداءها، تتوقع انخفاضا نسبته 5% في النفقات الرأسمالية لأعمال الحفر والتطوير على أساس سنوي هذا العام.
- أشارت "كوين" إلى توقع المنتجين المستقلين انخفاضًا نسبته 11% في الإنفاق، في حين تخطط الشركات الكبرى لزيادة إنفاقها بنحو 16%، وإجمالًا، فمن المتوقع بلوغ إنفاق القطاع 80.5 مليار دولار خلال العام الجاري مقارنة بـ84.6 مليار دولار في 2018.
- من ناحية أخرى، يتوقع محللو المصرفين الاستثماريين "سيمونز آند كو" و"بايبر جافري"، انخفاض متوسط عدد منصات النفط والغاز معًا من أعلى مستوياتها في أربع سنوات والمسجل العام الماضي عند 1032 منصة إلى 951 منصة هذا العام ثم إلى 906 منصات في 2020.
- كما يرى المحللون أن بقاء الأسعار قرب 60 دولارًا للبرميل، يساعد على تباطؤ نمو الإنتاج الأمريكي حيث يشجع منتجي النفط الصخري على الحد من التوسعات لتأمين ربحية معقولة، ويُعتقد أنه سيصبح من الصعب حفر وتأهيل آبار جديدة سريعًا.
- تقول "إتش إس ماركيت" للأبحاث، إن ارتفاع أسعار النفط نتيجة الهجمات الإرهابية التي وقعت في خريص وبقيق سيكون له تأثير محدود على إنتاج النفط الصخري، لأن المستثمرين يطالبون بالانضباط المالي، لمجابهة الضغوط التي يتعرض لها القطاع.
المصدر: وول ستريت، رويترز، أويل برايس
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}