ساعدت التطورات التقنية في مجال التكسير الهيدروليكي على إنعاش قطاع الطاقة في الولايات المتحدة، ومكنت الشركات من استغلال احتياطيات النفط والغاز غير التقليدية، والتي كان يعتبر إنتاجها غير اقتصادي في السابق.
ساهمت ثورة النفط الصخري في الولايات المتحدة في تغيير المشهد الدولي للطاقة، وكانت أحد أسباب التقارب بين روسيا و"أوبك" لضبط السوق، لكن أحد نتائجها الأخرى، كان إغراق السوق بالغاز الطبيعي الرخيص، الأمر الذي عزز جهود استبدال الفحم به في أعمال توليد الطاقة.
أيضًا تقنيات الطاقة المتجددة تتطور بوتيرة سريعة، ورغم أن محطات طاقة الرياح والشمس موجودة منذ فترة طويلة، إلا أن تشييد المحطات الجديدة أخذ في التسارع بشكل كبير خلال العقد الماضي مع هبوط الأسعار حول العالم.
وفي حين يشكل الغاز المصدر الرئيسي لإنتاج الكهرباء في أماكن كثيرة حول العالم بما في ذلك الولايات المتحدة، فإن التحسينات التقنية على وشك جعل الوقود الأحفوري غير اقتصادي مقارنة بالطاقة المتجددة.
كيف ستتأثر صناعة الغاز؟
- كما كان للتطورات التقنية وانخفاض التكاليف تأثير في انتعاش سوق الغاز على حساب الفحم، فإن نفس العوامل تساعد الآن على استبدال الغاز الطبيعي من خلال المصادر المتجددة التي تتجه إلى أن تصبح المصدر الرئيسي لتوليد الطاقة في الولايات المتحدة وغيرها.
- وفقًا لتقرير صادر عن معهد "روكي ماونتين" لأبحاث الطاقة، فإن الاستثمارات في محطات الطاقة التي تعمل بالغاز الطبيعي في الولايات المتحدة، ستنخفض بشكل حاد بحلول عام 2035، لأن توليد الطاقة عبر الوسائل البديلة سيصبح أكثر شيوعًا.
- تبلغ قيمة خطط الاستثمار في الغاز الطبيعي خلال الخمسة عشر عامًا القادمة 90 مليار دولار، ووفقًا لـ"روكي ماونتين" يمكن للمستهلك الأمريكي توفير 29 مليار دولار إذا حلت مصادر الطاقة المتجددة والتقنيات البديلة مثل التخزين محل المحطات المخطط إنشاؤها.
- يقول المعهد إن 95% من خطوط أنابيب الغاز المستخدمة في الولايات المتحدة ستتأثر بهذه التغيرات بحلول عام 2035، حيث سيتراجع الطلب على الوقود الأحفوري في توليد الطاقة بنسبة تتراوح بين 20% و65%.
المنتجون في وضع دفاعي
- في ظل هذه التوقعات المخيفة لصناعة الوقود الأحفوري، أطلقت مجموعة تدعمها جهات مانحة غير معلنة الهوية حملة نهاية سبتمبر الماضي، للترويج لفوائد الغاز الطبيعي الرخيص والوفير في مواجهة ما وصفته بالمقترحات الجوهرية التي تهدف للتخلص منه.
- قال "تيري هولت"، المتحدث باسم مجموعة "تحالف التمكين" المعروفة اختصارًا بـ"تي"، إنهم سيمولون إعلانات وأبحاث تدعو إلى استخدام الغاز الطبيعي الأنظف من الفحم، خلال الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر 2020.
- أكدت المجموعة غير الهادفة للربح، أنها لا تنوي الكشف عن الجهات المانحة، بسبب المخاوف من تعرضها للمضايقات من قبل النشطاء البيئيين، كما رفضت الإفصاح عن أي معلومات بخصوص ميزانيتها.
- تدعو "الصفقة الخضراء الجديدة" (وهي مقترح لعضوين ديمقراطيين في الكونجرس الأمريكي) إلى تطبيق حكومة الولايات المتحدة خطة مدتها 10 سنوات للابتعاد عن الوقود الأحفوري المسبب للانبعاثات الكربونية الملوثة للبيئة عن طريق الاستثمار في الطاقة النظيفة.
بديل آخر
- في المملكة المتحدة، قال تقرير صادر عن معهد الهندسة والتقنية "آي إي تي"، إن الهيدروجين يمكن أن يحل محل الغاز الطبيعي في شبكة الطاقة في جميع أنحاء البلاد، مؤكدًا على أمان هذه الخطوة.
- تشير البيانات إلى أن 85% من المنازل في المملكة المتحدة تستخدم الغاز الطبيعي للتدفئة والطبخ، فيما يشكل هذا الوقود الأحفوري مصدر الطاقة لـ50% من استخدامات المنشآت الصناعية في البلاد، إلى جانب 40% من إنتاج الكهرباء.
- أهم ما يميز الهيدروجين أنه لا يولد انبعاثات كربونية عند حرقه، وبالتالي سيكون البديل الأفضل للغاز، ومع ذلك، طالب التقرير بإجراء دراسات معمقة قبل التطبيق واسع النطاق لفهم الأثر البيئي الشامل الذي قد ينتج عن هذا التحول.
المصادر: أويل برايس، رويترز، إنرجي فويس
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}