نبض أرقام
12:53 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/24
2024/11/23

كيف تراجع العقل البشري بعيداً عن إدارة سوق الأسهم لصالح الحاسوب والخوارزميات؟

2019/10/10 أرقام

قال الملياردير الأمريكي "راي داليو" إن العقل البشري كان المهيمن على إدارة الاستثمارات في أسواق الأسهم بشكل مباشر قبل خمسين عاماً، ولم يكن الجميع مطلعا على تحركات الأسعار مشيرا إلى أنه عمل في صالة تداول ببورصة نيويورك أوائل السبعينيات من القرن الماضي قبل تأسيس صندوق التحوط "بريدجووتر أسوشيتس".

 

لكن كانت التكنولوجيا كذلك هي الأساس في التداولات بـ"وول ستريت"، فكانت البنوك الاستثمارية والمحللين يمسكون بحاسبات لدراسة الأرقام والبيانات الخاصة بكل شركة، بل وكان الشخص يشاهد تداولات على التلفاز وشريط يسير أمام المشاهدين للتعريف بتحركات كل سهم.

 

 

الأتمتة

 

- منذ السبعينيات، تضاءل دور البشر في التداولات، وحل محلهم الحاسوب والخوارزميات والمدراء المجهولون كالمؤسسات التي تعرض صناديق مؤشرات تظهر تحركات سلة من الأسهم.

 

- تغير الأتمتة المالية قواعد اللعبة في أسواق الأسهم بشكل كبير على نحو إيجابي، لكن في نفس الوقت، تثير تساؤلات عن تأثيرها على حركة السوق والاقتصاد بوجه عام وعلى الاستقرار المالي وحوكمة الشركات.

 

- تسابقت الشركات والمستثمرين منذ عقود لاستخدام تقنيات مختلفة في سوق الأسهم، وكان من بينها في الماضي إطلاق منشورات إخبارية عن حركة السفن قبل وصولها إلى أوروبا وأمريكا وأيضاً كما اعتمد آخرون على الحمام الزاجل في إرسال أخبار عن حروب وتأثيرها على التجارة العالمية.

 

- أما اليوم، فقد تقدمت التكنولوجيا بشكل كبير ويسّرت الآلات والحواسب كثيراً وحلت محل وظائف بشرية في متابعة سوق الأسهم في السبعينيات مما أتاح للجميع جمع معلومات وتحليلها إلكترونياً.

 

- لعبت الخوارزميات دورا فاعلاً في تداولات صناديق المؤشرات المتداولة وصناديق التحوط خلال الثمانينيات والتسعينيات، والبعض منها كان يتتبع مؤشرات بينما كان يتتبع البعض الآخر القرارات الاستثمارية التي تتخذها الأتمتة، وصممت الصناديق خوارزميات خاصة بها.

 

- لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن كل صندوق أو جهة استثمارية كانت تحدد استراتيجيات للخوارزميات من أجل اتخاذ قرارات أثناء التداول حتى بدا عصر الذكاء الاصطناعي وتعليم الآلات التي تتيح لكل حاسوب اختيار الأسهم التي يفضل شراؤها أو بيعها.

 

- أثار ذلك مخاوف تفوق الآلة على البشر في مهامهم المالية وتحليل المعلومات وتحديد استراتيجيات التداول والاستثمار.

 

- نتيجة لذلك، أصبحت سوق الأسهم أعلى كفاءة وانخفضت تكاليف التداول بعد التخلي عن وظائف بشرية وأصبح الأمر أكثر تنظيماً بالنسبة للشركات والمستثمرين الأفراد والصناديق.

 

 

سلبيات محتملة

 

- رغم كل مزايا الأتمتة، إلا أن الأمر لا يخلو من الأخطاء والسلبيات، كما أنه ليس بهذه البساطة التي يتخيلها البعض في اتخاذ قرارات أو أمر بيع أو شراء.

 

- يمكن اتخاذ العديد من الخوارزميات التابعة لشركات أو مؤسسات أو أفراد أوامر مبرمجة وقرارات متشابهة مع بعضها، وينتج عن ذلك ما يشبه التكرار في التداولات على أسهم بعينها.

 

- هناك مخاطر وتحديات في الخوارزميات والحواسب تكمن في فشل الأنظمة التقنية أو أعطال باتصال الشبكات أو أخطاء في أوامر التداول والتنفيذ.

 

- كلما كانت الخوارزميات أكثر تعقيداً، كلما زادت احتمالات وقوع الأخطاء الكارثية الأمر الذي يعني مخاطر كبيرة على الأسواق المالية.

 

- يخشى البعض من تأثير الخوارزميات سلبياً على أسواق المال وتطرُق ذلك إلى الاقتصادات لا سيما أن أسواق الأسهم تعد مواطن مركزية للاقتصادات الحديثة.

 

- ترتبط سوق الأسهم بشكل وثيق مع حالة الاقتصاد والسيولة التي يحتاجها المستثمرون كما تعكس أي مشكلات أو مخاوف لدى المستثمرين تجاه الاقتصاد والاستقرار المالي وحوكمة الشركات.

 

- كلما كانت الأسواق أكثر دقة وكفاءة، كلما تلقت الشركات والمستثمرون خدمات أفضل، لكن بوجه عام، يحتاج البعض للتغيير وتبني استراتيجيات لتفادي التقليد من الآخرين مع إمكانية الاستعانة والتطوير للخوارزميات باستمرار.

 

المصادر: إيكونوميست، إنفستوبيديا

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.