نبض أرقام
08:07 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

لماذا تحذر إدارة معلومات الطاقة الأمريكية من اتخاذ القرارات الاستثمارية بناء على توقعاتها؟

2019/10/24 أرقام

عقب صدور تقرير إدارة معلومات الطاقة عن آفاق قطاع الطاقة الدولي للعام الجاري، تصدرت الصحف والمواقع الإخبارية مجموعة من العناوين المثيرة للغاية، على غرار "تضاعف استهلاك الطاقة العالمي بحلول عام 2050"، و"تواصل ارتفاع الانبعاثات الكربونية"، و"الطاقة المتجددة ستمد العالم بنصف طاقته".

 

 

ووفقًا للتقرير الصادر في سبتمبر، قالت وسائل الإعلام إن استهلاك الطاقة في الدول الصناعية العضوة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية سيزداد بنسبة 15%، فيما سينمو بنسبة 70% في البلدان غير العضوة، بحلول عام 2050.

 

كما تناولت وكالات الأنباء، معلومات على غرار، نمو استهلاك الطاقة المتجددة بنسبة 166%، والغاز الطبيعي بنسبة 44%، والطاقة النووية بنسبة 36%، والنفط بنسبة 22%، والفحم بنسبة 12%.

 

ورغم ورود هذه التقديرات في التقرير، فإن إدارة معلومات الطاقة نفسها تعتقد أن أيًا من هذه السيناريوهات قد لا يحدث، ويقول كبير مسؤولي النمذجة في الإدارة "ديفيد دانيلز": بكل التأكيد لا نتوقع هذه الأمور، إنها خاطئة، إنها متحيزة، ونعلم تحديدًا أين هو التحيز.

 

توقعات قائمة على افتراضات

 

- وفقًا لـ"دانيلز"، فإن توقعات الإدارة تعتمد على افتراضين (لن يتحققا في الواقع)، أولهما أنه لن تحدث ثورات تقنية أو ابتكارات مزعزعة من الآن وحتى عام 2050، وبالتالي لن تكون هناك تغيرات هيكلية كبيرة.

 

- بالتأكيد من الممكن أن تقود التقنيات الحديثة إلى مزيد من التطور في أدوات الإنتاج، والأسعار الرخيصة، فالتكنولوجيا آخذة في التحسن باستمرار، لكن من المستبعد وجود ابتكارات فائقة قادرة على إحداث تغير استثنائي (وفقًا لرؤية الإدارة).

 

 

- الافتراض الثاني، هو أن القوانين واللوائح الحالية كما أنها مكتوبة على الورق، فستظل كذلك، لا شيء سيتغير على الإطلاق، لا قوانين أو لوائح جديدة، ولا توقعات بوجود تغيرات جوهرية بشأن القواعد المنظمة.

 

- تميل إدارة معلومات الطاقة، للاعتقاد بدرجة كبيرة أن ذلك لن يحدث، وأن الكونغرس الأمريكي لن يتخذ أي إجراء من شأنه التأثير عن نظام الطاقة بشكل كبير حتى عام 2050.

 

التقديرات والقرارات الاستثمارية

 

- تفرق إدارة معلومات الطاقة بين التقديرات الخاصة بها والتنبؤات التي يمكن ألا تكون موضع تقدير كامل من قبل بعض قراء الصحف، وبحسب وصف "دانيلز" فإن تقديرات الإدارة تشكل خطًا أساسيًا لقياس التغيرات التي تحدث.

 

- يقول "دانيلز": لماذا نفعل ذلك؟ نحن لا نفعله لمحاولة وضع توقعات للمستقبل، نحن لا نحاول التنبؤ بما سيحدث، إنما نفعله لأننا نحاول رسم خط أساسي يمكن من خلاله قياس التغير وتأثيره.

 

 

- لا يمكن لجهة أو شخص ما قياس تأثير إجراء أو تغير ما لم يكن هناك خط أساس للقياس وفقًا له، لذلك تعمل إدارة معلومات الطاقة دائمًا على وضع هذا الخط، الذي توصفه أيضًا بـ"نقطة عدم التغير".

 

- يضيف "دانيلز": أنت بحاجة إلى تقديرات من أجل اتخاذ قرار استثماري، لكن من الخطأ أن تبحث عن ذلك في توقعات إدارة معلومات الطاقة، الرجاء عدم اتخاذ أي قرارات استثمارية بناءً على ذلك، سيكون من الخطأ أن تفعل ذلك.

 

ماذا جاء في توقعات الإدارة؟

 

- التوقعات الدولية لهذا العام الصادرة عن الإدارة والمعروفة باسم "آيو 2019"، تكونت من 5 رؤى ترسم ملامح ما سيبدو عليه العالم في عام 2050 إذا حافظ اقتصاد الطاقة العالمي على المسار الذي يمضي نحوه دون أي تغييرات تقنية أو اقتصادية أو سياسية مهمة.

 

 

الرؤى التي  حددها تقرير التوقعات الدولية لإدارة معلومات الطاقة

الترتيب

الرؤية

01


- اتجاه مراكز التصنيع نحو إفريقيا وجنوب آسيا، ما سيؤدي إلى نمو استهلاك الطاقة في هذه البلاد.

 

02


- ارتفاع استهلاك الغاز الطبيعي والمنتجات النفطية في آسيا بشكل أسرع من نمو العرض، مما يحتمل أن يغير أنماط التجارة واستثمارات البنية التحتية.

 

03


- تحول الاستهلاك النهائي بشكل متزايد نحو الكهرباء، بفضل انخفاض الأسعار، والسياسة المواتية في أنحاء كثيرة من العالم.

 

04


- تغير مزيج توليد الكهرباء أيضًا بسبب تراجع التكاليف ونمو الطلب وتحسن السياسات.

 

05


- نتيجة النقطة السابقة، ستصبح المصادر المتجددة مورد الطاقة الأكثر استخدامًا، لكن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن استهلاك الطاقة ستواصل الارتفاع.
 

 

- يقول "دانيلز"، إن الانبعاثات ستواصل الارتفاع لأن الظروف الحالية لا تنبئ ببلوغ ذروة الوقود الأحفوري، لكنها قد تتراجع بعد ذلك، وبطبيعة الحال، يمكن للسياسة الجيدة والتقدم التقني أن يغيرا هذه الرؤى.

 

المصادر: فوربس، رويترز

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.