نبض أرقام
00:17
توقيت مكة المكرمة

2024/07/27

"إعلان التاسع من نوفمبر".. سوء الفهم الإعلامي الذي غير تاريخ أوروبا والاقتصاد العالمي

2019/11/09 أرقام - خاص

بعد هزيمة النازيين في عام 1945، اتفق الحلفاء -بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي- على تقسيم ألمانيا إلى منطقتين إداريتين، حيث خضعت المنطقة "برلين الشرقية" إلى سيطرة السوفييت، في حين كانت "برلين الغربية" تحت إمرة الغرب.

 

 

في البداية كان من الممكن للألمان أن يعبروا بحرية بين المنطقتين، لكن مع توتر العلاقات بين الاتحاد السوفييتي والغرب وبدء الحرب الباردة، تم فرض قيود تدريجية، وأصبح هناك نقاط تفتيش وأسوار شائكة وحواجز مرورية في كل مكان.

 

مع تزايد أعداد الألمان الذين غادروا شرق البلاد متجهين إلى الغرب -3.5 مليون شخص بحلول عام 1961- رأى الاتحاد السوفييتي أنه لا بد من إجراء جذري لمعالجة الأمر، وفي الثالث عشر من أغسطس من نفس العام، بدأ العمل على بناء جدار يبلغ طوله 155 كيلومترًا بغرض تقسيم المدينة.

 

المدينة السجن
 

- كان الحاجز الخرساني بعد اكتماله مزودا بـ300 برج حماية، ووصل ارتفاعه إلى نحو أربعة أمتار، ولم يُسمح لأي شيء بتعطيل أعمال الإنشاء، حتى إنه قسم شارع "برناور شتراسه"، حيث كان رصيف المشاة تابعًا للجزء الغربي، والمنازل في القسم الشرقي.
 

- أمرت السلطات ببساطة بإغلاق واجهات المنازل والنوافذ بالحجارة، وهناك حالات موثقة لأشخاص قفزوا من نوافذ المنازل لتجنب احتجازهم داخل بيوتهم في الجانب الشرقي الخاضع لإدارة السوفييت.
 

- وفقًا للبيانات الرسمية الألمانية، فإن 140 شخصًا على الأقل لقوا مصرعهم أثناء محاولتهم عبور جدار برلين بين عامي 1961 و1989، بمن فيهم 101 ألماني شرقي قُتلوا أو توفوا عن الطريق الصدفة أو انتحروا أثناء سعيهم لعبور الحائط الحاجز.
 

- مع ذلك، هناك تقديرات تشير إلى أن 5 آلاف شخص تمكنوا من تجاوز الجدار خلسة، عبر الاختباء في السيارات أو التسلل من خلال مناطق التفتيش ومواقع حطام الدبابات والتحصينات الحربية القديمة، أو عبر القنوات المائية والأنفاق المشيدة خصيصًا للهرب.


 

ثورة الصدفة
 

- كان عام 1989 محوريًا بالنسبة لأوروبا ومن ورائها العالم بأسره، حيث شهدت بولندا والمجر في البداية -بعد عقود من الصراع- صعود حكومات ديمقراطية بدلًا من الأنظمة السوفييتية، وفي رومانيا، تمت الإطاحة بالديكتاتور الشيوعي "نيكولاي تشاوشيسكو" وإعدامه.
 

- على عكس ما حدث في عامي 1956 و1968 عندما أرسل الاتحاد السوفييتي قوات لدعم الحكومات التابعة له في المجر ثم تشيكوسلوفاكيا، لم يتدخل السوفييت تحت حكم "ميخائيل غورباتشوف" في موجة الثورات تلك، وآثروا سحب قواتهم من هذه الدول وغيرها.
 

- كان خريف هذا العام بمثابة موسم احتجاجي، والذي شكل ضغطًا على حكومة ألمانيا الشرقية لتخفيف قواعد السفر، وفي مساء التاسع من نوفمبر، خرج المتحدث الحكومي "غونتر شابوفسكي" في حديث غير متوقع ليعلن فجأة أمام حشد من الصحفيين المذهولين أنه سيتم فتح جدار برلين.
 

- في الحقيقة، كان من المفترض إعلان "شابوفسكي" لائحة جديدة للسفر من شأنها تخفيف القيود، لكن بسبب خطأ في التواصل وتوتر "شابوفسكي"، فهم الصحفيون ووسائل الإعلام أنه سيتم فتح البوابات بشكل فوري وغير مقيد، الأمر الذي دفع سكان برلين الشرقية للاحتشاد على الفور عند منافذ العبور.
 

- مع تزايد الحشود بشكل كبير اضطر الحرس للسماح لعشرات الآلاف بالعبور خلال ساعات، ومع ذلك لم تتراجع أعداد المحتشدين على مدار الأيام القليلة التالية، وبدأت محاولات لهدم الجدار حاولت الحكومة احتواءها في البداية لكنها لم تستطع السيطرة على الجمهور، حتى تم هدم الجدار في الثاني والعشرين من ديسمبر.


 

الرابح الأكبر: ألمانيا الموحدة
 

- أشاد تقرير حكومي هذا العام بإعادة توحيد البلاد باعتبارها قصة نجاح اقتصادي رائعة، حيث ارتفع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في ألمانيا الشرقية السابقة من 43% من نظيره في ألمانيا الغربية عام 1990، إلى 75% في عام 2018، وانخفض معدل البطالة من 18.7% عام 2005 إلى 6.4% في أكتوبر الماضي.
 

- في استطلاع رأي لصحيفة "دي تسايت"، قال 88% من الألمان الشرقيين إنهم شعروا بتحسن الخدمات والسلع المقدمة لهم بعد إعادة التوحيد، فيما أكد 54% أن مستوى معيشتهم العام تحسن، لكن نحو 70% اعتقدوا أن أمنهم الوظيفي وشعورهم بالحماية من الجريمة أصبحا أسوأ.
 

- علاوة على ذلك، فإن 16 فقط من أصل 500 شركة كبرى في البلاد من حيث الإيرادات تتخذ من شرق ألمانيا الموحدة مقرًا لها، ولا يوجد أي من هذه الشركات ما هو مدرج بمؤشر السوق الألماني الرئيسي "داكس".
 

- قد تبدو الأمور غير عادلة على نطاق جغرافي حتى الآن، لكن على مستوى البلد الموحد، تمتلك ألمانيا الآن رابع أكبر اقتصاد في العالم والذي يقترب حجمه من 4 تريليونات دولار، وتحقق فائضا سنويا في الحساب الجاري يناهز 280 مليار دولار.

 

المصادر: يورونيوز، الجارديان، موقع مدينة برلين، أسوشيتد برس، موقع البنك الدولي

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة