تسعى العديد من الدول حول العالم لزيادة الاستثمار في الطاقة المتجددة لمكافحة التغيرات المناخية وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، ومن أبرز المصادر الهامة مزارع الرياح البحرية التي يتم تثبيتها قبالة سواحل دول مختلفة.
وأفادت وكالة الطاقة الدولية - بناء على دراسة وتحليل لمئات الآلاف من الكيلومترات الممتدة على السواحل - أن توربينات الرياح البحرية يمكنها توفير الكهرباء اللازمة لاحتياجات كل منزل وشركة على وجه الأرض.
وتتوقع الوكالة الدولية استثمار تريليون دولار في صناعة توربينات الرياح البحرية بحلول عام 2040 عالمياً، وذلك بدعم من تراجع تكلفتها والحوافز الحكومية المشجعة على تثبيت المزيد من المزارع العائمة قبالة السواحل.
طفرة من نوع آخر
- قال مدير الوكالة "فاتح بيرول" إن توربينات الرياح البحرية ربما تشهد طفرة حقيقية لكونها مصدرا واعدا على غرار الخام الصخري الأمريكي والغاز الطبيعي والطاقة الشمسية، وتلقت دعماً من زيادة في إنتاج التورربينات نتيجة الانخفاض الحاد في التكاليف.
- في الوقت الحالي، لا توفر مزارع الرياح البحرية سوى 0.3% فقط من إجمالي الإنتاج العالمي للكهرباء، لكنها مصدر واعد يحتاج لدعم حكومي واستثماري من قطاعات الأعمال.
- بالطبع، سوف يسفر الدعم الحكومي المتزايد والاستثمارات الجديدة عن استكشاف تكنولوجيا جديدة من بينها المنصات العامة التي تتيح لتثبيت توربينات الرياح في مناطق بعيدة بالمياه العميقة قبالة سواحل البحار والمحيطات.
- تتوقع الوكالة توفير مزارع الرياح البحرية إمدادات من الكهرباء تزيد عن الاستهلاك العالمي الحالي مشيرة إلى أن إنتاج توربينات الرياح قبالة السواحل سوف يزيد على 120 ميجا واط - ما يعادل 11 ضعف الطلب العالمي على الكهرباء بحلول عام 2040.
- في الاتحاد الأوروبي على سبيل المثال، من المتوقع زيادة عد توربينات الرياح البحرية إلى أربعة أضعاف بحلول عام 2030، وبحلول عام 2040، سيتخطى إنتاجها الطلب على الكهرباء الأمر الذي ينتج عنه فائضاً يمكن استخدامه في إنتاج الهيدروجين، ومن ثم تقليل انبعاثات الكربون الناتجة عن وسائل النقل والمباني.
دول على الطريق
- من بين الدول الساعية للتوسع في إنتاج الكهرباء من توربينات الرياح البحرية الصين التي صاغت سياسات حكومية لزيادة إنتاجها من هذا المصدر إلى 110 جيجا واط بحلول عام 2040 من 4 جيجاواط عام 2019.
- في غضون عامين، يرى خبراء أن التكنولوجيا سوف تسهم بشكل كبير في تعزيز إنتاجية مزارع الرياح البحرية من الكهرباء لا سيما في ظل الجهود المبذولة لتقليل تكلفتها، وفي عام 2015، امتلكت المملكة المتحدة الريادة في قطاع مزارع الرياح البحرية بفضل انخفاض التكلفة.
- من المرجح أن تصبح التكلفة هي كلمة السر في التوسع في مشروعات تثبيت توربينات الرياح البحرية نظرا لكون التكلفة تتراجع باستمرار نتيجة سياسات حكومية وبعض التقدم التكنولوجي.
- لا تزال دول أوروبية مثل بريطانيا وهولندا وألمانيا وغيرها في صدارة العالم في هذا المجال ليصل إنتاج القارة العجوز من هذا المصدر إلى 20 جيجاواط حاليا مع توقعات ببلوغ 130 جيجا واط من الكهرباء عام 2040.
- بالنسبة للولايات المتحدة، هناك مزارع لتوربينات الرياح البحرية شمال شرقي البلاد متاخمة لمدن كبرى مكتظة بالسكان، وفي نفس الوقت، تستعد واشنطن لتثبيت منصات لتوربينات الرياح العائمة في المياه العميقة.
- يمكن تثبيت التورربينات العائمة في المياه العميقة حيث ستظل تعمل دون مشاكل أو قلق من العواصف والأعاصير، لكن التوربينات الأكبر حجما يفضل تثبيتها في المناطق الأكثر استقراراً في الرياح.
المصادر: سي إن إن، فوربس
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}