نبض أرقام
21:24
توقيت مكة المكرمة

2024/08/24

"ستيف جوبز" جديد .. هل تصبح "تسلا" النسخة التالية من "آبل"؟

2019/11/27 أرقام

خلال تحليله لأعمال "تسلا"، كثيرًا ما كان يقارن المحلل المستقل ومؤلف "الكتاب الصغير للأسواق الجانبية"، "فيتالي كاتسينيلسون"، بين "إيلون ماسك" و"ستيف جوبز"، وبين سيارة "موديل 3" وجوال "آيفون"، وعمومًا بين صانعة المركبات الكهربائية وبين "آبل".

 

 

لكن دومًا ما كان يتساءل أيضًا، هل يمكن لـ"تسلا" أن تصبح ناجحة مثل "آبل"؟ هل يمكن لمؤسس الأولى أن يصبح في عبقرية وحضور مؤسس الثانية؟ والمهم، هل يمكن لسيارة "موديل 3" إحداث نفس الصخب الذي أحدثه "آيفون"؟

 

لدى "تسلا" العديد من المزايا، فهي شركة غير مثقلة بأصول الماضي -تلك المرتبطة بصناعة سيارات الوقود الأحفوري- كما أنها تصب كل اهتمامها في جانب واحد، وهو إنجاح تجربة المركبة الكهربائية، لكن هذا يعني أيضًا أن عدم النجاح يساوي فشل الأعمال، إذ لا توجد خطة باء.

 

على أي حال، بفضل التكامل الرأسي الذي تحظى به الشركة، يمكن لـ"تسلا" أن تنجح وتحظى بميزة على الشركات المنافسة لها، والتي يتعين عليها الاعتماد على الموردين وبعض التحالفات التجارية الفوضوية.

 

القائد المحبوب

 

- رغم ميزانيتها الإعلانية الصفرية، فإن "تسلا" لديها جيش من المروجين، يتمثل في مؤسسها "إيلون ماسك" الذي يتابعه 27 مليون مغرد على "تويتر"، وهو ما كان كافيًا لتصبح صانعة السيارات الكهربائية واحدة من أشهر العلامات التجارية في العالم.

 

- يدير "تسلا" مؤسس لا يتراخى للحظة؛ على استعداد للعمل 100 ساعة أسبوعيًا والنوم في المصنع، وهو ما يفسر لم سبقت الشركة منافسيها في تطوير البطاريات والبرمجيات بسنوات، كما تمتلك تقنية القيادة الذاتية التي يصعب على صانعي محركات الاحتراق الداخلي تطويرها.

 

 

- الربط بين "تسلا" و"آبل" وصل إلى حد بعيد مع المحللين، الذين قالوا إن تقييم سهم الأولى في بداية هذا العام كان يشير إلى توقعات المساهمين بالاستحواذ على الشركة، وبطبيعة الحال ذهبوا إلى التكهن بأن أقرب المشترين المحتملين هو صانعة "آيفون".

 

- متابعو ومعجبو "ماسك" يشكلون القاعدة الجماهيرية لـ"تسلا" وعادة ما يعشقون مقارنتها مع "أمازون" و"آبل"، رغم أنها بالنسبة لقطاع كبير من الجماهير الأخرى والمحللين، مجرد صانعة سيارات تواصل تسجيل الخسائر فصل تلو الآخر.

 

- مع ذلك، فإن محللي "ماركت رياليست" لأبحاث السوق يرون أن الشركة تمزج بين خصائص صانعة السيارات وشركة التقنية إلى جانب قدراتها الرائعة في مجال البرمجيات، قائلين إن هناك تباينًا في كيفية تقييم الأسواق لشركات السيارات والتقنية.

 

محاكاة تجربة "آبل"

 

- أحدثت "آبل" ثورة في صناعة الحواسيب والجوال، رغم وجود هذه المنتجات من قبل طرح إصداراتها الخاصة، ومع أن منتجاتها أغلى مقارنة بأقرانها إلا أنها تحظى بولاء العملاء، وهي قصة أشبه بما حدث مع "تسلا" ومنتجاتها.

 

- السؤال المهم بشأن "تسلا" هو، هل إذا حدث شيء لـ"ماسك" أو تمت إقالته، ماذا سيكون مصير الشركة؟ هل ستحاكي تجربة "آبل" بعد إقالة "جوبز" في عام 1985 أم بعد وفاته في 2011؟

 

 

- بعد إقالة "جوبز" في 1985، تراجع أداء "آبل" لأنها لم تكن تمتلك مجموعة كافية من المنتجات أو عمق الإدارة اللازم لاستبدال الشخص صاحب البصيرة والكاريزما، وفي 2011 كانت الشركة في وضع أفضل كثيرًا ولديها فريق قيادة قوي بناه "جوبز" بنفسه.

 

- تظهر تجربة "آبل" أن استبدال الرئيس التنفيذي الديكتاتور صاحب الرؤية الثاقبة أمر صعب للغاية لكن ليس مستحيلًا، لكن يتوقف الأمر على التوقيت والقوة التنافسية والوضع المالي للشركة وعمق الفكر الإداري، وبالطبع الحظ.

 

- في الواقع، تبدو "تسلا" هذه الأيام أقرب إلى "آبل" في عام 1985، وليس في 2011، ولا يمكنها تحمل خسارة ديكتاتورها العبقري صاحب الشعبية الواسعة، لذا يتوقف نجاحها على الجدوى المالية لأعمالها؛ وهل يمكنها تمويل نفسها؟

 

نتائج الأعمال وحدها لا تكفي

 

- مثلما لم يكن "آيفون" في البداية منافسًا لكثير من الجوالات الذكية الأخرى، فإنه في الحقيقة، كان ضد الهواتف التقليدية، وكذلك فإن "تسلا" لا تنافس المركبات الكهربائية الجديدة، ولكن سيارات محرك الاحتراق الداخلي التي يباع منها عشرات الملايين عالميًا كل عام.

 

- سجلت "تسلا" خسائر على مدار الفصل الأول والثاني من هذا العام، بواقع 494 مليون دولار و408 ملايين دولار على التوالي، لكنها سجلت أرباحًا غير متوقعة في الربع الثالث، بلغت 143 مليون دولار.

 

 

- يقول "كاتسينيلسون": إذا نجحت "تسلا" على المدى القصير في التحول إلى الربحية، سأستطيع حينها رؤية مسار الشركة نحو إنتاج ملايين السيارات سنويًا.

 

- مع ذلك، فإن الأمر لا يتوقف على قدرات صانعة السيارات الكهربائية فقط، بقدر ما يعتمد على رغبة صانعي ومستخدمي مركبات الاحتراق الداخلي على التحول إلى النماذج الكهربائية، وفقًا لـ"كاتسينيلسون".

 

المصادر: ماركت ووتش، ماركت رياليست، سي إن بي سي، أرقام

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة