نبض أرقام
19:19
توقيت مكة المكرمة

2024/07/22
14:15

الانحراف السلبي وسر "سورتينو".. كيف يمكن التنبؤ بمستقبل الاستثمار؟

2019/12/07 أرقام - خاص

عند التفكير في استثمار الأموال، لا سيما في سوق الأسهم، فإن أول ما قد يخطر ببال المستثمر هو النظر في مؤشرات مثل "بيتا" و"بيتا السيولة" لقياس مستوى التقلب وإمكانية تعرض السهم للخطر أثناء أزمات السيولة.

 

 

كما أنه من المهم النظر بتأن في قائمة دخل الشركة المستهدف الاستثمار في أسهمها لتكوين نظرة عامة عن أدائها، لكن أيضًا يحتاج المستثمر أن يعلم ما إذا كان استثماره المقرر قادرًا على توليد قدر معين من العائدات.

 

ورغم عدم وجود طريقة مؤكدة للتنبؤ بالأداء في المستقبل، فإن إحدى الأدوات التي تعتمد على فحص عائدات الماضي يمكنها أن تمنح المستثمر لمحة عن مقدار ما سيجنيه مستقبلًا.

 

بينما ينظر المستثمر في متوسط العائدات الشهرية والسنوية للسهم، سيكون من المفيد له مراجعة عدد المرات -وإلى أي درجة- ينحرف الأداء عن هذا المتوسط، وعند تحديد الحالات التي يتجاوز أو يقل فيها السهم عن هذا المستوى، يمكن معرفة الانحراف المعياري.

 

للانحراف المعياري أهمية كبيرة كمقياس لحساب تقلبات السوق والتنبؤ باتجاهات الأداء، لكن بالنسبة للعديد من المستثمرين -خاصة في الولايات المتحدة- من المهم التركيز على الحالات التي يكون فيها أداء السهم دون المستوى المتوسط، وهو ما يعرف بالانحراف السلبي.

 

ما المقصود بالانحراف السلبي؟
 

- الانحراف السلبي هو مقياس للمخاطر يركز على هبوط العائدات عن عتبة الحد الأدنى أو ما يعرف بـ"الحد الأدنى المقبول للعائد"، ويتم استخدامه في حساب نسبة "سورتينو"، وهي مقياس للعائد المعدل حسب المخاطر.

 

 

- يعد الانحراف المعياري، مقياس الخطورة الاستثمارية الأكثر استخدامًا، لكنه يحتوي على بعض القيود، مثل حقيقة أنه يتعامل مع متوسطات جميع الانحرافات سواء أكانت سالبة أم موجبة بنفس الطريقة، رغم أن المستثمرين يهتمون بالفروق السالبة أكثر كونها تشكل تهديدًا لهم بخلاف التذبذبات الصعودية.
 

- الانحراف السلبي يعالج هذه المشكلة من خلال التركيز فقط على مخاطر الهبوط، وما يميزه أيضًا عن الانحراف المعياري، أنه قابل للاستخدام من قبل المستثمرين الذين لديهم مستويات مختلفة من "الحد الأدنى المقبول للعائد".
 

- من بين أوائل العلماء الذين تحدثوا عن قياس المخاطر الهبوطية للاستثمار كان أستاذ الاقتصاد الأمريكي "هاري ماركوفيتش" ومواطنه "أندرو دونالد روي"، اللذان نشرا أوراقًا بحثية في هذا الصدد خلال خمسينيات القرن الماضي.
 

- لكن تطوير نظرية الانحراف السلبي وتعريفها كان على يد أستاذ التمويل "فرانك سورتينو" (لذلك ينسب مقياس العائد المعدل حسب المخاطر إليه)، وساعده زميله "براين روم" في الترويج لها، وجعلها إحدى أكثر أهم الطرق لقياس مخاطر هبوط العائد في السوق الأمريكي.

 

نظرة سريعة على "سورتينو"
 

- الغرض من حساب نسبة "سورتينو" هي تمكين المستثمرين من تقدير مخاطر الهبوط، كما أنها تحدد العائد الزائد عن مقدار المعدل المحايد (خال من المخاطرة)، وغالبًا ما تمثل سندات الخزانة الأمريكية قصيرة الأجل هذا المعدل في الولايات المتحدة.

 

 

- على سبيل المثال، إذا كان هناك استثماران لهما نفس العائد وليكن 10%، لكن الانحراف السلبي للأول يبلغ 9% والثاني 5%، وفقًا لنظرية "سورتينو" فإن الاستثمار الثاني هو الأفضل.
 

- السبب في ذلك هو، إذا كان معدل خلو الاستثمار من المخاطر 1%، فإن نسبة "سورتينو" للاستثمار الأول ستكون (10% - 1%) مقسومة على 9% والنتيجة ستكون واحد صحيح، أما للاستثمار الثاني فستكون (10% - 1%) على 5% تساوي 2.
 

- يمكن استخدام الانحراف السلبي في تحديد نسبة "سورتينو" والتي كلما ارتفعت كان ذلك أفضل للمستثمر ويعني أن استثماره مُجزٍ بشكل أكبر في مواجهة المخاطر التي تواجهه.
 

- باختصار تحسب هذه النسبة عن طريق طرح متوسط العائد السنوي من المعدل الخالي من المخاطر وقسمته على  الانحراف السلبي.

 

إذن كيف يحسب الانحراف السلبي؟
 

- يمكن تحديد الانحراف السلبي من خلال عملية حسابية بسيطة نسيبًا، وليكن ذلك على شركة خيالية هي "س ص"، وحدد المستثمر الحد الأدنى للعائد السنوي المقبول عند 5% على سبيل المثال، وبيانات العائد لديها كالتالي.
 

عائدات سهم الشركة "س ص" منذ عام 2018

العام

العائد (%)

2009

10

2010

(1)

2011

3

2012

(4)

2013

9

2014

8

2015

(2)

2016

7

2017

10

2018

6

 

- وفقًا لهذه البيانات، بلغ متوسط العائد السنوي لسهم "س ص" 4.6% خلال السنوات العشر الماضية، وكانت هناك أربع سنوات انخفض فيها العائد دون الحد الأدنى المقبول.
 

العائدات بعد طرحها من الحد الأدنى المقبول

العام

العائد (%)

2009

5

2010

(6)

2011

(2)

2012

(9)

2013

4

2014

3

2015

(7)

2016

2

2017

5

2018

1

 

- للبدء في تحديد الانحراف السلبي، يتم طرح الحد الأدنى المقبول للعائد الذي حدده المستثمر من هذه الأرقام، لتكون النتيجة كالتالي.

 

- بعد ذلك، يتم تحديد القيم السالبة والتي تشمل أعوام (2010، 2011، 2012، 2015)، ثم تربيعها، لتكون نتائج هذه السنوات سالب (36، 4، 81، 49)، أو ما مجموعه سالب 170.
 

- عند هذه المرحلة، تتم قسمة هذا المجموع على إجمالي عدد المراحل (السنوات) المستهدفة، لتكون النتيجة (سالب 170 على 10) تساوي سالب 17، وأخيرًا يحتسب الجذر التربيعي لهذا الرقم، والذي يساوي سالب 4.12 تقريبًا.
 

- هنا يمكن القول إن الانحراف السالب للاستثمار في سهم الشركة "س ص" يبلغ 4.12%.
 

- لاحتساب نسبة "سورتينو" لهذا الاستثمار، وباعتبار أن المعدل الخالي من المخاطر هو 2.5%، يتم طرح متوسط العائد السنوي (4.6%) من معدل خلو المخاطر (2.5%)، لتكون النتيجة 2.1%، ثم قسمتها على الانحراف (4.12%)، فتكون قيمة النسبة 0.51.
 

- في النهاية، ستعني هذه الأرقام الكثير عند مقارنة الانحراف السلبي لاستثمار مقابل الآخر، وباحتساب نسبة "سورتينو" يتم تحديد الاستثمار صاحب فرص تحقيق عائدات أعلى ومخاطر أقل.

 

المصادر: ذا بالانس، إنفستوبيديا، أرقام، ورقة بحثية لجامعة فيلانوفا

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة