تحدثت أنباء عن أن إحدى الشركات الناشئة الممولة من الملياردير الأمريكي "بيل جيتس" نجحت في توليد درجات حرارة تزيد على ألف درجة سلزيوس باستخدام الطاقة الشمسية، وذلك في ظل التوجهات المتزايدة نحو الطاقة المتجددة.
رغم ذلك، لا تزال الصناعات الثقيلة تعتمد بشكل كبير على الوقود الأحفوري الذي تعد مصادره قادرة على توليد درجات حرارة هائلة لا يمكن للطاقة الشمسية وتوربينات الرياح إنتاجها.
في ضوء ذلك، يبرز اسم الفحم كمصدر ملوث للبيئة وشديد الخطورة على المناخ وكوكب الأرض، وبرغم تراجع استهلاكه، إلا أن الطلب عليه لا يزال متواصلاً لا سيما من الصين صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
الصين والاستهلاك
- نتيجة تراجع أسعاره، لا يزال الوقود الأحفوري مفضلاً لمرافق الطاقة، ويتراجع استهلاك مصادره بالفعل منذ بداية العقد الجاي، وكشفت دراسة حديثة أن استهلاك الفحم خلال العام الجاري انخفض بنسبة 3% عالمياً.
- نعم يتراجع استهلاك الفحم على مستوى العالم، لكن ذلك لا يعني قرب نهايته، فالعديد من الدول تفضله كمصدر رخيص للطاقة بدلا من تحمل ارتفاع تكلفة التحول نحو المصادر المتجددة أو حتى الغاز الطبيعي.
- من أبرز الدول التي لا تزال تفضل الفحم كمصدر رخيص للطاقة "الصين"، وكانت بكين قد أطلقت مبادرة "الحزام والطريق"، وهي خطة طموحة تستهدف بها ضخ 12 تريليون دولار في مشروعات البنية التحتية بـ126 دولة.
- لا تزال أغلب تلك الدول تستخدم الفحم بشكل كبير لتراجع سعره مقارنة بالطاقة المتجددة، وتستهدف الدول - التي تعد أغلبها نامية - إنعاش صناعاتها بتمويل من الصين الأمر الذي سينتج عنه وفق التوقعات 66% من انبعاثات الكربون عالميا بحلول عام 2050.
- يعني ذلك أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سوف ترتفع بنسبة 28% عالميا من المستويات الحالية مما سيزيد بدوره درجة حرارة الأرض ومخاطر التغيرات المناخية.
- على النقيض، يتراجع استهلاك الفحم في أوروبا، وبلغ حجم الانخفاض 19% عبر القارة العجوز خلال النصف الأول من عام 2019، وفي دول مثل إيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة، شكل الفحم أقل من 10% من مزيج الطاقة.
- أما الصين، فلا تزال تبني منشآت للفحم، وبالمثل في الهند أيضا، وتريد بكين تعويض التباطؤ في نموها الاقتصادي عن طريق الاستعانة بمصادر الطاقة الرخيصة على حساب الامتثال لأهداف مكافحة التغيرات المناخية.
لماذا الصين؟
- يمثل التعامل مع ملف مكافحة التلوث والتغيرات المناخية إحدى أهم المعارك التي يخوضها العالم في الوقت الحالي بالتزامن مع معارك المخاطر المالية وخفض معدل الفقر، وفقا لما صرح به الرئيس الصيني "شي جين بينج".
- يتساءل كثيرون عن مدى قدرة الصين على الالتزام بمكافحة التلوث والتغيرات المناخية، وفي نفس الوقت حل معادلة تحفيز الاقتصاد وتحسين مستوى المعيشة، فهل تنجح بكين في التحول نحو الطاقة المتجددة وعدم التقصير في خفض معدل الفقر؟
- من أكثر التغيرات الرئيسية في قطاع الطاقة بالصين حالياً التحول من منظومة مصادر الوقود الأحفوري المنظمة بقواعد وأسعار وقدرات استيعابية وشبكات توزيع للكهرباء الناتجة إلى نوع من المصادر المتجددة التي لا تزال في مهدها رغم التقدم المذهل في صناعتها وخفض تكلفتها.
- مما لا شك فيه أن تكلفة مصادر الطاقة المتجددة تراجعت كثيراً مقارنة بالسنوات الماضية، وربما يكون من الأرخص لبعض الدول تدشين بنية تحتية للطاقة المتجددة بدلا من الوقود الأحفوري.
- لكن ذلك لا يعني أن الصين تتجه نحو إغلاق منشآت الطاقة العاملة بالفحم، بل تبني المزيد منها، وهذا ما يعقد الأمور لدى ثاني أكبر اقتصاد في العالم فضلا عن الدول المشاركة معها في مبادرة "الحزام والطريق" وما يمكن أن ينتج عنها من مشروعات في البنية التحتية وصناعات تعتمد على الوقود الأحفوري.
المصادر: أويل برايس، واشنطن بوست
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}