في جلسة تاريخية بمجلس النواب الأمريكي، وافق معظم المشرعين على مساءلة الرئيس "دونالد ترامب" بتهمة سوء استغلال منصبه بالضغط على أوكرانيا لفتح تحقيق مع خصمه السياسي "جو بايدن"، وكذلك لرفضه التعاون مع الكونغرس وعرقلة عمله.
وبذلك أصبح "ترامب" ثالث رئيس للولايات المتحدة تتم إدانته من قبل مجلس النواب، ليقترب من المحاكمة بواسطة مجلس الشيوخ -يسيطر عليه الجمهوريون- والتي قد تفضي إلى عزله حال صوتت الغالبية العظمى بالإدانة.
ولم يصوت أي عضو جمهوري بمجلس النواب لصالح بندي المساءلة، حيث يرى البيت الأبيض إنه يعكس التحيز السياسي الذي يدفع حملة العزل التي يقودها الديمقراطيون ضد "ترامب"، فيما رفض عضوان ديمقراطيان البند الأول وانضم إليهما ثالث في رفض البند الثاني.
وجرى التصويت في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس بعد 8 ساعات من النقاشات داخل قاعة مجلس النواب، تبادل مئات المشرعين على إثرها انتقادات لاذعة، في مشهد عكس الاستقطاب العميق الذي بات يسيطر على المناخ السياسي في أمريكا مؤخرًا.
وجاء هذا التصويت بعد تحقيق استمر ثلاثة أشهر من قبل الديمقراطيين في مجلس النواب بشأن علاقة "ترامب" مع أوكرانيا، لكن عملية المساءلة لم تنته بعد، وسيكون على مجلس الشيوخ تقرير ما إذا كان ينبغي إدانة وعزل الرئيس الأمريكي أم تبرئته.
|
تساؤلات حول عملية العزل |
|
|
التساؤل |
الجواب |
|
ما هي عملية العزل؟ |
- لا يحدد الدستور ما هي "الجرائم الكبرى والمخالفات"، لذلك هي مهمة الكونغرس أن يحدد ما الذي يعتبر جريمة تستوجب المساءلة، ومع ذلك، من المفهوم عمومًا أن هذه المخالفات تتعلق بانتهاك قسم اليمين.
|
|
هل حدثت من قبل؟ |
- في عام 1868، أدين "جونسون" من قبل مجلس النواب بتهم تتعلق بانتهاك قانون شغل المناصب، بعد فصله لوزير الحرب، لكنه بُرئ في النهاية على يد مجلس الشيوخ.
- بعد فضيحة "ووتر جيت" عام 1974، وافقت لجنة بمجلس النواب على بنود مساءلة "نيكسون"، لكن الرئيس الأمريكي آنذاك، استقال من منصبه قبل انعقاد المجلس بكامل أعضائه للتصويت.
- أدين الرئيس "كلينتون" من قبل مجلس النواب عام 1998، بتهمة الحنث باليمين وعرقلة العدالة فيما يتعلق بقضية تحرش جنسي ضده، لكن تمت تبرئته من قبل مجلس الشيوخ بعد ذلك.
- على مدار تاريخ الولايات المتحدة، لم تتم إدانة وعزل أي رئيس أمريكي بواسطة مجلس الشيوخ.
|
|
ما طبيعة المشكلة المتعلقة بأوكرانيا؟ |
- "بايدن" هو نائب الرئيس الأمريكي السابق، والآن هو مرشح ديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020، أي أنه منافس مباشر لـ"ترامب".
- السبب وراء بدء التحقيق هو مكالمة هاتفية بين "ترامب" والرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي"، والتي تم الكشف عنها لأول مرة بعد تقديم أحد المبلغين سرًا عن المخالفات شكوى تتهم الرئيس الأمريكي باساءة استخدام سلطته للتأثير على انتخابات 2020.
- قال المبلغ، وهو ضابط بوكالة الاستخبارات المركزية سبق تعيينه في البيت الأبيض، إن العديد من المسؤولين أثاروا مخاوف بشأن محادثة "ترامب" و"زيلينسكي"، وردًا على ذلك أعلنت رئيسة مجلس النواب "نانسي بيلوسي" إجراء تحقيق رسمي في أواخر سبتمبر.
- بعد يوم واحد من بدء التحقيق، كشفت نسخة البيت الأبيض من المكالمة، عن طلب "ترامب" من "زيلينسكي" تقديم "خدمة" له بالتحقيق مع "بايدن".
- ما جعل المشكلة أعمق، هو أن هذا الطلب جاء بعد أيام قليلة من وقف "ترامب" مساعدات عسكرية بقيمة 400 مليون دولار وافق الكونغرس على منحها لأوكرانيا.
|
|
ما التالي إذن؟ |
- سيمثل "ترامب" في محاكمة مجلس الشيوخ محامون، من المحتمل أن يرأسهم مستشار البيت الأبيض "بات سيبولوني".
- سيكون أعضاء مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون، بمثابة هيئة محلفين في محاكمة العزل الرئاسية، لكن على عكس هيئة المحلفين في المحاكمات الجنائية، لم يتم اختيارهم وفحصهم عبر عملية اختبار لتصفية المحلفين المحتمل تحيزهم أو افتقارهم للعدالة.
- طالب زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ "تشاك شومر" نظيره زعيم الأغلبية "ميتش ماكونيل" باستدعاء أربعة مسؤولين حاليين وسابقين في البيت الأبيض للإدلاء بشهادتهم أثناء المحاكمة، بمن فيهم مستشار الأمن القومي السابق "جون بولتون".
- رغم رفض الطلب، من الممكن لرئيس المحكمة العليا "جون روبرتس" الذي يشرف على المحاكمة الرئاسية في مجلس الشيوخ، استدعاء الشهود مباشرة، لكنه إجراء قد يتعرض للطعن من قبل الجمهوريين، وينتهي إلى طلب تصويت أغلبية المجلس.
- يستحوذ الجمهوريون على 53 مقعدًا من أصل 100 مقعد في مجلس الشيوخ، مقابل 45 ديمقراطيًا بالإضافة إلى اثنين مستقلين يميلان عادة للديمقراطيين، ولكي تتم إدانة الرئيس وعزله، يجب أن يصوت 67 عضوًا لصالح القرار. |
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}