نبض أرقام
10:17 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/24
2024/11/23

غموض وتناقضات .. هل لا يزال منتدى دافوس الاقتصادي محتفظًا برونقه العالمي؟

2020/01/22 أرقام

عندما نظم الاقتصادي الألماني "كلاوس شواب" مؤتمره الأولى عام 1971، والذي كان بذرة المنتدى الاقتصادي العالمي بشكله الحالي، أراد استخدام المناسبة في حث الشركات الأوروبية على التفكير في أصحاب المصلحة والنظر إلى ما هو أبعد من المساهمين ونسخ أساليب الإدارة الأمريكية.

 

 

جمع شواب نحو 25 ألف فرنك سويسري آنذاك (ما يعادل 75 ألف دولار اليوم) من 450 شخصا حضروا المؤتمر الذي عرف وقتها بـ"منتدى الإدارة الأوروبي"، لكن أعيدت تسميته في 1987، وأصبح الحدث السنوي الأفضل للطبقة فائقة النفوذ على الصعيد العالمي.

 

الآن، في سن الحادية والثمانين، لا يزال "شواب" مدير الحدث الذي انطلقت نسخته الخمسون في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، ويستمر حتى الرابع والعشرين، وسط توقعات بإطلاق مجموعة من المبادرات مثل "تريليون شجرة" لإعادة التشجير.

 

المكان المحبب للسياسيين

 

- يقول الرئيس السابق لشركة "دبليو بي بي" للإعلانات السير "مارتن سوريل" والذي يدير الآن شركة "إس 4 كابيتال" للإعلام: لم يستطع أي من المقلدين الذين حاولوا محاكاة المنتدى الاقتصادي العالمي مضاهاته في الجمع بين أصحاب السلطة في القطاعين العام والخاص.

 

- يؤكد دائمًا "شواب" أن المنتدى "ملتزم بتحسين حال العالم"، لكن الجميع لا يرى الأمر بهذه الطريقة، إذ يُنظر إلى النخب العالمية باعتبارها السبب الرئيسي في تفاقم عدم المساواة، ما يفسر حمى المظاهرات المناهضة للحدث في سويسرا هذا الأسبوع.

 

- يشير "شواب" إلى "جافي"، أو ما يعرف بالتحالف العالمي للقاحات والتحصين، وهي مؤسسة عالمية للتطعيم تم إطلاقها في دافوس قبل 20 عامًا، كمثال على نجاح الشراكة بين القطاعين العام والخاص التي يلعب المنتدى الاقتصادي العالمي دورًا في توليدها.

 

 

- يحب السياسيون منتدى دافوس لأنه يجمع قادة الأعمال، وهم يذهبون هناك للترويج لبلادهم، لكنه يساعد أيضًا على تمرير الاتفاقات الدولية، فبعد انهيار محادثات المناخ عام 2009، اجتمع زعماء العالم في دافوس ووضعوا الأسس لما أصبح بعد ذلك اتفاق باريس.

 

- يحب الكثيرون منهم المنتدى الاقتصادي العالمي، كونه يجمع النخبة في مكان واحد، وهذا يمنح القادة فرصة لإنجاز الكثير خلال أيام قليلة وتوفير آلاف الأميال من السفر جوًا، مثل إعلان "ترامب" قبل انطلاق فعاليات المنتدى عزمه الاجتماع بعدد من زعماء الدول على هامشه.

 

مؤسسة غامضة

 

- المنتدى الاقتصادي العالمي، هو مؤسسة غير ربحية، تذهب 42% من إيراداتها التي نمت بشكل مطرد إلى 343 مليون فرنك سويسري (356 مليون دولار) في السنة المالية الماضية، لصالح الموظفين البالغ عددهم 800 موظف.

 

- كما يتمتع بمكانة خاصة على غرار الوضع الممنوح للصليب الأحمر، بمعنى أن الدولة السويسرية تتكفل بجزء من نفقات ومهام التأمين، ويُنفق الكثير من الإيرادات على الأنشطة مثل المؤتمر الرئيسي، ويذهب الباقي إما إلى رأس مال المؤسسة أو احتياطياتها الاستراتيجية (لا تتعدى 300 مليون فرنك).

 

- ما غير ذلك، فإن الإفصاحات العلنية ضئيلة للغاية، وتحتوي الملفات العامة حول المنتدى الاقتصادي العالمي في سجل الشركات في جنيف على القليل بشأنها، باستثناء مقتطفات هيكلية من محاضر اجتماعات مجلس الإدارة وبعض الإعلانات عن تعيين واستقالة المديرين.

 

 

- علاوة على ذلك، يعتقد البعض أن الحدث السنوي يتحول تدريجيًا إلى فقاعة تنجح في ابتلاع حتى أولئك الذين يرغبون في ثقبها، مهما كانت مبرراتهم، وبما في ذلك "ميكا وايت" المؤسس المشارك للحركة المناهضة للرأسمالية "احتلت وول ستريت"، والذي يحضر فعاليات المنتدى هذا العام.

 

- وقف المذيع ومنتج الوثائقيات السير "ديفيد أتينبارا" أمام حضور المؤتمر الذي يستخدم أغلبه الطائرات الخاصة، العام الماضي، ليصف الحدث بـ"الجنة"، في حين وصفه المؤرخ "رتغر بريغمان" بـ"متجر النفاق"، مطالبًا بوقف الحديث عن العمل الخيري والالتفات إلى الضرائب.

 

التناقضات تتزايد

 

- لم ينجح منتدى دافوس في تلميع العولمة حتى الآن، لكنه بدا مؤخرًا أكثر نجاحًا في انتقاء الشعبويين، وحتى المعارضين للحدث وحضوره، إذ يعتقد القائمون على المنتدى أن ذلك قد يصب في صالحه، وهو اعتقاد صائب، حيث وصف "ميكا وايت" المناسبة بـ"أقوى تجمع في العالم".

 

- خصص المنظمون جلسة لـ"وايت" كي يلقي كلمة على حشد من نخبة المال والسياسة (كان يطالب في السابق بالتخلص منهم) حول كيفية تحويل "الاحتجاج إلى تقدم"، لكن ذلك ليس التناقض الوحيد في فعاليات المنتدى هذا العام.

 

 

- في حين دافعت الناشطة "غريتا ثونبرج" عن قضايا المناخ التي تتبناها في حضور الرئيس "دونالد ترامب" الذي انتقدها سابقًا، يروج وزير الاقتصاد الفرنسي "برونو لومير" خلال الحدث لفكرة فرض ضرائب على شركات التقنية أمام الرئيس التنفيذي لشركة "ألفابت"، "ساندر بيتشاي".

 

- يصر "شواب" على أن منتداه حقق التوازن الصحيح بين الصداقة مع النخبة والعلامات اللامعة، وبين تشجيع واحتواء الأصوات المنشقة، وقد زاد المنتدى بالفعل من عدد المدعوين من المنظمات غير الحكومية بعد موجة احتجاجات كبرى مناهضة للعولمة في أوائل هذا القرن.

 

- هناك قلق آخر بشأن اختصاص المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي أصبح حريصًا على ألا يكون مجرد مكان للاجتماع، ولديه الآن نحو 100 مبادرة، بما في ذلك "الثورة الصناعية الكبرى" والتي يعتقد أن آثارها على المجتمع ستكون هائلة.

 

المصادر: الإيكونوميست، بلومبيرغ

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.