نبض أرقام
01:02 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/24
2024/11/23

يتحكمون في 15 تريليون دولار .. من هم "الثلاثة الكبار" الذين يسيطرون على الشركات الأمريكية؟

2020/01/31 أرقام

من بين كبار الفائزين في سوق الأسهم الأمريكي العام الماضي، أولئك الذين استثمروا في صناديق المؤشرات، حيث كان يعني تسجيل مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" عائدًا نسبته 31.5% خلال 2019، أن الصناديق السلبية التي تتعقبه حققت مكاسب مماثلة، مع طرح رسوم زهيدة- ربما 0.04% من حجم الأصول.

 

 

تعتبر صناديق المؤشرات واحدة من مجموعة الابتكارات المالية النافعة دون شك، إذ كان يضطر المستثمرون لدفع رسوم عالية بشكل روتيني لمن ينتقي الأسهم من النشطين الذين عادة ما يقدمون عائدات منخفضة، لذا نمت شعبية صناديق المؤشرات بسرعة.

 

تعقب المؤشرات حقق نجاحًا كبيرًا أيضًا لبعض الشركات المشغلة للصناديق، وعلى سبيل المثال، تمتلك أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم "بلاك روك" الشهيرة بعلامتها التجارية "آي شيرز" لصناديق المؤشرات المتداولة، نحو 7 تريليونات دولار من الأصول.

 

من بين الشركات الأخرى الرائدة في هذا المجال "فانجارد" التي تدير أصولًا بقيمة 5.6 تريليون دولار، وكذلك "ستيت ستريت" التي تدير نحو 2.9 تريليون دولار، وفي حين أن هذه الشركات تدير أعمالًا نشطة، فإن 80% من إجمالي أصولها تتركز في تعقب المؤشرات، وباتت تعرف باسم "الثلاثة الكبار".

 

ما هو استثمار صناديق المؤشرات؟

 

- صندوق المؤشرات هو مجموعة من الأسهم أو أوراق مالية أخرى يتعقبها مؤشر السوق، فعلى سبيل المثال إذا كان الصندوق يتعقب مؤشر أسهم، فإنه يمتلك مجموعة من الأسهم المكونة لهذا المؤشر، وبالتالي يمتلك مستثمروه حصة نسبية في جميع مكونات هذا المؤشر.

 

- يمكن لصناديق المؤشرات توفير مجموعة واسعة من الاستثمارات لا تقتصر فقط على الأسهم، وتشمل السندات والسلع الرئيسية والعقارات، ويتباين أداؤها وفقًا للمؤشر الذي تركز عليه، كما يختلف حجم حيازاتها من الأوراق المالية.

 

 

- في الولايات المتحدة يوجد الآلاف من صناديق المؤشرات، وعندما يتعلق الأمر بالأسهم، فبعضها يمتلك عددًا محدودًا منها، والبعض الآخر يمتلك حيازات كبيرة جدًا، لكن المهم بالنسبة لمشغلي هذه الصناديق هو مطابقة أداء المؤشر المستهدف.

 

- نهج عمل هذه الصناديق بسيط للغاية، حيث يركز مدير الأصول على شراء الاستثمارات التي يدرجها مشغل المؤشرات، بالمؤشر المستهدف، ثم إجراء عمليات شراء وبيع لاحقة وفقًا للتغييرات التي يقوم بها المشغل.

 

- أهم ما يميز هذا النوع من الصناديق على غيرها، أنها منخفضة التكلفة بشكل كبير، فكل ما على مدير الصندوق فعله هو مطابقة مساره مع المؤشر المستهدف، وهو أمر يستغرق وقتًا وجهدًا أقل وأبسط بكثير من عمليات التحليل والإدارة التي تحتاجها المحافظ النشطة.

 

أين وصل نفوذ "الثلاثة الكبار"؟

 

- بالعودة للحديث عن الثلاثة الكبار، فقد كان لنجاحهم نتائج غريبة وغير مقصودة مع تدفق ملايين المستثمرين على هذه المنطقة، وحاليًا هناك نحو 22% من الأسهم المدرجة بمؤشر "إس آند بي 500" ضمن محافظ الشركات الثلاث، ارتفاعًا من 13.5% عام 2008.

 

- هذا يعني أن القوة التصويتية للثلاثة الكبار تزايدت كثيرًا خاصة أن العديد من المساهمين لا يهتمون بحق التصويت على أسهمهم، وتمتلك "بلاك روك" و"فانجارد" و"ستيت" معًا 18% من أسهم "آبل" ارتفاعًا من 7% فقط بنهاية عام 2009.

 

- على صعيد أكبر المصارف في الولايات المتحدة، تمتلك شركات إدارة الصناديق مجتمعة، ما نسبته 20% من أسهم "سيتي جروب" و18% من أسهم "بنك أوف أمريكا" و19% من أسهم "جيه بي مورجان" و19% من أسهم "ويلز فارجو".

 

 

- يمكن أن تكون هذه الظاهرة (الاستئثار بحصص أسهم كبيرة في الشركات الأمريكية) أكثر وضوحًا مع الشركات الأصغر حجمًا، فمثلًا يمتلك الثلاثة الكبار 28% من أسهم "كابوت ميكروإلكترونيكس"، التي تتخذ من إلينوي مقرًا لها، وتبيع المواد لمصنعي أشباه الموصلات، وتصل قيمتها السوقية إلى 4 مليارات دولار.

 

- بالطبع تبدو شركات إدارة الأصول قوة تصويتية مهيمنة في قطاع الشركات الأمريكي، لكنها تقول إنه لا يوجد شيء يدعو للقلق لأنها لا تصوت ككتلة واحدة، إلى جانب أن صناديقها للمؤشرات لا تشتري الأسهم بهدف تطبيق أي جدول أعمال خاص، وإنما فقط لمطابقة أداء المؤشر.

 

لماذا الخوف منهم إذن؟

 

- رغم التصريحات التي تبدو مطمئنة، فإن القوة التصويتية الكبيرة تمنح صاحبها نفوذًا خاصًا، ومن المحتمل أن الثلاثة الكبار هم الآن القوى الأكثر نفوذًا في عالم الشركات في الولايات المتحدة، ومؤخرًا بدأ دق أجراس الإنذار من قبل الهيئات التنظيمية ومجموعة من النشطاء والأكاديميين.

 

- المستهلكون وجماعات البيئة، على سبيل المثال، تتهم مديري صناديق المؤشرات بالتخلي عن مسؤولياتهم الاجتماعية الأوسع نطاقًا، كالابتعاد عن أسهم شركات الوقود الأحفوري، وتدينهم بالمساهمة في منح الرواتب السخية للمديرين التنفيذيين.

 

 

- استُقبل الرئيس التنفيذي لشركة "بلاك روك"، "لاري فينك"، خلال حفل أقيم في متحف الفن الحديث في نيويورك أكتوبر الماضي، بحشد من المتظاهرين، ويقول منتقدون إن الثلاثة الكبار وأمثالهم لا يريدون للشركات التي يمتلكونها أن تتنافس بقوة.

 

- يرى محللون أنه بقدر ما لصناديق المؤشرات من محاسن استثمارية، فإنها تضر المستهلكين والعمال بشكل غير مباشر، ومن جانبها ترد الشركات بأنها لا تستطيع ببساطة التخارج من شركات بعينها ما دامت مدرجة بالمؤشرات المستهدفة.

 

- حتى مؤسس "فانجارد" والمدافع الدائم عن صناديق المؤشرات "جاك بوجل"، حذر قبل وفاته مباشرة في يناير عام 2019، من أن الكثير من الأسهم باتت في أيدي عدد قليل جدًا من الناس، قائلًا: صناديق المؤشرات ناجحة لدرجة أنها استطاعت التحكم بشكل فعال في سوق الأسهم الأمريكي، لكني لا أعتقد أن ذلك يخدم المصلحة الوطنية.

 

المصادر: بزنس ويك، ذا موتلي فول

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.