نبض أرقام
04:21 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

بعد عائدات تخطت 400%.. هل تصبح أسهم التقنية الاستثمار العالمي الأفضل لهذا العقد؟

2020/02/08 أرقام

كان من المفترض أن يكون 2019 عامًا كئيبًا بالنسبة لوادي السليكون وثقة المستثمرين به، نظرًا لورود قدر هائل من الأخبار السيئة عن شركات التقنية الكبرى خلاله، بدءًا من تحقيقات مكافحة الاحتكار إلى التدقيق المتزايد بشأن خصوصية البيانات وضغوط الكونغرس على الرؤساء التنفيذيين.

 

 

لكن ذلك لم يمنع 2019 من أن يكون أفضل عام لأسهم التقنية منذ عقد من الزمان، حيث ارتفع هذا القطاع في مؤشر "إس آند بي 500" بنحو 50% العام الماضي، متفوقًا على القطاعات العشرة الأخرى في المؤشر.

 

كانت المرة الأخيرة التي حققت فيها أسهم القطاع التقني أداءً جيدًا بهذا الشكل في عام 2009، عندما ارتفعت أسهم التكنولوجيا بنسبة 60% مع تعافي الأسواق وتعويضها خسائر الأزمة المالية العالمية.

 

قد يكون لدى المنظمين والسياسيين الكثير من الهواجس بشأن شركات التقنية العملاقة، لكن المستثمرين في الوقت الحالي لا يشكون من هذه المخاوف، فعلى سبيل المثال، ارتفع سهما "أبل" و"مايكروسوفت" بنحو 84% و57% على التوالي في عام 2019.

 

عقد استثنائي.. هل يتكرر؟
 

- في الواقع لم يكن 2019 هو الفترة الجيدة الوحيدة بالنسبة لأسهم التقنية خلال العقد المنصرم، كما لم يقتصر ذلك على السوق الأمريكي، فعلى مدار العقد بأكمله كانت شركات التكنولوجيا استثمارًا رائعًا، وضاعفت قيمة أموال المستثمرين بها عدة مرات حول العالم.
 

- سجل قطاع التقنية عائدات قدرها 414% العقد الماضي، وكان القطاع الأفضل في سوق الأسهم العالمي، وفي الولايات المتحدة وحدها، تبلغ قيمة أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى نحو 4.5 تريليون دولار، ما يفوق حجم الاقتصاد الألماني (رابع أكبر اقتصاد في العالم).

 

 

- مع ذلك، فمن الصعب القول إن هذا القطاع سيقدم أداءً مماثلًا خلال العقد الجديد، إذ من النادر تكرار الأداء الجيد لفترات طويلة، وعلى سبيل المثال، كان هناك قطاع واحد من بين العشرة الأفضل بين عامي 2000 و2010، استطاع التواجد بقائمة الأفضل في العقد التالي.
 

- يقول رئيس شركة السمسرة البريطانية "هارجريفز لانسداون"، "جوناثان كورتيس" إنه ينبغي على المستثمرين توخي الحذر عند متابعة قصص النجاح طويلة الأمد، والتي ليس من الضروري أن تتكرر مجددًا.
 

- يضيف "كورتيس": إذا كنت قد اعتمدت في تشكيل محفظتك للعقد المنصرم على الأسهم الأكثر تحقيقًا للعائد خلال العقد السابق له (السنوات العشر منذ عام 2000)، فإن استثمارك سيركز على الأسواق الناشئة، ومنطقة آسيا والمحيط الهادي (باستثناء اليابان) وأسهم الدخل البريطانية، وبالتالي كنت ستتخلف عن ركب التقنية الأفضل أداءً.

 

مع ذلك.. هناك تفاؤل حذر
 

- يقول رئيس شركة "كولومبيا ثريدنديل" لإدارة الصناديق "نيل روبسون"، إن تفوق أسهم الشركات الكبرى في عالم التقنية كان له مبرر قوي هو تحقيق أفضل الأرباح، ويعتقد أن هذا العامل سيستمر خلال العقد الجاري، ويرى أن ما يعرف بتأثير الشبكة سيزداد.
 

- يرى محللون أيضًا أن هناك فرصة لإعادة تعريف التكنولوجيا، وبدلًا من اقتصار القطاع على شركات الإنترنت مثل "فيسبوك" و"جوجل"، يمكن أن يتسع ليشمل الشركات التي تزعزع ابتكاراتها الآن أعمال الرعاية الصحية والقطاع المالي، إلى جانب الربوتات، وبالتالي ستستمر العائدات القوية.



 

- رغم الكثير من الإيجابية التي تحيط بآفاق القطاع التقني، هناك مخاطر تواجه طموح المستثمرين تتمثل في التدخلات الحكومية حول العالم والرغبة المتزايدة في تشديد اللوائح والقواعد التنظيمية الخاصة بأعمال هذا القطاع، إضافة إلى دعوات تقسيم الشركات بحجة مكافحة الاحتكار.
 

- تهيمن "جوجل" على 90% من سوق البحث العالمي، في حين تستحوذ "أمازون" على 38% من مبيعات التجارة الإلكترونية في الولايات المتحدة، وهي حصص جذبت انتباه المشرعين الأمريكيين وكانت سببًا في ظهور دعوات متزايدة للتصدي لنفوذ هذه الشركات الآخذ في النمو.
 

- يضاف إلى كل ذلك، القواعد الضريبية الأوروبية التي من المحتمل أن تحد من أرباح شركات التقنية، كما أن الإجراءات المشجعة على استعادة الأرباح المحققة في الخارج (التي طبقها الرئيس "دونالد ترامب" في الولايات المتحدة) ستنتهي صلاحية العمل بها قريبًا.

 

خيارات أخرى جديرة بالمتابعة
 

- يتوقع مدير الاستثمار لدى "يو بي إس جلوبال ويلث مانجمنت" لإدارة الثروات "مارك هيفيل"، انخفاض عائدات الأسهم بشكل عام خلال العقد الجاري، لكنه يعتقد في الوقت ذاته أن الأسهم ستتفوق على الأصول الأخرى المتداولة علانية.
 

- كتب "هيفيل" في مذكرة له: من المحتمل ألا تكرر أسهم شركات التقنية الأداء الاستثنائي للعقد الماضي، لكن أجزاء أخرى من السوق سيكون لديها القدرة على تحقيق نمو أعلى من المتوسط، وأنصح بالتركيز على الاستثمار المستدام، والعلاج الجيني، والتحول الرقمي، ومعالجة ندرة المياه.



 

- من المتوقع أن يدفع المستهلكون والحكومات والهيئات التنظيمية بشكل أكبر نحو الاستثمارات والمنتجات المستدامة خلال السنوات العشر المقبلة، ولعل إحدى الإشارات على ذلك، تصريحات رئيسة البنك المركزي الأوروبي "كريستين لاغارد" التي قالت فيها إن التغير المناخي سيكون أولوية بالنسبة لها.
 

- بالنسبة للعلاج الجيني الذي أنفق عليه عشرات المليارات من الدولارات خلال السنوات القليلة الماضية، فمن المرجح أن يحقق نقلة نوعية في المجال الطبي، مع ثورة محتملة في كيفية تقديم الرعاية الصحية.
 

- ستقود جوالات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والحوسبة السحابية عملية التحول الرقمي خلال هذا العقد، والذي قد يشهد أيضًا ثورة في إنترنت الأشياء، ومن بين الرهانات الكبيرة التالية الأخرى، ستكون حلول مشكلة ندرة المياه في ظل عدم التوازن بين العرض والطلب.

 

المصادر: التلغراف، وول ستريت جورنال، بارونز

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.