نبض أرقام
00:23
توقيت مكة المكرمة

2024/07/27

فضلًا فكر ثانية .. هل تضر مراعاة البيئة بالاقتصاد؟

2020/02/06 أرقام - خاص

في السنوات الأخيرة تعالت الأصوات المطالبة بضرورة الوصول إلى نشاط اقتصادي يراعي البيئة، وهو ما ساهم في ظهور مصطلحات مثل الاقتصاد النظيف أو الاقتصاد الأخضر. ورغم ذلك لا يزال التحول نحو هذا الاقتصاد بطيئًا جدًا وذلك على خلفية تصاعد المخاوف من تأثيره السلبي على النمو الاقتصادي.

 

 

تراجع

 

فعلى سبيل المثال، نجد أن نسبة الطاقة المنتجة من مصادر نظيفة لدى ألمانيا التي تعد أهم القوى الاقتصادية العالمية التي تتبنى هذا النوع من الطاقة لم تتجاوز الـ 30% من طاقتها المستهلكة في عام 2016، وظلت دون نمو يُذكر حتى العام الجاري، رغم تعهد ألمانيا بالسعي لإنتاج نصف احتياجاتها من الطاقة من مصادر نظيفة بحلول عام 2030.

 

وتتوقع دراسة لجامعة "يل" أن تكون آثار الحروب التجارية مروعة على الاقتصاد الأخضر أو النظيف، حيث إنه في ظل تزايد الضغوط على الاقتصادات الرئيسية من المرجح أن تتراجع بشكل تلقائي الاستثمارات في الاقتصاد النظيف وبنيته التحتية لصالح الاستمرار في استغلال البنية التحتية القائمة.

 

وبناء على ذلك تتوقع الدراسة نمو إنتاج الطاقة النظيفة عالميًا بنسب لا تزيد على 2 إلى 3% سنويًا بعد تسجيلها لمعدلات نمو تخطت 7% في بعض الأعوام السابقة بفضل الاستثمارات الأوروبية والصينية والشرق أوسطية في هذا المجال.

 

خسارة

 

تشير دراسة لجامعة "هارفارد" إلى أن الصين تخسر حوالي 10% من ناتجها المحلي الإجمالي بسبب التلوث البيئي موضحة أن الاقتصاد الصيني يخسر أكثر مما يجنيه من الاستمرار في السياسات الاقتصادية التي لا تراعي البيئة.

 

 

وتشير تقديرات الدراسة إلى أن 190 مليون صيني يشربون مياها "تسبب لهم الأمراض" وهي نسبة تفوق كافة الدول القريبة من الصين من حيث مستوى الدخل وتعكس اعتداء الصين على البيئة بشكل يفوق غيرها من الدول المتقدمة أو حتى النامية.

 

وخلال عقد واحد تشير التقديرات إلى هجرة 40 مليون شخص من أماكن إقامتهم لأنها أصبحت "غير قابلة للعيش بها"، وهو ما يؤدي إلى خسارة الدولة للبنية التحتية القائمة، وحاجتها لتأسيس بنية تحتية في أماكن أخرى تستقبل هؤلاء المهاجرين (داخليًا).

 

وعلى سبيل المثال تشير دراسة للأمم المتحدة إلى أن البلدان الفقيرة ستضطر إلى إنفاق ما بين 140 و300 مليار دولار سنويًا بعد عام 2030 على التدابير التي تعينها على مكافحة التغير المناخي، مثل مصدات الأمواج، والأحزمة الخضراء وذلك لتجنب الضرر الناجم عن الاحتباس الحراري.

 

الفقراء يعانون

 

وفي نفس السياق، أجرت كلية "إمبريال كولدج" للأعمال دراسة حول تأثير الاحتباس الحراري على الفوائد التي تُفرض على الدول من أجل الحصول على قروض، واتضح أن تلك التي تعاني من مخاطر مرتفعة للاحتباس الحراري تقترض بنسبة 1.2% أعلى من تلك التي تهددها مخاطر أقل.

 

وتقول "ماري ديرون" من وكالة "موديز" لـ"إيكونوميست" إن الاقتصادات غير المتنوعة التي تعتمد على الزراعة معرضة بشكل خاص لعملية إعادة تقييم جذرية مع تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، مضيفة أنه في البلدان الـ 37 التي تعتقد الشركة أنها الأشد ضعفًا من الناحية الاقتصادية، تمثل الزراعة بها 44٪ من العمالة في المتوسط، وهو ما يجعل تأثيرات الاحتباس الحراري عليها أكثر ضراوة.

 

 

وتعاني الدول الفقيرة معًا من ديون بقيمة 2.8 تريليون دولار، أي حوالي 4٪ من إجمالي الديون العالمية، وهو ما قد يضعف قدرات مؤسسات تلك الدول على التخطيط لمواجهة التدهور المُقبل في البيئة والاقتصاد معًا.

 

ومع الانخفاض المستمر لكلفة الطاقة النظيفة وما تؤكده كافة الدراسات حول الآثار المدمرة للتلوث البيئي ليس فقط على المستوى الصحي ولكن أيضًا على المستوى الاقتصادي، تصبح الحجة القائلة بحتمية الإبقاء على طرق الإنتاج القائمة حرصًا على النمو بالية، بل ويصبح نقيضها هو الأصح.

 

المصادر: دراسة لجامعة "يل" -- دراسة لجامعة "هارفارد" -- دراسة لكلية "إمبيريال كوليدج لندن"

 

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة