عندما جمع "إيلون ماسك" تمويلاً بلغ 1.3 مليار دولار عام 2014 لبناء مصنع "جيجافاكتوري" في "نيفادا"، أعرب مؤسس "أمازون دوت كوم" "جيف بيزوس" عن حسده للمدير التنفيذي لـ"تسلا" بسبب انتشار الأخيرة في أكثر من خمس ولايات أمريكية وتوفير آلاف الوظائف.
وبحسب مصادر لـ "بلومبرج"، تساءل "بيزوس" حينها عن سبب تلقي "أمازون" حوافز غير كافية من الولايات العاملة بها، وهو ما دفعه عام 2017 لتوجيه فريق شركة التجارة الإلكترونية للحصول على حوافز حكومية أعلى في إحدى المدن الأمريكية مقابل ضخ استثمارات كبيرة.
وأطلقت "أمازون دوت كوم" مسابقة عام 2017 لاختيار المدينة التي سيكون بها المقر الثاني للشركة والذي سيشهد ضخ استثمارات تصل إلى خمسة مليارات دولار، وتوفير خمسين ألف وظيفة، وكانت الشركة وقتها تبحث عن حوافز حكومية أكبر من أجل تنفيذ هذا المشروع.
التنافس على الحوافز
- تقدم لمسابقة "أمازون" 238 مدينة في أمريكا الشمالية، وانتهى الأمر بقرار الشركة بإنشاء المقر الثاني على فرعين في "نيويورك" و"فرجينيا"، لكن الشركة تعرضت بعد ذلك لانتقادات حادة من الساسة بسبب تلقيها حوافز تصل قيمتها إلى ثلاثة مليارات دولار عرضتها نيويورك، واضطر "بيزوس" لسحب المشروع.
- واجهت "أمازون" عاصفة انتقادات بسبب فشلها في إقناع ساسة نيويورك بتقديم العرض مما أثار سخط "بيزوس" الذي كان يسعى للحصول على خفض ضريبي وحوافز مالية وامتيازات أخرى.
- توقع المفاوضون لدى "أمازون" مواجهة عقبات كبيرة عند محاولة الحصول على حوافز حكومية، لكنهم لم يريدوا إغضاب "بيزوس"، بينما أخطأ آخرون في زعمهم بأن الشركة سيرحب بها في أي مكان.
- في محاولة لإبراز إنجازاتها، قالت "أمازون" إنها استثمرت 270 مليار دولار في أربعين ولاية أمريكية وخلقت أكثر من نصف مليون وظيفة برواتب تنافسية وتدريب وظيفي، كما أبرمت شراكات مع مئات المجتمعات المدنية في البلاد.
- مثل شركات أخرى، قالت "أمازون": "أطلقنا برامج وحوافز للموظفين وجذبنا مستثمرين جددا للولايات والمدن الأمريكية ولدينا استراتيجية استثمارية طويلة الأجل لدفع توزيعات نقدية وتوفير فرص اقتصادية ودفع ضرائب".
- قررت "أمازون" إدارة ملف إنشاء المقر الثاني بشكل مختلف وتابعت تجربة "ماسك" في "نيفادا" وتجربة "بوينج" في واشنطن عام 2013، لكن رغم توظيف الآلاف، تعرضت الشركة لانتقادات في عدة مدن من بينها "سياتل" حيث رأى مسؤولو المدينة أن وجود شركة التجارة الإلكترونية تسبب في ارتفاع تكلفة المعيشة والعقارات.
- حاولت "أمازون" إغراء مختلف المدن الأمريكية سراً بآلاف الوظائف من أجل تلقي حوافز حكومية سخية، وهو أمر أثار سخط الكثير من الساسة ومجالس المدن والولايات في أمريكا الشمالية.
سباق وصل الفضاء
- أسس "بيزوس" شركة "بلو أوريجن" للأنشطة الفضائية، بينما أسس "ماسك" شركة "سبيس إكس"، وتعمل الشركتان على تطوير مركبات وخطط من أجل الفضاء.
- يتسابق المليارديران "جيف بيزوس" و"إيلون ماسك" أيضاً في الفضاء وليس الحوافز الحكومية فقط، فكل من مؤسس "أمازون" والمدير التنفيذي لـ"تسلا" يحاولان توفير المعيشة للبشر في الفضاء، لكن برؤى مختلفة.
- يرى "ماسك" إمكانية تجهيز مستعمرات على كوكب المريخ، في حين يرى "بيزوس" أنه يجب أولا الذهاب إلى القمر.
- تحدث "بيزوس" عن تفضيله لفكرة المستعمرات الفضائية الطافية بدلا من تجهيز معيشة من البداية على كواكب أخرى مثل المريخ.
- أشار "بيزوس" إلى أن المستعمرات الفضائية سوف يكون لها العديد من المميزات أبرزها قربها من الأرض وتوفير زمن الانتقال إلى كوكب آخر.
- أما "ماسك"، فهو يرى أنه رغم خطورة وصعوبة تجهيز المريخ كي يكون كوكباً صالحاً لمعيشة البشر، إلا أنه يرى الكوكب الأحمر أفضل خيار واقعي لتأسيس قاعدة للبشر في الفضاء.
المصادر: بلومبرج، سي إن بي سي
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}