توفي رجل الأعمال الأمريكي "جاك ويلش" عن عمر ناهز 84 عاماً، ورثاه الكثيرون من بينهم الرئيس "دونالد ترامب" الذي وصفه بـ"أسطورة إدارة الأعمال" لجهده الضخم في قيادة "جنرال إلكتريك" على مدار عقدين.
وقالت "سوزي ويلش" إن زوجها توفي بعد إصابته بالفشل الكلوي، وتدهورت حالته الصحية حتى توفي في منزله بـ"مانهاتن".
يُذكر لـ"ويلش" تحويله "جنرال إلكتريك" إلى أكبر شركة أمريكية مدرجة من حيث القيمة السوقية حيث قادها بين عامي 1981 و2001، وحاز ألقاباً عديدة عكست مدى تفرده في الإدارة والقيادة، فمن هو الراحل "ويلش"؟
"مدير القرن"
- لقب "ويلش" يوما ما بـ"مدير القرن" كما وصف بـ"النيوترون جاك" بسبب خفضه للتكاليف وتسريح العمالة في "جنرال إلكتريك"، في حين رثاه "ترامب" ووصفه بالأسطورة والصديق.
- ترجع أصول "ويلش" لأيرلندا، وولد عام 1935 في "ماساتشوستس"، وبدأ حياته العملية في "جنرال إلكتريك" كمهندس كيميائي في وحدة الصناعات البلاستيكية التابعة للشركة.
- تدرج في المناصب حتى أصبح نائبا لرئيس الشركة عام 1972، وكان أصغر شخص سناً يتولى هذا المنصب، ثم أصبح نائب رئيس مجلس الإدارة عام 1979، وبحلول عام 1981، أصبح المدير التنفيذي للشركة وظل فيه حتى التقاعد عام 2001.
- تولى الراحل قيادة "جنرال إلكتريك" أثناء إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق "رونالد ريجان"، ويرى كثيرون أن قيادة "ويلش" الصارمة كانت السبب وراء النجاح القوي للشركة التي قفزت إيراداتها بنحو خمسة أضعاف حتى بلغت 130 مليار دولار.
- أثناء إدارة "ويلش" أيضاً، قفزت القيمة السوقية لـ"جنرال إلكتريك" من 14 مليار دولار فقط إلى أكثر من 410 مليارات دولار، وعند تقاعده، حصل على مكافأة سخية قدرت بنحو 417 مليون دولار.
- لقبته "فورتشن" بـ"مدير القرن" ووصفت صحيفة "فاينانشيال تايمز" عام 2000 "جنرال إلكتريك" بأفضل الشركات في العالم.
قيادة "جنرال إلكتريك"
- عند بدء تولي "ويلش" لمنصب المدير التنفيذي، هاجم البيروقراطية، واتخذ قرارات بخفض كبير في العمالة، وغير ثقافة الشركة للتحول نحو الريادة والإبداع، كما عكف على التحول نحو توسيع المبيعات في الأسواق العالمية.
- اختصر "ويلش" مفاهيم قيادته لـ"جنرال إلكتريك" في جملة واحدة هي "تحكم في قرارك، وإلا سيتحكم فيه شخص آخر، وتنافس مع الجميع واقض على البيروقراطية حتى لا يتجاوزك العالم".
- كانت هذه الجملة بمثابة وصفة النجاح التي مزجها "ويلش" في قيادته للشركة واعتبرت نبراساً لبعض رواد الأعمال والقادة في مختلف الصناعات.
- بحلول التسعينيات من القرن الماضي، بدت "جنرال إلكتريك" نموذجاً للنجاح في ضوء القفزة في سعر سهمها وأرباحها وإيراداتها عالمياً، لكن "ويلش" كان يتعرض للانتقادات والهجوم وقتها بسبب خفض القوة العاملة.
- يحسب لـ"ويلش" نجاحه في قيادة "جنرال إلكتريك" وإخراجها من عثرتها في الوقت الذي كانت التنافسية شديدة خاصة من صناعات آسيوية.
- مع بداية تولي "ويلش" القيادة، كان عدد موظفي "جنرال إلكتريك"411 ألفاً عام 1981، لكنه تراجع إلى 299 ألفاً عام 1985، وعلى مدار العشرين عاماً التي قضاها في منصب المدير التنفيذي، كانت الشركة هي أكبر تكتل صناعي في الولايات المتحدة.
ما بعد "جنرال إلكتريك"
- خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، اشترت "جنرال إلكتريك" - بقيادة "ويلش" - العديد من الأنشطة الصناعية والخدمية الأمر الذي عزز نموها في مختلف الأسواق.
- ركز "ويلش" على تعزيز الكفاءة في الشركة وفرض أسلوب الحوار الواضح والشفافية في الحديث مع الموظفين والقيادات التنفيذية.
- نشرت "جنرال إلكتريك" بياناً نعت فيه "ويلش"، وصرح المدير التنفيذي الحالي "لورانس كولب" بأن الراحل كان قلب وعمر الشركة على مدار نصف قرن وأعاد تشكيلها في عالم الأعمال.
- تجدر الإشارة إلى أن المكافأة السخية التي حصل عليها "ويلش" عند تقاعده أثارت الانتقادات وقتها واعتبرها كثيرون مبالغا فيها.
- بعد تقاعده، أسس "ويلش" نشاطاً تجارياً اعتمد على إطلاق برامج تدريبية في عالم الأعمال، كما أنه تفرغ لكتابة سيرته الذاتية وكان دائم الظهور على الساحة الإعلامية للحديث عن الاقتصاد والأعمال وآرائه فيما يحدث.
- نشر "ويلش" عام 2012 تغريدة على حسابه بموقع "تويتر" قال فيها إن الإدارة الأمريكية برئاسة "باراك أوباما" كانت تتلاعب في البيانات الاقتصادية، وهو تصريح اعترف لاحقاً بأنه كان تحريضياً.
المصادر: بي بي سي، نيويورك تايمز
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}