ماذا لو أرادت شركة تحسين نموها وإنتاجيتها من خلال طلب العمل لوقت أقل على أساس أسبوعي دون المساس بحجم الرواتب؟ هذا ما فعلته بالفعل بعض الشركات حول العالم في العام الماضي.
في السويد، يعمل فنيون في مركز "تويوتا جوتينبيرج سيرفيس" منذ عام 2003 لست ساعات في الدوام الواحد (أي بمعدل 30 ساعة أسبوعياً)، بينما يعمل آخرون 36 ساعة أسبوعياً في بريطانيا وآخرون لـ35 ساعة في كوريا الجنوبية لدى شركة "واوا براذرز" للتجارة الإلكترونية.
فائدة متبادلة
- على ما يبدو، يستفيد الموظفون بشكل كبير من تقصير عدد ساعات العمل أسبوعياً، لكن شركات أكدت هي الأخرى الاستفادة من هذه الفكرة أيضاً لكونها تتيح المزيد من التعاون والفاعلية في أداء المهام وتعزيز احترام العامل للوقت.
- تقل الضغوط أيضاً من على كاهل الموظفين والإدارات بالشركات لكون المزيد من الوقت أتيح لتعزيز الابتكار والتطوير وتجربة المزيد من الأفكار.
- بالطبع، لم تجد هذه الفكرة نفعاً بالنسبة لجميع الشركات، بل إن هناك من رأى أن الضغوط زادت على الموظفين بسبب محاولاتهم إنجاز نفس القدر من المهام في وقت أقل.
- لكن بدراسة مئات الشركات في دول وقطاعات مختلفة قررت خفض عدد ساعات العمل أسبوعياً، تبين أن إنتاجيتها وأرباحها ارتفعت مقارنة بالعمل لساعات أطول، وهو ما يعني أن عدد ساعات العمل الأقل ربما يدعم نمو انتعاش الشركات.
- من أجل بدء التجربة، يجب على كل شركة النظر في حجم إيراداتها والمهام الموكلة أسبوعياً، ثم تقليل عدد ساعات الدوام تدريجياً ودراسة حجم الإنتاجية والإيرادات وأداء العمالة.
- أيضاً، يجب وضع أهداف محددة لكل أسبوع تنفذ فيه التجربة لمعرفة مدى بلوغ هذه الأهداف من عدمه وقياس الفاعلية والإنتاجية والعامل النفسي أيضاً خاصة فيما يتعلق بالتوازن بين الحياة الشخصية والعملية.
- من بين الفوائد الأخرى التي يمكن أن تجنيها الشركات من وراء تقصير عدد ساعات العمل الأسبوعية مثل تعزيز أواصر الصداقة بين الموظفين وتعزيز ولائهم تجاه بعضهم ونحو جهة العمل.
- كما أن تقصير عدد ساعات العمل سيدعم الشركة في جذب المواهب أصحاب المهارات الفائقة فضلاً عن تقليص فجوة عدم المساواة بين الجنسين.
تجربة على أرض الواقع
- من أبرز وأحدث التجارب العملية التي نفذتها شركات عالمية بتقصير عدد ساعات العمل الأسبوعية ما عملت عليه "مايكروسوفت" في اليابان.
- أعلنت "مايكروسوفت" أن وحدتها في اليابان ارتفعت إنتاجيتها بنسبة 40% خلال أغسطس عندما نفذت تجربة منح الموظفين إجازة لثلاثة أيام أسبوعياً بدلاً من يومين.
- أوضحت "مايكروسوفت" أن الوقت المستغرق في العمل تراجع بشكل ملحوظ خلال الفترة قيد التجربة، لكن إنتاجية الموظفين ارتفعت بنسبة 40% مقارنة بنفس الشهر من عام 2018.
- حثت "مايكروسوفت" أيضاً المديرين والموظفين على خفض زمن الاجتماعات وحددت السقف الزمني لكل اجتماع بألا يتجاوز ثلاثين دقيقة.
- وانعكست التجربة إيجابياً على أداء وإنتاجية الموظفين، ومن ثم استفادوا من ذلك كما استفادت الشركة بشكل كبير من أدائهم الأعلى ومن توفير بعض الموارد مثل الكهرباء التي كانت تستهلك في ساعات العمل الطويلة.
- وتنوي "مايكروسوفت" إعادة التجربة مرة أخرى للتأكد من مدى فاعليتها وتحقيق الاستفادة المرجوة منها.
المصادر: وول ستريت جورنال، أرقام
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}