نبض أرقام
12:09 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/11/24

الأسباب النفسية وراء حالة الذعر من "كورونا" وكيفية التعامل معها

2020/03/28 أرقام

أصبح فيروس "كوفيد-19" المعروف باسم "كورونا" والناتج عن سلالة جديدة من الفيروسات التاجية، يشكل مصدرًا للخوف والرعب في جميع أنحاء العالم، بسبب انتشاره السريع، وعدم وجود علاج وقائي أو لقاح له حتى الآن.

 

ورغم أنه يمكن تفهم حالة الخوف من هذا الفيروس في ظل الظروف السابقة، خاصة أن العلماء لم يتوصلوا إلى الكثير من المعلومات الخاصة به بعد، إلا أن حالة القلق العام التي ظهرت خلال الأسابيع الماضية لا تتناسب مع المخاطر التي يسببها الفيروس، فعلى الصعيد العالمي كانت نسبة الوفيات من المرض قليلة مقارنة بالوفيات الناجمة عن أمراض أخرى مثل الإنفلونزا العادية.

 

كما أن غالبية الأشخاص الذين يُصابون بـ"كورونا" تظهر عليهم أعراض بسيطة، ويمكن علاجهم في المنزل، وفي بعض الأحيان لا تظهر على المصابين بالفيروس أي أعراض على الإطلاق. ورغم ذلك فقد أثر هذا الفيروس سلبًا على الاقتصاد العالمي، وتسبب في تحول العديد من المدن حول العالم إلى مدن أشباح بعد فرض حظر التجول على سكانها منعًا لانتشار الفيروس، مما يطرح تساؤلاً حول سبب كل هذا الذعر من "كورونا".

 

سيكولوجية الخوف

 

 

- يُرجع عالم النفس "ديفيد ديستينو" حالة الذعر من فيروس "كورونا" إلى المشاعر الخاطئة والمعرفة المحدودة.

 

- يرى "ديستينو" أن الأخبار الخاصة بالإصابات والوفيات الناجمة عن فيروس "كورونا" تزيد قلق الناس، وتجعلهم أكثر تأثرًا بسيل الأخبار المتدفقة عن الفيروس.

 

- تشير استشارية علم النفس السريري "دوروثي فريزيل" إلى أن الأشخاص يعطون أهمية للأمور التي يسهل تذكرها.

 

- نظرًا لأن وسائل الإعلام تركز الآن وبشدة على الأخبار المتعلقة بفيروس "كورونا"، فإن الناس أصبحوا يسمعون ويقرأون المزيد من الأمور المتعلقة بالفيروس، ويشعرون بالمزيد من الخطر والتهديد.

 

- تؤثر العاطفة على تقييم المخاطر، ففي العموم يخاف الأشخاص من الأحداث الكارثية غير المتوقعة مثل الهجمات الإرهابية أكثر من الأحداث الشائعة التي تتسبب في الموت مثل الإنفلونزا.

 

- في حالة فيروس "كوفيد-19" فإن تقييم المخاطر لا يزال مسألة شائكة، نظرًا لعدم توافر الكثير من المعلومات الخاصة بالفيروس.

 

- تشير "فريزيل" إلى أن الناس يتصرفون بشكل سيئ في ظل انتشار حالة عدم اليقين وعدم القدرة على التنبؤ، لأن كلتا الحالتين تشعران الأشخاص بفقدان القدرة على السيطرة والتحكم في الأمور. وبالتالي عندما يواجه الأشخاص خطرًا لا يمكنهم السيطرة عليه، فإنهم يبدأون في التصرف بطريقة غير عادية.

 

- يتضمن ذلك إقبال عدد كبير من الناس على شراء كميات كبيرة من السلع والمواد الطبية التي لا يحتاجون إليها، وهو ما يتسبب في حدوث نقص في اللوازم الطبية التي يحتاج إليها العاملون في مجال الرعاية الصحية مثل القفازات والأقنعة الطبية.

 

- من ناحية أخرى يقول عالم الأوبئة "آدم كوتشارسكي" إن حالة عدم اليقين تترك مجالاً للشائعات والأخبار الكاذبة. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى سلوكيات تساهم في تفشي المرض، خاصة أن عددا كبيرا من الناس يقرأون المعلومات عبر الإنترنت دون التحقق من صحتها.

 

كيفية التعامل مع الذعر من "كورونا"

 

 

- قام أستاذ الطب النفسي "متين باشوغلو" بدراسة الاستجابة العاطفية والسلوكية للناجين من الزلزال، ووجد أن هناك أوجه تشابه بينها وبين ردود الفعل تجاه فيروس "كورونا".

 

- قال "باشوغلو" إنه بعدما ضرب تركيا زلزال كبير في عام 1999، وتسبب في مقتل أكثر من 17 ألف شخص، وإصابة نحو 44 ألفًا آخرين، رفض العديد من الناجين العودة إلى منازلهم، وفضلوا العيش في مخيمات لعدة أشهر.

 

- طور "باشوغلو" وزملاؤه طريقة للتعامل مع اضطراب ما بعد الصدمة، حيث لاحظوا أن التعرض لمصدر القلق يمكن أن يخلق شعورًا بالسيطرة عليه. وأدرك الفريق أنهم إذا ما شجعوا الأشخاص على العودة إلى منازلهم، فإنهم سوف يتعافون بسرعة.

 

- يرى "باشوغلو" أن هذا الأمر ينطبق في حالة الأوبئة التي لا يمكن السيطرة عليها أو التنبؤ بها، لذلك يوصي هو والخبراء الناس بفعل كل ما يلزم للشعور بالاطمئنان والسيطرة على مخاوفهم، بدون المبالغة في رد الفعل والمساهمة في زيادة حالة القلق العام.

 

- ينطوي ذلك على الاطلاع على الأخبار دون مبالغة، لأن الإفراط في متابعة الأخبار يسبب القلق.

 

- وبشكل عام يجب أن يتخذ كل شخص التدابير الوقائية اللازمة لتجنب الإصابة بـ "كورونا" بما في ذلك العزل الذاتي وقياس درجة الحرارة عند الإصابة بالمرض، وغسل اليدين بانتظام بالماء والصابون، والابتعاد عن التجمعات. وتساعد مثل هذه الإجراءات البسيطة في أن يشعر الأشخاص بقدر من التحكم والسيطرة على الأمور، وتجنب التعرض للفيروس بقدر الإمكان.

 

المصادر: كوارتز

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.