أكدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع أن حالات الإصابة بفيروس كورونا المسجلة بالدولة، معظمها حالات بسيطة لا تعاني أعراضاً، وتتعافى بشكل تلقائي بعد فترة من الوقت تراوح بين أسبوعين وثلاثة أسابيع، فيما أشار أطباء إلى أن العزل المنزلي للحالات التي لا تعاني أعراضاً أو مضاعفات (الحالات البسيطة)، يُعد الحل الأنجع لتخفيف العبء عن المستشفيات، وترك الأسرة خالية لاستقبال الحالات الأكثر حاجة للرعاية الطبية.
وقال مسؤول الإشراف على تشخيص وعلاج ومتابعة حالات المصابين بفيروس كورونا المستجد في مستشفى العزل بأبوظبي، استشاري الأمراض المعدية، الدكتور جهاد صالح: «شروط العزل المنزلي محددة بألا يكون المريض لديه أي عوامل خطورة، والتي تشمل ألا يكون سنه تخطى الـ60، ولا يعاني أي مشكلات صحية في القلب أو الرئة أو أي أمراض تؤدي لنقص المناعة، أو يتناول أدوية تنقص المناعة، وألا يكون مدخناً، وألا تكون لديه أي أعراض لمرض كورونا، ويتم ذلك بموافقة الجهات الصحية بناء على حالات محددة ومدروسة سابقاً، حيث لا يجوز أن يكون قرار العزل المنزلي اختياراً شخصياً، يتخذه المريض من تلقاء نفسه».
وأضاف صالح: «كل حالة تدرس على انفراد، وفي حال تقرر أن يوضع المريض في العزل المنزلي، فإن المريض يجب أن تكون لديه غرفة نوم خاصة به ومزودة بحمام، وألا يشارك الآخرين أشياءهم، سواء أدوات الطعام والشراب، أو المناشف، أو غيرها من الأشياء المشتركة، وعدم الاقتراب من أفراد العائلة وترك مسافة مترين خلال التعامل معهم، مع ارتداء الكمامة الطبية خلال التعامل معهم، بالإضافة إلى قيام المريض والعائلة بغسل أيديهم بالماء والصابون باستمرار».
من جانبه، أشار البروفيسور بجامعة غرب أونتاريو الكندية، استشاري طب الأطفال والأمراض المعدية والمناعة بمركز القلب الطبي بمدينة العين، الدكتور حسام التتري، أنه يجب تطبيق العزل المنزلي بشكل جيد وآمن، على الحالات البسيطة التي لا تظهر عليها أي أعراض ولا تعاني أي مضاعفات لمرض كورونا، لمنع حدوث أي ضغط على المستشفيات والكادر الطبي، وإتاحة الأماكن داخل المستشفيات للحالات الأكثر حاجة للرعاية الطبية.
وقال التتري: «العزل المنزلي يعتمد على عزل شخص في غرفة بشكل كامل لمدة لا تقل عن 14 يوماً، بحيث لا يخرج منها إطلاقاً، ويتم تقديم الغذاء والاحتياجات التي قد يطلبها من خلال شخص واحد فقط، وعلى الشخص المعزول أن يمارس حياته الطبيعية داخل الغرفة بشكل طبيعي، وأن يحافظ على نظافته الشخصية، ونظافة الغرفة بأكبر قدر ممكن»، مشيراً إلى أنه في حال اضطرت الظروف الشخص المعزول إلى التعامل مع أحد أفراد الأسرة عليه ارتداء الكمامة الطبية، خلال التعامل مع أي فرد من الأسرة، والإبقاء على مسافة مترين على الأقل بينهما، مع الحرص على غسل الأيدي طوال الوقت.
وأضاف: «يمكننا عدم الحاجة إلى العزل أو المستشفيات، في حال التزمنا بالبقاء في المنازل، وعدم الخروج لغير الضرورة، لتجنب الممارسات اليومية الناقلة للفيروس، مع الحرص على استخدام الأشياء ذات الاستعمال الواحد، مثل: الأكواب والأطباق والمحارم الورقية، لضمان عدم انتقال العدوى في حال إصابة فرد من العائلة بها، بالإضافة إلى المحافظة على النظافة الشخصية وغسل الأيدي بالماء والصابون باستمرار، وتنظيف المنزل دائماً بالمعقمات (الماء، والكلور)».
فيما أشارت أخصائية النساء، الدكتورة مي السيد، إلى أن التزام المريض بإجراءات العزل المنزلي، أهم مقومات نجاحه، بحيث يجب على الشخص أن يلتزم بتجنب جميع الأنشطة الاجتماعية، وعدم التنقل من المكان المخصص للعزل إلى مكان آخر، وأن يكون مكان العزل بالمنزل نظيفاً وجيد التهوية، مع الالتزام بتناول الأطعمة الصحية لتقوية المناعة، للإسراع بالشفاء، لافتة إلى أن التزام الأشخاص بشروط الجهات الصحية المسؤولة الخاصة بالعزل المنزلي، يتيح زيادة أعداد غرف العزل داخل المستشفيات لمن يشعرون بألم وأعراض شديدة.
من جانبها، أكدت دائرة الصحة أبوظبي أنها تدعم الأشخاص المصابين بفيروس كورونا (كوفيد-19)، الذي يتطلب منهم الالتزام بالعزل المنزلي، من خلال تطبيق منصة الرعاية الصحية عن بعد، والذي يتضمن أداة «فحص الأعراض» المُدعمة بالذكاء الاصطناعي، حيث سيقوم فريق مختص من الأطباء والممرضين والمهنيين الصحيين بتقديم الرعاية الصحية عن بعد للمصابين بالفيروس، ومن خلال التطبيق ستتم متابعة الحالة الصحية، والحصول على الاستشارة الطبية الملائمة خلال هذه الفترة إلى حين تماثلهم للشفاء.
وأشارت الدائرة إلى عملها على توفير كل أوجه الدعم اللازم للمرضى المصابين بـ«كوفيد-19» ممن في العزل المنزلي، وذلك بالتأكد من اتباع الإرشادات والإجراءات الصحية الواجب التقيد بها خلال فترة العزل، حفاظاً على الصحة العامة، والحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، كما وفرت الدائرة للأشخاص في العزل المنزلي كل الاحتياطات اللازمة، والمواد التموينية التي قد يحتاج لها المريض في العزل المنزلي.
الحبس والغرامة
أكد المحامي والمستشار القانوني، منصور المازمي، أن مخالفة أي مريض - تقرر وضعه في العزل المنزلي - شروط العزل التي حددتها وزارة الصحة ووقاية المجتمع والجهات ذات الاختصاص، تعرض الشخص المخالف للمساءلة القانونية، لأنه يعلم أنه مصاب، ومخالفته شروط العزل حتماً ستؤدي إلى انتقال الإصابة إلى آخرين، ووفقاً لقانون مكافحة الأمراض السارية، فإن هذا الفعل يعد جريمة، حيث نصت المادة 33: «على المصاب عند معرفة إصابته بمرض من الأمراض الواردة بالجدول رقم (1) المرفق بهذا القانون، الالتزام بالتدابير الوقائية وتنفيذ الوصفات الطبية والتقيد بالتعليمات التي تعطى له، بهدف الحيلولة دون نقل العدوى إلى الآخرين»، وقد نصت المادة 38 من القانون ذاته على العقوبة المقررة لهذا الفعل: «يعاقب كل من يخالف أي حكم من أحكام البندين (1 و2) من المادة (31) والمادتين (32)، و(33)، من هذا القانون بالحبس، وبالغرامة التي لا تقل عن 10 آلاف درهم ولا تجاوز 50 ألف درهم، أو بإحدى هاتين العقوبتين».
وأضاف المازمي: كما أن عدم التزام المريض بالعزل المنزلي المفروض عليه، يُعد تعمداً بنقل المرض، وحسب ما نصت عليه المادة 34 من قانون مكافحة الأمراض السارية: «يحظر على أي شخص يعلم أنه مصاب بمرض من الأمراض الواردة بالجدول رقم (1) المرفق بهذا القانون، الإتيان عمداً بأي سلوك ينجم عنه نقل المرض إلى الغير»، وقد نصت المادة 39 من القانون ذاته على العقوبة المقررة على هذا الفعل بأنه: «يعاقب كل من يخالف أحكام المادة (34) من هذا القانون بالسجن مدة لا تزيد على خمس سنوات، وبالغرامة التي لا تقل عن 50 ألف درهم، ولا تجاوز 100 ألف درهم، أو بإحدى هاتين العقوبتين، وفي حالة العود تضاعف مدة عقوبة السجن».
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}