كشف مدير عام الهيئة العامة للصناعة عبدالكريم تقي، أن الكويت لم تقف مكتوفة الأيدي أمام توفير حاجة البلاد من المواد الاولية والاساسية، خاصة في ظل منع بعض الدول تصدير منتجاتها المحلية إما بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، أو بسبب حاجة أسواقها المحلية لهذه المواد والمنتجات.
وأضاف تقي خلال لقاء خاص بـ «الأنباء» أن الكويت كانت تعتمد في بداية أزمة فيروس كورونا على أسواق الهند وباكستان، ثم توجهت بعد ذلك إلى أسواق آسيا والصين وأوروبا، إلى جانب الاعتماد على بعض المصانع العالمية التي تشارك فيها الهيئة العامة للاستثمار، حيث نجحت في تأسيس شبكة يمكن الاعتماد عليها في حال توقف الاستيراد من إحدى الدول.
وأكد على أن تركيب آلات صناعة الكمامات التي وصلت إلى الكويت مؤخرا قد بدأ بالفعل، متوقعا أن يبدأ التشغيل الفعلي في القريب العاجل، وأضاف أن مكائن الكمامات الجديدة ستكون قادرة على الانتاج بطاقات عالية تستوعب احتياجات السوق بشكل كامل.. وفيما يلي التفاصيل:
* كيف تعاملت الكويت مع أزمة كورونا، خاصة في ظل إيقاف حركة الطيران من جهة، وحظر بعض الدول المصدرة لمنتجاتها في ظل حاجتها لها من جهة اخرى؟
- لم تقف الكويت مكتوفة الأيدي أمام توفير حاجة البلاد من المواد الاولية والاساسية، صحيح ان بعض الدول قامت بمنع تصدير منتجاتها المحلية، إما بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، أو بسبب حاجة أسواقها المحلية لهذه المواد والمنتجات.
وقد كانت الكويت تعتمد في بداية أزمة فيروس كورونا على أسواق الهند وباكستان، لكنها توجهت بعد ذلك إلى أسواق آسيا والصين وأوروبا، إلى جانب الاعتماد على بعض المصانع العالمية التي تشارك فيها الهيئة العامة للاستثمار، من هنا نجحت في تأسيس شبكة يمكن الاعتماد عليها في حال توقف حركة الاستيراد من اي من الدول التي كانت تعتمد عليها في السابق، وبفضل الله، فقد وضعت الهيئة العامة للصناعة عددا من الخطط البديلة منذ بداية الازمة، ليكون هناك دعم كاف للمواد الاولية من خلال التنوع في مصادر الاستيراد المختلفة.
* وهل نجحت خطط الهيئة في توفير المواد الأولية التي تحتاجها المصانع المحلية؟
- نعم نجحت الهيئة العامة للصناعة خلال الفترة القليلة الماضية باستيراد وتوفير كل ما تحتاجه المصانع الكويتية من مواد أولية لازمة للصناعة، بالإضافة إلى مكائن ومعدات تتطلبها المرحلة الحالية بهدف زيادة الإنتاج المحلي ذاتيا، ولعلكم سمعتم بوصول مادة «الايثانول» وفق خطة مرسومة على مدى شهرين في المرحلة الاولى، ثم وبإيعاز من وزارة التجارة تم مد أمد خطة استيراد «الايثانول» على مدى ستة أشهر لتتناغم مع خطة الأمن الغذائي الموجودة لدى «التجارة»، حيث تم الاتصال بكافة مصادر توريد هذه المادة، والوصول إلى عقود مغلقة مع المصانع المنتجة لمادة «الايثانول» بحيث ستتابع عملية استيراد هذه المادة من عدة مصادر على مدى 35 إلى 45 يوما، وبالفعل بدأت أول شحنة بالخروج وفق قوافل متسلسلة، ما يعني أنه لن يكون هناك انقطاع بالكويت فيما يخص المواد الاولية للمعقمات.
وقامت الهيئة مؤخرا بتوزيع الكميات المستوردة من «الايثانول» على الأسواق المحلية تحت إشرافها المباشر، وذلك لتحقيق مبدأ العدالة والشفافية في تلبية احتياجات السوق.
* ما استراتيجية الهيئة العامة للصناعة للتعامل مع أزمة كورونا؟
- تعمل الهيئة العامة للصناعة على تنفيذ استراتيجية متكاملة، انطلقت منذ بدء تداعيات «كورونا»، وقد ارتكزت هذه الإستراتيجية على عنصريين رئيسيين، الأول هو الرقابة الشاملة على المصانع المحلية للغذاء والدواء للتأكد من مطابقة منتجاتها للمواصفات القياسية، فيما ركز العنصر الثاني على التعرف على احتياجات المصانع المحلية من المواد الخام والعمل على توفيرها لهم، مع التأكيد على الدور الكبير لقطاع المواصفات والخدمات الصناعية وإدارة السلامة والبيئة الذي استمر بتأدية واجبه على أعلى مستوى من خلال الرقابة التامة، تماشيا مع تأكيد توجه وزير التجارة والصناعة خالد الروضان الذي أشار من خلاله إلى نه لن يكون هناك أي مجاملة فيما يتعلق بصحة الانسان.
* استوردت الكويت مؤخرا آلات لصناعة الكمامات، ما الذي تم في هذا الخصوص؟
- لقد بدأ بالفعل تركيب آلات صناعة الكمامات التي وصلت إلى الكويت مؤخرا، ومن ثم بات من المتوقع أن يبدأ التشغيل الفعلي في القريب العاجل، حيث ستكون مكائن الكمامات الجديدة قادرة على الانتاج بطاقات عالية تستوعب احتياجات السوق بشكل كامل.
وخلال الـ 30 يوما القادمة سيتم استيراد المزيد من المكائن الإضافية التي ستضاف إلى خطوط الانتاج، ومن هنا فلن يكون أمامنا أي تحديات جديدة في هذا الجانب، سوى فيما يتعلق بالمادة الاولية اللازمة لإنتاج الكمامات، علما أن الهيئة قد أعدت خطة لتوفير هذه المواد، وذلك على غرار ما تم اتخاذه بشأن توفير مادة الايثانول من قبل.
وكما أعلن سابقا فإنه سيتولى تشغيل مكائن صناعة الكمامات مصنع محلي واحد في الوقت الراهن فضلا عن إضافة نشاط صناعة الكمامات الطبية لعدد من المصانع المحلية حتى تتم تغطية احتياجات السوق المحلية على أكمل وجه، وذلك في إطار خطوات تعزيز التصنيع المحلي للكمامات الطبية لتوفير احتياجات المواطنين والمقيمين منها بأسعار مناسبة وتوفير كل المستلزمات الوقائية لتعزيز وتطوير أداء المصانع المحلية.
وتتابع الهيئة وبتعليمات مباشرة من وزير التجارة والصناعة وبشكل يومي التحديات التي تواجه المصانع المحلية لإيجاد حلول لها عبر توفير المواد الأولية الكافية لتغطية احتياجاتها بعد رفع طاقتها الإنتاجية خلال الأيام الماضية بسبب زيادة الإقبال والطلب على المنتجات الوقائية من قبل المستهلكين.
* قمتم مؤخرا بزيارة إلى مصانع المرطبات والعصائر، فما الهدف من وراء هذه الزيارة؟
- تعتبر مصانع المرطبات والعصائر من المصانع التي تحافظ على الأمن الغذائي، خاصة أنها تقوم إلى جانب إنتاج المرطبات، بإنتاج المياه المعبأة، لذا فإننا نولي مثل هذه المصانع أهمية كبرى في تأمين الأمن الغذائي للبلاد.
في الوقت نفسه، يمكن القول ان الكثير من دول المنطقة أخطأت في عدم الحفاظ على الاسم التجاري العالمي للكثير من السلع الغذائية، لكننا في الكويت نسعى للحفاظ على الاسم العالمي للعلامة التجارية والحفاظ على استمراريته وعدم تعثره، خاصة وأننا نمتلك بنية تحتية ممتازة، وبالتالي فمن السهل تنظيم الجوانب اللوجستية للحفاظ على جميع أنواع الصناعات المحلية.
* هل من كلمة أخيرة؟
- أود أن أطمئن المواطنين والمقيمين بأن الدولة نجحت في توفير كل ما يتطلبه المواطن ليحيا حياة مستقرة سواء من ناحية الغذاء أو المواد الطبية أو المواد الاولية، مع التشدد في جانب تطبيق القانون فيما يمس صحة الإنسان، في حين أن التحدي الأخير هو مع الكمامات، وقريبا سيكون لدى الكويت اكتفاء ذاتي في هذا الجانب.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}