قال الدكتور عبداللطيف الخال، رئيس اللجنة الوطنية الإستراتيجية للتصدي لفيروس كورونا التابعة لوزارة الصحة العامة، إن فيروس كورونا (كوفيد- 19) بدأ في الازدياد في الثلاثة أسابيع الأخيرة، وبدأ يدخل في مرحلة الذروة خلال الأسبوع الماضي، متوقعا أن يأخذ المنحى بالارتفاع شيئاً ما قبل أن يستقر ويبدأ بالانحسار تدريجياً.
وأضاف في مؤتمر صحفي بحضور د. أحمد المحمد، رئيس إدارة الباطنية في مؤسسة حمد الطبية، والمدير الطبي لمستشفى حزم مبيريك مساء أمس، أن التذبذب الآن وارد في عدد الإصابات وهناك ارتفاع وانخفاض في المعدل اليومي، ونتوقع أن يستمر هذا التذبذب على مدار الأيام القادمة.
وقال د. الخال إن معظم الإصابات بين الفئة العمرية 25 و34 عاما، تليها الفئة العمرية 35 إلى 44 عاما، وهذا يعكس التركيبة السكانية في دولة قطر بينما الإصابات بين كبار السن محدودة، وهذا شيء مطمئن، لأنه كما تعلمون فإن الفئة العمرية الكبيرة هي الفئات الأكثر عرضة لتعقيدات الإصابة بالفيروس فيجب أن نحافظ على هذه الفئة من الإصابة بالفيروس لأن المضاعفات تكون أكبر في الفئة العمرية أكبر من 60 عاما. كما أن نسبة الإصابة بين الأطفال قليلة وفي المجمل الإصابات بين الأطفال تكون خفيفة جداً أو بدون أعراض.
وأشار د. الخال إلى أن المتبرعين ما زالوا يتدفقون للتبرع بالبلازما وتم إعطاؤه لأكثر من أربعين مصاباً بالفيروس والنتائج مشجعة وندعو جميع المتعافين للتبرع بالبلازما.
قال د. الخال إن نسبة 1% من المصابين بالفيروس ينتهي بهم المطاف إلى العناية المركزة، ونصفهم تقريباً يحتاجون إلى جهاز التنفس الصناعي والرقم يتذبذب من يوم إلى آخر، ويتم إدخال 8 إلى 10 أشخاص في اليوم للعناية المركزة من المصابين بفيروس "كوفيد- 19"، أغلبيتهم من المصابين بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب والسكري وضعف المناعة، بالإضافة إلى الكبار في السن، وهناك بعض الشباب من الفئات العمرية الأصغر ممن يحتاجون إلى الدخول للعناية المركزة. وتقريباً 47% من الذين هم في العناية المركزة يحتاجون إلى جهاز التنفس الصناعي، بينما 53% منهم لا يحتاجون إلى جهاز التنفس الصناعي.
العناية المركزة
وتابع: منذ تفشي الوباء في دولة قطر فإن هناك 328 حالة احتاجت إلى الدخول إلى العناية المركزة، وتم حتى الآن إخراج وتعافي أكثر من 200 حالة تقريباً 208 حالات، وكما تعلمون فإن هناك 12 حالة وفاة من المصابين والذين تم إدخالهم للعناية المركزة حتى يومنا هذا وعدد الحالات في العناية المركزة الآن يبلغ 109 حالات كما ذكرت نسبة 47% منهم يحتاجون لجهاز التنفس الصناعي.
وأشار الخال إلى أن هناك ارتفاعا ملحوظا في حالات الشفاء، حيث تجاوزت 2000 حالة، وعدد حالات الشفاء التي يتم الإبلاغ عنها يوما بعد يوم آخذة بالتزايد، وهذا مؤشر جيد جداً.
إستراتيجية شاملة
قال د. أحمد المحمد، رئيس إدارة الباطنية في مؤسسة حمد الطبية، والمدير الطبي لمستشفى حزم مبيريك: بالنسبة لاستعدادنا على مستوى المستشفيات وتقديم الرعاية الصحية لمرضى "كوفيد-19" وللمرضى الآخرين في قطر، ارتأينا أن نضع إستراتيجية شاملة تبدأ من البداية في مواجهة هذا المرض بشكل قوي وحاسم وفي نفس الوقت بدون التأثير على ما تقدم من خدمات صحية للجمهور كما هو معتاد قبل جائحة "كوفيد-19". وفي هذه الإستراتيجية حاولنا فيها الموازنة بين ما نواجهه الآن من جائحة، وبين ما ينبغي أن نقدم للجمهور من خدمات لا ينبغي أن تقف خصوصاً أن الأمراض لا تقف عند حد، وأن الحالات الطارئة مستمرة، فلا بد من تقديم الخدمات على الجهتين.
وأضاف: ارتأينا تخصيص بعض المستشفيات تكون في الواجهة لمكافحة مرض "كوفيد-19" وخصصت 5 مستشفيات منها ما هو داخل الخدمة سابقاً ومنها ما أدخل في الخدمة. والخمسة مستشفيات هي مركز الأمراض الانتقالية والمستشفى الكوبي ومستشفى حزم مبيريك ومستشفى راس لفان ومستشفى مسيعيد، وهذه المستشفيات هي التي تقف في الواجهة في مكافحة المرض ومعالجة المرضى المصابين بجائحة كورونا ووضع هذه المستشفيات في هذه الوضعية يستوجب أن نزيد من الاستعداد من الناحية السريرية ومن الناحية الطبية أيضاً، من الطاقم الطبي وطاقم التمريض والطاقم الطبي المساعد لا بد أن يزداد في كل هذه المستشفيات وخصوصاً في المستشفيات التي دخلت الخدمة أثناء الجائحة.
تجهيز المستشفيات
وقال د. المحمد: استطعنا التغلب على التحديات وتجهيز هذه المستشفيات بما يتلاءم والجائحة، فهذه الشريحة توضح الآن المستشفيات على الخط اليمين الأخضر مستشفيات في الواجهة يتبعها الخط الثاني الخط البني مثل مستشفى الوكرة والخور وغيرها من المستشفيات جعلت في خط ثانٍ، بحيث لو تم استيعاب كل الخط الأول فإنه توجد مستشفيات في الاحتياط وأيضاً مستشفيات في آخر الاحتياط هي مستشفى حمد العام والمستشفيات التخصصية الأخرى جعلت في آخر خط المواجهة، وإن شاء الله لن نحتاج أن نصل إلى هذا الحد ولكن هذه الخطة المتبعة في مواجهة هذا المرض.
طبعاً كما هو واضح الاستعداد في المواجهة بمستشفيات الخط الأول، احتاجت لزيادة عدد الطاقم الطبي وطاقم التمريض والطاقم الطبي المساعد واحتاجت نقلة كبيرة في عدد الأسِرّة في هذه المستشفيات. والاستعداد بالمستشفيات تم على نطاقين، الأول الخدمة الصحية الاعتيادية، والثاني للحالات الحرجة، بالنسبة للأول فقد تمت زيادة عدد الأسرة بما يتواءم مع هذه الحالات لأن هذه الحالات أكثر من الحالات الحرجة، وبالنسبة للحالات الحرجة تتم زيادة الطاقة السريرية في أقسام العناية المركزة. وعدد الأسرة انتقل من حوالي 2250 ما قبل الجائحة، في مستشفيات حمد جميعها، إلى ما يقارب 5000 سرير فيما بعد الزيادة التي قررناها لمواجهة كورونا. لذلك كان الهدف من الوصول لعدد الأسرة إلى 221 سريرا يستقبل الحالات الحرجة، والحمد لله طبعاً ما وصلنا لاستهلاك كل هذه الأسرة، في استقبال الحالات الحرجة، وكنا في أسوأ الأحوال نستخدم 60% من الأسرة، ويبقى 40% في الاحتياط.
وقال د. المحمد إن عدد الأسرة في مستشفى حمد ارتفع من 2250 ما قبل الجائحة إلى 5000 سرير خلال الجائحة ولدينا في الاحتياط أكثر من 40% من الأسرة غير مستخدمة، كما أن هناك خططا معدة حاليا لاستخدام مستشفيات أخرى إذا اقتضى الأمر.
ونوه د. المحمد إلى تحويل مستشفى حزم مبيريك بالكامل لوحدة عناية مركزة وهذا شيء غير معهود في السابق أن يتغير مستشفى بالكامل لوحدة عناية مركزة وهذا يحتاج إلى جهود جبارة.
خدمة (16000)
وأضاف د. المحمد أن خدمة (16000) تقدم الخدمات لكل من مؤسسة حمد الطبية أو مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، حيث يمكن التواصل مع المؤسستين من خلال هذا الرقم، وكذلك خدمة توصيل الأدوية، وهي من الخدمات الجديدة وكذلك تقديم الدعم النفسي لمن يحتاجون سواء للجمهور أو المرضى داخل المستشفيات، وتشهد الخدمة طلبا بشكل كبير وهذا واضح من خلال عدد الاتصالات.
وقال د. عبداللطيف الخال: أود أن أذكر المواطنين والمقيمين بجميع فئاتهم أننا نحن في مرحلة ذروة انتشار الوباء في قطر، وبالتالي يحب أن يكون الحرص أكثر من السابق على تجنب أسباب الإصابة والحرص على عدم المخالطة أو الخروج من المنزل إلا للضرورة، وفي حال الخروج من المنزل يجب التقيد بالإرشادات الوقائية، من لبس القناع الطبي وترك مسافة لا تقل عن مترين مع الآخرين، وتعقيم اليدين، بالإضافة إلى تجنب الزيارات العائلية والتجمعات.
وأضاف: الفئة الأكثر عرضة للفيروس ومضاعفاته هم كبار السن فوق 60 عاما، وكذلك المصابون بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري والأمراض التنفسية أو زراعة الأعضاء وكل من يعانون من نقص في المناعة، كما أنصح الشباب بعدم تعرضهم لأسباب العدوى حيث إنهم قد يصابون وبالتالي ينقلون هذا الوباء إلى أسرهم وعائلاتهم.
المنطقة الصناعية
وردا على سؤال حول الإجراءات المتبعة عقب الإعلان عن تنظيم الدخول والخروج من المنطقة الصناعية لضمان سلامة وصحة القاطنين في المنطقة وأصحاب العمل في تلك المنطقة قال د. الخال: الإجراءات الصحية التي يتم تطبيقها في المنطقة الصناعية منذ إغلاقها وهي مستمرة للآن تنقسم إلى 3 مستويات أولا الكشف المبكر عن الإصابات وثانيا تقصي الحالات المخالطة والكشف عليها ووضعها تحت الحجر الصحي وثالثا عزل الحالات التي يتم التأكد من إصابتها وهذه الإجراءات تعتبر ركيزة أساسية في مكافحة انتشار الفيروس.
وتابع د. الخال: الشق الثاني يتعلق بالنظافة العامة والالتزام بالمبادئ الصحية التي تمنع الإصابة بالأمراض بما فيها الأمراض المعدية، وهناك تركيز من وزارة الصحة على هذه الناحية، من خلال تحسين الثقافة الصحية عند العاملين، بالإضافة إلى إجراءات الفحص العشوائي في المنطقة وهذا يبين مدى نجاح الجهود للحد من انتشار الفيروس.
وتابع: إن الشق الثالث هو توفير الخدمات الصحية في هذه المنطقة للمقيمين والعاملين حيث إن هناك جهودا كبيرة في توفير مجمع طبي تحت مظلة وزارة الصحة لتقديم عدة مستويات من الخدمات الطبية بما فيها خدمات الطوارئ والعلاج بالعيادات الخارجية ووحدات الإقامة القصيرة وسوف يكون ذا طاقة استيعابية كبيرة.
وأشار إلى أن هناك منشأة صحية كبيرة الحجم قامت وزارة الصحة بإنشائها وسوف يتم افتتاحها قريبا، موضحا أن المنشأة توفر خدمات الطوارئ بحيث يمكن للعاملين أو القاطنين بهذه المنطقة ممن يشعرون بأعراض فيروس كورونا أو أي أعراض أخرى التوجه إليها والحصول على العلاج السريع والمجاني، موضحا أن المنشأة سوف توفر عددا كبيرا من الأسرة لاستيعاب المرضى لعدة ساعات للتقييم والعلاج المبدئي سواء لانتظار الفحوصات أو قبل تحويلهم لمستشفيات أخرى، كما ستتوافر عيادات خارجية في تخصصات مختلفة لتوفير الخدمات الطبية غير العاجلة من خلال نظام المواعيد وسوف تغني القاطنين بهذه المنطقة عن الحاجة للذهاب إلى أي منشأة صحية أخرى خارج المنطقة الصناعية من أجل العلاج.
عقار (ريمدي سيفير)
بشأن إقرار عقار (ريمدي سيفير) من قبل منظمة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج المصابين بكوفيد-19، قال د. الخال إن هذا العقار هو الأول من نوعه الذي يتم اعتماده والموافقة عليه رسميا على مستوى العالم لعلاج المصابين بفيروس كورونا، موضحا أن الموافقة على العقار هي مبدئية، حيث يسمح باستخدام العقار تحت الحالات الطارئة أو الشديدة، كما يسمح للشركات المصنعة للدواء بإعطاء العقار للجهات التي تقوم بإجراء الدراسات والأبحاث للتأكد أكثر من فعاليته وبالأخص منظمة الصحة العالمية التي تقوم حاليا بإجراء بحث علمي كبير وتجارب علمية على مستوى العالم باستخدام هذا العقار وبعض الأدوية الأخرى.
ولفت إلى أن العقار حتى الآن لا يصنع بكميات تجارية ولم يتم منحه التصريح والموافقة النهائية لبيعه وتوزيعه بشكل تجاري لدول العالم، مؤكدا أن دولة قطر قامت بالتواصل مع الشركة المنتجة للعقار وتم طلب توفيره لقطر فور إتاحته بشكل تجاري.
وقال إن نتائج هذا العقار مشجعة وجيدة لكنها محدودة حيث إنه ثبت من خلال إحدى التجارب التي تم الإفصاح عنها ولم تنشر بشكل رسمي حتى الآن أن حدة الأعراض تقل مع هذا العقار من 15 يوما إلى 10 أيام ولكن حتى الآن لم يثبت فعاليته في تقليل حالات الوفيات ولكن ما زلنا في انتظار المزيد من النتائج الطبية في هذا الصدد.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}