نبض أرقام
09:36 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

من صناعة الطائرات والصواريخ إلى الفضاء .. حدود إبداع البشر تعجز أمام "كورونا"

2020/05/14 أرقام

يستكشف الإنسان الكثير من الأمور التي لم تكن معروفة من قبل، ويصل إلى مناطق وعلوم ومفاهيم يوماً تلو الآخر، فالبشر نجحوا في  صناعة الطائرات والقطارات والصواريخ ومختلف العتاد العسكري وبلوغ آفاق جديدة بالفضاء.
 

وعلاوة على ذلك، تطور شركات مثل "أوبر" تكنولوجيا السيارات الطائرة، وتنفذ مختلف الدول والحكومات أنظمة نقل جديدة وخارقة مثل "هايبرلوب" التي تنقل المسافرين عبر كبسولات داخل أنابيب مفرغة بين الدول في أزمنة قياسية.
 

إنها إبداعات متواصلة، منها ما حدث بالفعل ويخضع للتطوير المستمر، ومنها ما لا يزال قيد التجارب ويحمل في طياته مستقبلاً واعداً، فالتكنولوجيا والابتكار في تطور مستمر.
 

وفي المجال الطبي، تعمل شركات على تطوير عقاقير يمكنها تدمير أي مسببات لخلايا وجينات الشيخوخة، لكن مع هذا وذاك، لا يزال الإنسان عاجزاً أمام الحد أو القضاء على فيروس "كورونا" الذي يطيح بالشكل الأكبر بكبار السن.
 


 

عورات الأنظمة الصحية
 

ها نحن الآن في عام 2020، وتعاني البشرية من فيروس يجتاح العالم، ولا يستطيع الكثيرون التصدي له ويواصل الإضرار بكل مناحي الحياة سواءالاجتماعية أو الاقتصادية.

 

كشف الفيروس التاجي عورات الأنظمة الصحية في عدد من الدول المتقدمة وغيرها حول العالم ومدى ضعفها حتى في  توفير مستلزمات وقاية للأطقم الطبية وحمايتها، وخاصة النظام الصحي الأمريكي.
 
تنفق الولايات المتحدة مليارات الدولارات على تطوير طائرات مقاتلة من الجيل الخامس، على سبيل المثال "إف - 35"، ومع الأزمة، بدأ البعض يتساءل: أما كان من الأفضل إنفاق واشنطن هذه الأموال الضخمة في الإلكترونيات أو التكنولوجيا الحيوية.. ليس حتى التعليم والرعاية الصحية؟
 
ليس معنى ذلك التقليل فيما وصلت إليه دول حول العالم من إبداع وتكنولوجيا كالذكاء الاصطناعي وحوسبة الكم والمستشعرات والواقع الافتراضي والتكننولوجيا الحيوية والنانوتكنولوجي والطباعة ثلاثية الأبعاد والكثير من الابتكارات.
 
يعمل بعض الباحثين على تكنولوجيا من شأنها إمكانية تطوير أدوية للأمراض عن طريق التكنولوجيا والحواسب بدلا من بناء مختبر ضخم بتكلفة باهظة واستهلاك أدوات معملية.
 
لو كانت هذه التكنولوجيا متاحة الآن - وليست قيد التجارب - ربما استطاع العالم تطوير علاج سريع وفعال ولقاح مضاد لفيروس "كورونا"، ولتم توفير الكثير من الوقت بدلاً من إجراء تجارب على آلاف الأدوية المحتملة والخروج في النهاية بخمسة منها فقط ربما - ربما - يكون لها دور في مكافحة الفيروس.
 
مع تحليل الأزمة، أكد خبراء أن العديد من المنظومات الصحية - وعلى رأسها النظام الصحي الأمريكي - مصممة لكي تكون رد فعل على أي مرض أو وباء محتمل.
 
قارن البعض بين استعدادات الدول وجيوشها لأي أعمال عدائية بتطوير أسلحة وأنظمة حربية مضادة يمكنها الهجوم والرد على أي عدوان محتمل، فلماذا لم تستعد الأنظمة الصحية بأسلحة مضادة لأمراض محتملة؟

 


 

للإبداع حدود
 

في زمن "كورونا"، يمكن للأخطاء الصغيرة أن تؤدي إلى تداعيات خطيرة، فهناك أشخاص توفوا بالمرض ونقلوه إلى غيرهم قبل حتى اكتشاف أنهم كانوا حاملين للفيروس.

 

على أثر ذلك، يبدو أن الإنسان ينقصه الكثير من المعرفة والوعي والحذر للتعامل مع أزمات مثل "كورونا"، فقد استغل الفيروس التاجي أخطاء البشرية وتفشى عبر كوكب الأرض بلا هوادة.
 
بداية من ضعف التحركات السياسية والعجز عن اتخاذ قرارات مناسبة أو إدارة الأزمة بشكل جيد إلى فشل الأنظمة الصحية والتضليل في نقل المعلومات والتأخر في الرد النقص في وجود بحث علمي قادر على تطوير علاج أو لقاح للقضاء على المرض.
 
حول العالم، تكررت أنماط تفشي الفيروس والتعامل معه، بل إن "كورونا" انتشر في أماكن جديدة وبشراسة أكبر وأسرع، فعندما تفشى مثلا في الصين، انتشر في دول أوروبا وفي أمريكا بوتيرة أكبر بكثير، ولم تستفد أي دولة من تجربة أخرى.
 
بعد حدوث الأزمة، ظهرت العيوب وبدأ اللوم وإلقاء الأخطاء كل شخص وكل جهة على غيرها، وتأخر الرد والمواجهة وتفاقمت الأزمة وزادت المخاطر.
 
البعض قال إن الفيروس أكبر بكثير من أن يواجهه نظام صحي أو دولة مهما كانت درجة تقدمها وقدرات أنظمتها الصحية نظراً لأن هناك حدوداً للإبداع.
 
البعض الآخر آمن بنظرية المؤامرة بأن الفيروس تفشى وانتقل إلى دول أخرى بسبب دولة وحكومة ما، بينما يرى الخبراء أن تفشي الأزمة وتصاعدها جاء نتيجة أخطاء بشرية ومحدودية في المعلومات وفي الإمكانات وعدم التعامل ومواجهة المرض على نحو أكثر فاعلية.
 
قال خبراء منظمة الصحة العالمية إن التدخل المنسق والتعاون بين الدول لم يكن ليوقف انتقال وتفشي "كورونا"، لكن كان بإمكانه تقليل الذروة وتخفيف الأضرار.

 

المصادر: فاينانشيال تايمز، ذي جارديان

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.