بعد بداية هادئة، تسلقت البرازيل "القائمة السوداء" لأكثر الدول تضررا بفيروس كورونا المستجد، لتحتل المركز السادس في عدد الوفيات، لتعلن عن نفسها بؤرة جديدة للوباء الذي أودى بحياة أكثر من 300 ألف شخص.
وتعاني المستشفيات والمشارح والمقابر في البرازيل مع العدد المتزايد من حالات فيروس كورونا، التي وصلت لأول مرة إلى البلاد من قبل أشخاص عادوا من أوروبا والولايات المتحدة في فبراير.
و على الرغم من القلق المتزايد من أن البلاد ستسجل آلاف الوفيات الإضافية بسبب الفيروس، فإن رئيسها جاير بولوسنارو، لم يفرض أي إغلاق على مستوى البلاد، وفقا لموقع "بزنس إنسايدر".
ويواصل بولسونارو، المثير للجدل، التقليل من مخاطر الفيروس، بحضور احتجاجات مناهضة للإغلاق وبدء نزاعات مع حكام الولايات، الذين خالفوا أوامره بإصدار عمليات قفل جزئية بشكل فردي.
ولكن الصور التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي، تؤكد أن البرازيل أصبحت بؤرة كورونا الجديدة، وبشكل "مرعب".
وانتشرت صور لمقابر جماعية، لأعداد كبيرة من المتوفين بفيروس كورونا، والتي تأتي بعد أشهر من كرنفال البرازيل الكبير، الذي لم يتم إلغاؤه بالرغم من بداية انتشار الفيروس.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أشارت الأسبوع الماضي، إلى أن قارتي أميركا الشمالية والجنوبية، هما بؤرة تفشي كورونا اليوم.
ويقول الخبراء إن العدد الفعلي للحالات ربما يكون أعلى 15 مرة مما تم الإبلاغ عنه، بسبب عدم انتشار الفحوصات في البلاد.
وقال دومينغو ألفيس من كلية الطب بجامعة ساو باولو: "البرازيل تختبر فقط الأشخاص الذين ينتهي بهم المطاف في المستشفى. من الصعب معرفة ما يحدث حقا بناء على البيانات المتاحة".
وأضاف: "ليس لدينا سياسة حقيقية لإدارة تفشي المرض".
ومع وجود المنازل الضيقة والأسر الكبيرة والحدائق العامة القليلة، فإن العزلة الاجتماعية صعبة للغاية في العديد من الأحياء الفقيرة بالبلاد، وهي التي بدأ انتشار الفيروس فيها بشكل متسارع "خارج عن السيطرة"، وفقا لموقع "بزنس إنسايدر".
وبينما عانت المستشفيات والمشارح من عدم قدرتها على استيعاب المصابين والموتى، أصر بولسونارو على تسمية الفيروس "بالعدوى الصغيرة".
في مارس، أثار الرئيس غضبا على وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن رد على الصحفيين الذين سألوا عن ارتفاع عدد القتلى بالقول: "ماذا؟ أنا آسف. ماذا تريدون مني أن أفعل؟".
وبسبب الدعم الكبير الذي قدمه رئيس البلاد للمطالبين برفع الإغلاقات، انقسم المواطنين لمؤيد لبعض الإغلاقات التي فرضتها الولايات، وبين داعم للرئيس، ومطالب برفع جميع القيود على الحركة.
ومع انقسام البلاد، سجلت البرازيل حتى الآن قرابة 15 ألف حالة وفاة، بمعدل 140 حالة وفاة في اليوم الواحد، في الأسابيع الأخيرة، وهو سادس أعلى معدل وفيات في العالم، بعد أميركا وإسبانيا وبريطانيا وإيطاليا وفرنسا.
كما سجلت البرازيل حتى الىن أكثر من 220 ألف حالة إصابة بكورونا، ولا يبدو أن المعدل سينخفض قريبا، مع انطلاق فصل الشتاء.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}